كان الزهري يقول: هاتوا من ظرفكم هاتوا من أشعاركم أفيضوا في بعض ما يخفف عنكم وتأنس به طباعم، فالأذن تتعب والقلب يتقلّب وقال أحدهم: كان الرجل ممن قبلكم اذ ثقل عليه الحديث ان الأذن تتعب والقلب يتعب فهاتوا من ظرفكم. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الجوانب الطريفة من الحياة، ولكن من المفيد تقديم النماذج التالية: 1) كان جبلة يطوف بالبيت العتيق اذى وطئ رجل على ازاره فالتفت اليه ولطمه لطمة هشم بها أنفه.. مضى الرجل الى عمر بن الخطاب ورفع شكوى اليه فأرسل عمر الى جبلة فحضر اليه فقال: ما دعاك الى ما صبغت بالرجل؟ قال: وطئ على ازاري فحله ولولا حرمة البيت لأرمين برأسه: قال عمر: أقررت بفعلك فاما أن ترضينه وإما القصاص قال جبلة او تقتص له مني وهو سوفي وأنا جبلة ملك غسان؟! قال عمر: قد جمعك واياه الاسلام، قال جبلة: لقد رجوت ان أكون في الاسلام اعزمني في الجاهلية ان فعلت اعمر فأنا أنتصر قال عمر: اذا تنصرت ضربت عنقك قال جبلة: يا أمير المؤمنين امهلني الى الغد فلما كان الليل خرج جبلة مع رجاله ولم يزالوا سائرين حتى وصل الى غسان فتنصر فندم وقال شعرا: تنصرت الأشراف من أجل لطمة وماكان فيها لو صبرت ضرر فيا ليت أمي لم تلدني وليتني رجعت الى القول الذي قاله عمر 2) قال عمر بن الخطاب، أنتم المؤمنون وأنا أميركم فقيل له: يا أمير المؤمنين فهو أول من دعي بهذا الاسم وكان لفظ الخليفة مختصا بأبي بكر الصديق وقال أحدهم: أول من سماه أمير المؤمنين عدي بن حاتم الطائي وأول من سلم عليه بهذا الاسم المغيرة بن شعبة جلس عمر يوما وقال: واللّه لا ندري كيف نقول: أبو بكر خليفة رسول اللّه وأنا خليفة خليقة رسول اللّه ومن يأتي بعدي يقال: خليفة خليفة خليفة رسول اللّه فهل هذا إسم؟! 3) ادعى رجل النبوة في زمن المهدي فقال له: في أي للمواضع جاءتك النبوة؟ قال الرجل وقعنا واللّه في شغل ليس هذا من مسائل الأنبياء. إن رأيت ان تصدقني في كل ما قلت فاعمل بقولي وإن كنت عزمت على تكذيبي فدعني أذهب عنك فقال المهدي: هذا لايجوز اذا كان فيه فساد للدين قال الرجل: وعجبا لك : تغضب أنت لفساد الدين ولا أغضب أنا لفساد نبوتي؟ أنت واللّه ما قويت علي الا بمعنى بن زائدة.. كان مع المهدي شريك القاض فقال له المهدي: ما تقول في هذا النبي يا شريك؟ فقال الرجل: شاورت شريك القاضي في أمري وتركت أن تشاورني؟!