أحيت، أمس، السلطات الولائية والمحلية لولاية تيزي وزو وبلدية الأربعاء ناث إراثن، الذكرى 59 لاستشهاد البطل ومهندس الثورة عبان رمضان، بحضور الأسرة الثورية من مجاهدين ورفقاء المناضل الكبير وسكان مسقط رأسه بقرية عزوزة، في أجواء مهيبة، مهابة الرجل الذي استطاع بحنكته السياسية قيادة الثورة في أحلك الظروف والدفاع المستميت عن الأمة الجزائرية ووحدتها الترابية. البداية كانت من النصب التذكاري بمفترق الطرق ببلدية وادي عيسي، حيث أشرف والي ولاية تيزي وزو محمد بودربالي، رفقة السلطات المحلية، على وضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة على روح شهيد الثورة، قبل التنقل إلى مسقط رأسه ببلدية عزوزة والتوقف أمام المعلم التذكاري، حيث ألقى ممثل جمعية عبان رمضان خطابا أبرز فيه «مناقب الرجل وتضحياته الكبيرة من أجل الثورة واستقلال الجزائر، داعيا إلى وحدة الصف والاستلهام من مسيرة الرجل في الدفاع عن الوحدة الوطنية ونبذ كل أشكال الانقسامات». بعدها تنقل الوفد إلى منزل الشهيد عبان رمضان، الذي تحول حاليا إلى متحف ومعلم أثري مصنف وطنيا لايزال يحتفظ بعديد الصور وجانب من مآثر الشهيد الخالدة. في تعليقه على الحدث، أكد والي ولاية تيزي وزو محمد بودربالي، أن عبان رمضان يعتبر من الشخصيات الوطنية الفذة التي دافعت عن الجزائر بكل مكوناتها، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. وعليه، يعتبر إرثا مشتركا لكل الجزائريين والأفارقة والشعوب المناضلة من أجل الحرية. وأضاف، «بفضل تضحيات هذا الرجل وباقي الزعماء الآخرين الذين استشهدوا، والأحياء منهم، نحن متواجدون هنا اليوم». بالمقابل، انتقد والي الولاية طريقة التنظيم وغياب التنسيق بين السلطات المحلية والجهات المنظمة للاحتفائية، مؤكدا «أن الولاية ستأخذ بزمام المبادرة مستقبلا، بإعطاء المناسبة بعدا رسميا يليق بمقام الشهيد عبان رمضان، كرمز من رموز النضال الوطني». نفس الرسالة وجهها رئيس جمعية عبان رمضان لقرية عزوزة ناصر عبيد، في حديثه ل «الشعب»، حيث اعتبر «الشهيد عبان رمضان رمزا وملكا لكل الجزائر وليس لقرية عزوزة أو الأربعاء ناث إراثن فقط، وبالتالي جاءت هذه الوقفة التقليدية، ككل سنة، للترحم على روح الشهيد ومهندس مؤتمر الصومام الذي ضحى من أجل الجزائر في عمر 37. ونحن اليوم نعيش لحظة ممزوجة بالفرح والحزن على الشهيد الذي وضع الحجر الأساس للدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية الحديثة». كما اعتبرت مديرة الثقافة لولاية تيزي وزو نبيلة قومزيان، المشاركة في تنظيم الوقفة التكريمية، «أن الذكرى 59 لاستشهاد عبان رمضان هي مناسبة للترحم على روح البطل واستذكار الشهداء الذين ضحوا من أجل الجزائر. ونحن عازمون على إيصال هذه الرسالة إلى الأجيال القادمة لحماية الذاكرة الوطنية وترسيخها، سواء بمثل هذه النشاطات الاحتفائية، أو عن طريق حماية مآثر الشهداء ورموز المنطقة، ومنها جاءت فكرة ترميم منزل عبان رمضان وتصنيفه كمعلم وطني وتحويله إلى متحف على غرار منزل كريم بلقاسم كأقل واجب يقدم لهؤلاء العظماء».