نظمت وكالة الحوض الهيدروغرافي الوهراني – الشط الشرقي، بإشراف من الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية، يوما إعلاميا تحسيسيا لفائدة فلاحي منطقة معسكر والناشطين في جمعيات السقي الفلاحي عبر المحيطات الفلاحية المسقية بالولاية، متبوعا بورشات عملية حول اقتصاد المياه وترشيد استغلال الموارد المائية الموجهة للسقي الفلاحي، باستعمال تقنيات السقي الحديث، مع إبراز نتائجها الإيجابية على المردود الفلاحي وأثرها المباشر في توسيع المساحات الفلاحية المسقية. خلال اليوم الإعلامي، المنظم بمستثمرة فلاحية خاصة بإنتاج بذور البطاطا، استُعرضت الجهود التي بذلتها الدولة لقاء تطوير قطاع الفلاحة، باعتباره أحد الأركان الأساسية لاقتصاد قوي ومنتج، لاسيما جملة المشاريع التنموية الكبرى والهامة التي استفادت منها ولاية معسكر لقاء توسيع مساحة الأراضي الفلاحية المسقية وبلغ تمويلها بنحو 21 مليار دينار، بين مشاريع لتأهيل محيطي سيق والهبرة بالمحمدية، إضافة إلى مشروع تهيئة سهل غريس ومشروع تحويل المياه من سد ويزغت، فضلا عن مشروع محيط كشوط الذي يموله سد وادي التحت الذي شارف بدوره على المراحل الأخيرة من الإنجاز والتجهيز، إلى جانب دراسة لإنجاز سد الأودية الثلاثة بعين أفكان، الذي سيسهم مستقبلا في توسيع سهل غريس أيضا إلى نحو 4 آلاف هكتار من الأراضي المسقية، والمشروع المتعلق برفع طاقة استيعاب سد بوحنيفية عبر نزع 6 ملايين م3 من الأوحال واستغلالها في السقي الفلاحي بعد استلام مشروع «الماو» عن آخره. كل ذلك يؤخذ بعين الاعتبار كمكاسب قيمة لمنطقة معسكر الفلاحية المكتسبة من خلال برامج رئيس الجمهورية في المخطط الخماسي 2010-2014. وأجمع المختصون، خلال اليوم الدراسي المنظم، على تثمينها من خلال دعوة الفلاحين إلى مسايرة كل تلك الجهود وتشجيعهم على العمل بأحدث التقنيات المستخدمة في السقي الفلاحي التي تشمل حاليا 27 من المائة فقط من المساحة الإجمالية للأراضي الفلاحية المسقية المقدرة ب49 ألف هكتار بمعسكر. ويتوقع المسؤولون على قطاع الفلاحة وقطاع الموارد المائية، رفع هذه النسبة إلى 28 ألف هكتار مطلع 2019، عبر تعبئة الفلاحين وتشجيعهم على استعمال تقنية الرش والسقي بالتقطير وحثهم على الاقتصاد في مياه السقي، خاصة وأن المنطقة تشهد تراجعا في منسوب المياه الجوفية التي بلغت انخفاضا ب30 مترا خلال السنوات الخمس الماضية وعجز ب27 مليون م3 في مياه السدود الأربعة بفعل شح الأمطار وتوحل أغلب سدود الولاية. على الهامش، أوضح مدير المصالح الفلاحية لعرابي خالد ل «الشعب»، أنه يتم حاليا تكوين الفلاحين وأبنائهم في تقنيات السقي الفلاحي، حيث شملت العملية لحد الساعة ألفي فلاح على دفعات، مشيرا أنه رغم أن السقي الفلاحي قد عرف تطورا ملحوظا في السنوات الماضية، إلا أنه لازالت هناك نقائص لابد من تداركها من طرف الفلاح نفسه، مؤكدا أن حجم الاستثمار الفلاحي، في إطار السقي الفلاحي، عن طريق «الأفنديا»، قد بلغ 4,5 ملايير دينار، أي ما يعادل 53 من المائة من الاستثمار الإجمالي لمختلف أشكال الدعم الفلاحي.