«ليكنس أدرى بقدرات اللاعبين .. وقرعة كان 2019 أنصفتنا» عبّر المدرب الوطني السابق عبد الرحمان مهداوي في حوار مع «الشعب» عن تفاؤله الكبير بتحقيق المنتخب الوطني لكرة القدم نتائج إيجابية، خلال الطبعة ال 31 لمنافسة كأس أمم إفريقيا . «الشعب»: كيف تقيّم مستوى الفريق الوطني قبل خوض أول لقاء رسمي في الكان؟ «مهداوي»: أعتقد أن المسوؤلين على الاتحادية الجزائرية والطاقم الفني للفريق الوطني درسوا جيدا الأمور المتعلقة بالتحضيرات التي سبقت المنافسة القارية وعرفوا أنه من الأحسن عدم برمجة لقاء ودي قوي ما جعلهم يواجهون موريتانيا حفاظا على معنويات اللاعبين، قبل التنقل إلى الغابون، وهذا ما حدث بالفعل حيث تمكن المنتخب من تحقيق الفوز، خلال المواجهتين الوديتين، لأن التشكيلة الأساسية موجودة وبقي فقط تحضير كرسي بدلاء قوي يمكن الاعتماد عليه في حال تطلب الأمر. هل تعتقد أن ذلك مهم في ظل المستوى العالي لكأس إفريقيا؟ المستوى في منافسة كأس إفريقيا قوي جدا والجميع يلعبون من أجل التتويج باللقب القاري ولكن يجب أن نؤمن بقدرات فريقينا الوطني، لأنه يملك الإمكانيات التي تسمح له بالتألق، خلال هذا الموعد الهام، ولما لا اللعب على التاج الإفريقي بما أن الطاقم الفني قام بكل الترتيبات اللازمة، قبل بداية المنافسة الرسمية، إضافة إلى أنه تم توفير كل الظروف والإمكانيات اللازمة حتى تكون كل الأمور جيدة داخل المجموعة. لكن الفريق الوطني لم يلعب مواجهات قوية، خلال فترة التحضيرات، أليس كذلك؟ صحيح الفريق الوطني لم يلعب مباراة قوية، قبل بداية المنافسة لكن ذلك القرار راجع إلى الطاقم الفني والمسؤولين في الاتحادية حيث أرادوا اللعب مع منتخب ليس قوي من أجل الوقوف على بعض النقاط المتمثلة في الجانب التكتيكي و اللعب الجماعي بين بعض اللاعبين، وفي نفس الوقت فكروا في الجانب المعنوي للاعبين، لأنه في حالة الهزيمة سيؤثر عليهم من دون شك، ولهذا تفادوا الأمور السلبية وركزوا على ما هو أهم. وضِّح لنا الفكرة أكثر؟ اللاعبون الموجودون في الفريق الوطني معروفون وأغلبهم ينشطون في فرق قوية وكبيرة ولهذا فإن المدرب ليكنس يعرف مستواهم البدني وفضل التركيز على الجانبين البسيكولوجي والتكتيكي و لهذا قرر برمجة لقاء ودي ضد موريتانيا لتطبيق الخطة التي سيلعب بها المنافسة الرسمية. لكن المنتخب الوطني مرّ بفترة فراغ كبيرة مؤخرًا؟ الجميع يعلم أن الفريق الوطني مرّ بفترة فراغ مؤخرا، منذ أكثر من 5 أشهر، ما جعلنا نعاني من ناحية النتائج ضمن تصفيات كأس العالم لعدة أسباب، أبرزها تراجع مستوى بعض الكوادر على غرار براهيمي، بن طالب، فغولي لأنهم لا يلعبون بانتظام، ولهذا فإن غياب الاستقرار النفسي لدى هؤلاء اللاعبين أثر على أدائهم مع المنتخب، إضافة إلى أن تغيير المدربين قلّل من قوة الفريق. كيف ترى مستقبل المنتخب بالعودة لخبرتك؟ بعد التراجع الكبير من ناحية مستوى الفريق دخلت الشكوك لنفوس الجميع، سواء مختصين أو الجمهور، لأننا لم نعد نعرف المستقبل الفني للمنتخب بسبب غياب الاستقرار ومشكل تغيير المدربين، ولهذا فإننا سننتظر النتائج التي سيحققها، خلال المنافسة الإفريقية التي سيدخلها ضد منتخب زيمبابوي. كيف تعلّق على جدول المباريات التي سيخوضها المنتخب الوطني؟ المنتخب الوطني مطالب بتحقيق الفوز، خلال المواجهة الأولى ضد زيمبابوي، لأنها المفتاح حيث ستعيد الثقة لنفوس اللاعبين من جديد وترفع من معنوياتهم وتمنحهم إرادة أقوى، قبل الموعد الثاني، ولهذا فإنه، بحسب اعتقادي القرعة أنصفتنا، لأننا سنبدأ اللعب ضد أضعف فريق على الورق، ثم تونس وبعدها السينغال أحد المرشحين لنيل اللقب بعد العودة القوية. لكن ذلك ليس أمرا سهلا بالنظر إلى وجود عدد كبير من اللاعبين الذين يفتقدون للخبرة، أليس كذلك؟ صحيح هناك عدد كبير من اللاعبين الذين لم يسبق لهم لعب المنافسة القارية مع الفريق الوطني من قبل، لكن أعتقد أن نظرة الناخب الوطني كانت ذكية حيث مزج بين الخبرة الموجودة عند بعض الكوادر وإرادة وحماس الشباب الجدد الذين سيعملون على فرض تواجدهم من خلال الإرادة و روح التحدي مع التشكيلة الحالية في ظل الغيابات الكثيرة، لأنها فرصتهم للبروز وتقديم الإضافة للمجموعة، ولهذا فإن القائمة التي اختارها المدرب وفقا لفلسفته والتي تقوم على العناصر الشابة الطموحة. هل بإمكاننا الفوز بالكأس الإفريقية؟ الاتحادية وفرت كل الظروف الممكنة أمام الفريق الوطني من كل الجوانب حتى تسمح له بالتركيز على العمل فقط دون أي شيء آخر وكل ذلك من أجل اللعب على التتويج بالكأس القارية، لأنها فرصتنا بالنظر إلى التعداد المتوفر ونحن من بين الفرق القليلة التي لا تعاني من الجانب المادي، إضافة إلى أنه كل شيء ممكن في المنافسة القارية حيث سجلنا مؤخرا بروز فرق لم نكن ننتظرها على غرار زامبيا وبوركينافاسو، ولهذا علينا أن نؤمن بقدراتنا حتى نصل إلى هدفنا من خلال رفع التحدي والروح الوطنية واللعب بإرادة قوية. كيف سيؤثر محرز أفضل لاعب إفريقي على معنويات زملائه؟ لقد توّج محرز بجائزة أفضل لاعب إفريقي نتيجة المستوى الكبير والرائع الذي ظهر به، خلال سنة 2016 ولكن حاليا لم يبق بنفس المستوى وتراجع رفقة ناديه في الدوري الإنجليزي ولهذا سيكون عليه ضغط كبير، لأن كل الأنظار ستكون موّجهة له ما يجعل زملاؤه في المنتخب الوطني، مطالبين بمنحه الحلول من خلال مساعدته فوق المستطيل الأخضر. ما هو تعليقك عن مجموعة الجزائر في تصفيات كان 2019؟ المجموعة التي أوقعتنا فيها القرعة الخاصة بتصفيات كأس أمم إفريقيا لسنة 2019، جيدة، لأن كل الفرق متكافئة من ناحية مستوى اللعب ونحن الأقوى على الورق وعلينا تسيير الأمور لصالحنا من دون استصغار المنافسين، لأن منتخب الطوغو دائما يصنعون لنا صعوبات، عدا ذلك فإن البنين وغامبيا نحن أقوى منهم بالعودة إلى إمكانيات الفريق الوطني، ولهذا على المسؤولين وضع برنامج جيد من أجل التوفيق بين الجبهات التي سنلعب عليها بما أننا مرتبطين بتصفيات مونديال 2018 أيضا.