دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في كل أرجاء سوريا بعد إعلان روسيا التوصل لاتفاق بين النظام السوري والمعارضة المسلحة على وقف شامل لإطلاق النار في سوريا بضمانة روسية وتركية. وقد أعلنت أطراف الأزمة التزامها بهذا الاتفاق الذي يمهد لمفاوضات سياسية. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس التوصل للاتفاق، وقال إنه تم توقيع ثلاث وثائق بين المعارضة والنظام، تتعلق الأولى بوقف شامل لإطلاق النار، والثانية بالرقابة عليه، والثالثة بالاستعداد لمفاوضات حول السلام. وقال بوتين خلال لقاء بوزيري الدفاع والخارجية الروسيين إن «حدثا انتظرناه منذ زمن وعملنا كثيرا من أجل التوصل إليه تحقق قبل بضع ساعات». وأبدى كل من الجيش السوري والمعارضة موافقتهم على وقف إطلاق النار. كما قال الكرملين إن الرئيس السوري بشار الأسد أكد -في اتصال هاتفي مع بوتين- أنه ملتزم بالامتثال لوقف إطلاق النار. الجماعات المشمولة وتحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن سبع مجموعات من المعارضة، وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار مع دمشق. من جانبه أكد بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي «أهمية تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب»، مشددين -وفق بيان للكرملين- على أن «وقف إطلاق النار لا يشمل مجموعات إرهابية وبالدرجة الأولى تنظيم الدولة الإسلامية». لكن الجيش السوري أكد في بيان أن القرار يستثني تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) والمجموعات المرتبطة بهما. مفاوضات أستانا وفي إطار الاتفاق أيضا، أعلنت موسكو بدء الاستعدادات لمحادثات سلام يفترض أن تعقد في العاصمة الكزاخية أستانا الشهر المقبل. وناقش بوتين وأردوغان الخميس أيضا الجهود الجارية حاليا لتنظيم هذه المحادثات، وقال الكرملين إن بوتين اتفق مع الأسد على أن محادثات أستانا ستكون «خطوة مهمة للحل النهائي للأزمة». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده ستبدأ مع تركيا وإيران الإعداد للقاء أستانا، مضيفا أن موسكو مستعدة لدعوة مصر وتحاول جذب قوى إقليمية أخرى مثل السعودية وقطر والعراق والأردن. كما أشار إلى سعي بلاده لإشراك إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي يتسلم مهامه الشهر المقبل خلفا للرئيس الحالي باراك أوباما. وفي هذا السياق، أبدت المعارضة المسلحة التزامها -ضمن اتفاق وقف النار- بأن تشارك في مفاوضات الحل السياسي خلال شهر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وفي تصريحات للتلفزيون السوري الرسمي، وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاتفاق بأنه «فرصة حقيقية» لتسوية سياسية. وقال المعلم إن «من يرغب فعلا في إنهاء الأزمة وتلبية تطلعات الشعب السوري عليه أن يذهب إلى أستانا من أجل التوصل إلى حل».