عودة الهدوء ودعوات لتجنب الانزلاق الخطير وإفشال مخطط زرع الفتنة عاد الهدوء، نهار أمس، إلى مدينة بجاية بعد ليلة صاخبة، تميزت باستمرار المواجهات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب بالقرب من مقر الولاية، إلى حدود العاشرة ليلا ، بين شباب الأحياء وقوات مكافحة الشغب، على خلفية إضراب التجار الذي دعا له مواقع التواصل الاجتماعي. استيقظ سكان المدينة، على صور مرعبة نتيجة أعمال التخريب والنهب، التي خلفت خسائر مادية وسرقة في بعض الممتلكات والمركبات، حيث طالت مديرية التربية للولاية بحي الحرية، محل شركة ‘كوندور' الكائن بحي كريم بلقاسم، وحافلة بقيمة 140 مليون دج سنتيم كانت تقودها امرأة، أرغمت على النزول وأضرمت بها النيران من طرف بعض المتهورين، فضلا عن تكسير مواقف محطات الحافلات وإشعال النيران في حاويات القمامة والعجلات المطاطية. وهي الأحداث التي لقيت تنديد العديد من جمعيات والمواطنين، الذين تأسفوا لما آلت إليه الأوضاع والانزلاق، الذي كاد يأتي بما لا تحمد عقباه لولا يقظة رجال الأمن وحكمتهم، الذين وظفوا خبرتهم في الميدان، كما باشرت تحقيقا لتحديد المتسببين في هذه الأعمال التخريبية، و تمكنت من توقيف أزيد من 27 شابا تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 سنة، كما تمكنت من استرجاع بعض الأجهزة المسروقة، من المؤسسات التي تعرضت للاعتداء و السطو. و لقي الإضراب في يومه الثاني استجابة متفاوتة من طرف التجار، الذي تلقوا تهديدا بكسر محلاتهم في حالة فتحها حيث ضمنت كل المصالح الإدارية التابعة للدولة الخدمة بشكل عادي، وهو نفس الأمر بالنسبة للناقلين الخواص، المقاهي والصيدليات. وقد ناشدت العديد من الجهات المواطنين، لتوخي الحذر والابتعاد عن أعمال العنف و التخريب التي تستهدف ضرب استقرار المنطقة، وإدخالها في نفق مظلم من الأحداث التي تخلف ضحايا وتزرع الرعب لدى سكان الولاية. ومنها النداء الذي وجهه علي رابحي، رئيس المجلس الشعبي الولائي، للتحلي باليقظة والابتعاد عن أعمال العنف والتخريب، و من جهتها الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، نددت بأعمال التخريب والنهب، على لسان السيد سعيد صالحي الذي أكد أن الإضراب حق مضمون في القانون الجزائري لكن ذلك يتم بطرق سلمية حضارية، وحث على ضرورة اجتناب السلوكات السلبية التي تمس بسمعة الولاية. وفي نفس السياق دعت المنظمة الولائية لأبناء الشهداء التي تأسف رئيسها رحموني كمال لما آلت إليه الأوضاع ببجاية إلى التوقف عن العنف وضرورة اللجوء إلى الطرق السلمية، من أجل مصلحة الولاية التي هي في حاجة لبنائها وليس لتهديمها.