تحت شعار «وما زالت الحافلة تسير»، تنظم «جمعية الفنانين الأحرار للمسرح عزابة»، الطبعة الثانية من الأيام الوطنية عز الدين مجوبي للمسرح بدار الشباب عزابة بولاية سكيكدة، وذلك من 16 إلى 20 فيفري الجاري. وللحديث عن الموضوع، نشط رئيس الجمعية طارق ناصري ندوة صحفية بالمسرح الوطني الجزائري، كشف فيها عن برنامج ثري يشمل إلى جانب العروض المتنافسة ورشات تكوينية وتكريمات لعدد من الوجوه الفنية. «منذ رحيل عز الدين مجوبي، نحن أول جمعية تؤسس أياما مسرحية تحمل اسمه، وذلك تكريما لروحه وإيمانا منا بفنه وأفكاره»، يقول طارق ناصري رئيس جمعية الفنانين الأحرار للمسرح، الذي اعتبر بأن الهدف من إقامة هذه الأيام هو إحياء الذكرى الثانية والعشرين لاغتيال عز الدين مجوبي، خاصة وأن مدينة عزابة، وبالضبط قرية «منزل الأبطال»، تعتبر مسقط رأسه.. فيما رأى المنسق العام للتظاهرة مهدي مانالله أن هذه الأيام المسرحية من شأنها المساهمة في إنعاش المشهد الثقافي بهذه المدينة التي تشهد نوعا من «العزلة الثقافية». وقد تكفل المسرح الجهوي بسكيكدة بأتعاب لجنة التحكيم ومختلف تجهيزات القاعة، فيما تكفل مساهمان من القطاع الخاص بالطباعة وتذاكر الطائرة بالنسبة للضيوف. ولم ينكر ناصري مساهمة السلطات المحلية وبعض المسؤولين، ولكن ما سهّل ذلك حسبه هو رعاية وزارة الثقافة.. بل إن رئيس الجمعية تحدّث عمّن راهن على توقف هذه الأيام عند الطبعة الأولى، وهو ما لم يحدث بفضل العزيمة والإصرار. ومن بين معايير اختيار الأعمال المشاركة، ذكر ناصري ضرورة أن تتناسب العروض مع الفضاء المتاح، لأن دار الشباب التي تحتضن التظاهرة لا تسمح باحتضان عروض ذات ديكور وسينوغرافيا مهمين.، وهو ما أدى إلى استبعاد أعمال جيدة من المنافسة. وفي جوابه عن سؤالنا، تحدث ناصري عن وجود قاعة بلدية للسينما سيتم تحويلها إلى النشاط المسرحي، ولكن في انتظار ذلك تبقى مشكلة القاعة هي العائق الرئيس الذي يحول دون استضافة أعمال مسرحية على أساس المستوى الفني ودون التقيد بشروط أخرى. ودائما في حديثه عن الإمكانيات المتاحة، قال رئيس الجمعية المنظمة إنه قد تمّ المجازفة والإعلان عن الأيام وتوجيه الدعوات قبل أن يتأكد أي شكل من أشكال الدعم. «كنا نأمل أن يكون هناك ورشات تكوينية أخرى، ولكن الإمكانيات حالت دون ذلك»، يتأسف ناصري. وتشهد المنافسة عروضا مسرحية بمعدل عرضين يوميا، بداية بمسرحية «العب لعبك» لجمعية اتفاق القلوب من المسيلة، ثم مسرحية «نون» لجمعية الهواء الطلق لمدينة بودواو ببومرداس، العرض المسرحي «كلمات متقاطعة» لفرقة قادمون للجمعية الثقافية الإبداع من عين الدفلى، عرض «ضيوف السيناتور» لجمعية مسرح الشلف، مسرحية «حفل اعتزال» لجمعية الكاملة للمسرح ببوسماعيل ولاية تيبازة، مسرحية «هدوء» للجمعية الثقافية للفنون الدرامية صرخة الركح من تمنراست، ليختتم البرنامج بمسرحية «الطبيب» من تقديم جمعية البليري للمسرح من قسنطينة. وتتنافس هذه الفرق المشاركة، التي وصلت إلى المنافسة بعد مرورها على لجنة انتقاء، على جوائز «مجوبي الذهبية» و»مجوبي الفضية» وكذا «مجوبي البرونزية»، إلى جانب جوائز أحسن دور رجالي، وثاني أحسن دور رجالي، وكذا أحسن دور نسائي، وثاني أحسن دور نسائي، إضافة إلى الجائزة التشجيعية التي تحمل اسم «أحمد بوطاطة»، وهو مخرج ينحدر من سكيكدة وافته المنية السنة الماضية. ويفصل في هذه الجوائز لجنة تحكيم تضمّ كلا من الفنان المسرحي عنتر هلال، المخرجة حميدة آيت الحاج، والمخرج لطفي بن سبع. وسيكون المسرح التونسي حاضرا في هذه الفعاليات، من خلال العرض الشرفي لمسرحية «رهين الأسوار» لجمعية قدماء المسرح من القيروان التونسية، التي ستفتتح برنامج الأيام المسرحية. كما يشمل البرنامج ورشة تكوينية في التمثيل المسرحي حول «الممثل بين الشخص والشخصية» على مدار التظاهرة، مع تقديم شهادات تربص. ويشرف على الورشة التونسيان سماح التوكابري، وزوجها محمد علي القلعي، الذي اشتغل لسنوات مع الفنان التونسي الشهير فاضل الجعايبي، ، «أردنا الاستفادة من . كما ستشهد التظاهرة تكريم وجوه فنية معروفة على غرار بهية راشدي، نادية طالبي، ومحمد حزيم، كما سيلتحق الفنان التونسي المعروف خالد بوزيد بمجموع المكرمين في ثالث يوم من التظاهرة. أما في الشق الأكاديمي، سيقدم الدكتور احسن ثليلاني محاضرة عنوانها «الالتزام في مسرح عز الدين مجوبي». يذكر أن جمعية الفنانين الأحرار للمسرح عزابة هي جمعية بلدية تأسست سنة 2008، وقدّمت للمسرح أعمالا على غرار «الحب في زمن اللاحب»، «حب في مزبلة»، «ماكرون في الأرض»، وأخيرا «النصف الضائع» التي شاركت منذ عامين خارج المنافسة في مهرجان المسرح المحترف، إلى جانب مونودراما «الحافلة تسير 2»، عرضتها الجمعية في جولة وشاركت بها كضيف شرف داخل البلاد وخارجها.