البرلمان بحاجة إلى نواب قادرين على تغيير الذهنيات والممارسات دعا عبد العزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل، أمس، تضافر الجهود كل في مكانه من أجل حماية الجزائر من الأخطار المحدقة بها في جنبها الاقتصادي و الاجتماعي والسياسي وحتى الأمني، محذرا من الاستقالة الجماعية للمواطنين وعدم اكتراثهم بما يجري، مشيرا إلى أن هذه الاستقالة من شأنها ضرب استقرار الوطن وتخريبه بالرغم أن ذلك مسؤولية الجميع، آملا أن تكون الاستحقاقات المقبلة نظيفة نزيهة وشفافة وتعبر بحق عن سلطة الشعب. قال بلعيد، خلال كلمة له، بمناسبة احتفال الحزب بالذكرى الخامسة لتأسيسه، بقاعة الأطلس بباب الوادي أن الظرف الراهن يستدعي اليقظة والحيطة من أي خطر ومواجهة الهزات التي تعرفها البلاد، مشيرا إلى أن الحلول ليست مستحيلة لتجاوز المشاكل الحالية والبداية بفتح حوار حقيقي بين كل الجزائريين مبني على الثقة والاحترام المتبادل ومع كل الشركاء السياسيين دون إقصاء أو إنكار أو أفكار مسبقة. أوضح رئيس جبهة المستقبل أن حزبه يؤمن بالمعارضة الايجابية و العمل يدا بيد حتى مع السلطة في سبيل خدمة الجزائر من خلال النضال من أجل تغيير المفاهيم والذهنيات والتسيير، وهو غير مستعجل للوصول إلى السلطة، كونه يريد بناء صفوفه ويؤسس لقاعدة وأرضية سياسية شعبية نظيفة ذات أخلاق عالية تستمد عقيدتها من بيان الفاتح نوفمبر وشرعيتها من نضال الشهداء والمجاهدين وكل من ضحى من أجل الوطن، تؤسس للتآزر بين أطياف المجتمع لا التغني بالوطنية والمتاجرة بها على حساب مصلحة البلد. أكد بلعيد أن جبهة المستقبل لا تريد الوصول الى السلطة على جثث الجزائريين، بل نريد الذهاب إلى جمهورية ثانية ولكن ليس على أنقاض الجمهورية الأولى لأنه في كل الأحوال هناك أمور ايجابية و مكاسب تستدعي الحفاظ عليها في كل الميادين بما فيها القوانين، فهناك مؤسسات وبنية تحتية شيدت، ما يفرض تثمينها، ولكن في المقابل لابد من إعادة الاعتبار لبناء الإنسان الذي هو أساس كل تنمية. في هذا الإطار، عاد بلعيد ليذكر من جديد بضرورة الاستثمار في المورد البشري بإحياء الأخلاق ليكون البناء على أسس صلبة، من خلال إتاحة الفرصة للنخبة وإشراكها في العمل السياسي، وحمل الإطار الإداري والمسيّر لمسؤولية مقاومته لكل ما من شأنه المساس بأمن واستقرار البلاد، لأن الكوادر المؤهلة هي القاطرة الحقيقية لأي تنمية بعيدا عن بعض الممارسات المثبطة كالمحسوبية والرشوة و الجهوية التي لا تخدم لا البلاد ولا العباد. بحسب بلعيد يكمن الحل في البرلمان باعتبارها القبة التي تمثل الشعب ومن ثم لابد من أن يكون البرلمانيين المنتخبين يمثلون بالفعل صوت الشعب، مشيرا إلى أنه مخطئ من يعتقد أن مسؤولية النائب في البرلمان سهلة بل على العكس عظيمة وهو مسؤول أمام الله والشعب والتاريخ ومن ثم لابد أن تكون الأصوات المعبر عنها حقيقية. بخصوص برنامج الحزب، قال رئيس جبهة المستقبل أنه سيتم طرح أفكار جديدة وتصور جديد يأخذ بعين الاعتبار المشاكل التي تعاني منها الجزائر بما فيها أزمة الشغل التي تمس بالخصوص الشباب الحاملين للشهادات الجامعية إلى جانب قضايا أخرى ورؤية استشرافية ستوضع في خدمة البلد. بالمناسبة أعطى بلعيد، خلال الحفل إشارة انطلاق عمل الإذاعة الإلكترونية للحزب والتي قال أنها ستساهم في إثراء الساحة الإعلامية باعتبار أنها الأول من نوعها.