شرعت التشكيلات السياسية في دخول المرحلة الحاسمة من التحضيرات لتنشيط معترك انتخابات مجلس الأمة، حيث أعطت قيادات بعض الأحزاب الضوء الأخضر لانطلاق الإنتخابات الأولية، فيما تجري عمليات الترشيح والإستعداد للتحالفات التي يرى السياسيون والمنتخبون المحليون على حد سواء، أنها تتحدد في الميدان تحسبا للتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المقررة يوم 23 ديسمير المقبل في سباق يصف المتتبعون منافسته بالشرسة أمام المتربعين على مقاعد القبة البرلمانية العليا تشكيلات التحالف والأحزاب الصاعدة التي اكتسحت المجالس المحلية على غرار حزب العمال والجبهة الوطنية الجزائرية . تولي قيادات الأحزاب السياسية في الوقت الحالي جل اهتمامها لانتخابات مجلس الأمة، لضمان تموقع جيد داخل الغرفة البرلمانية الأولى، حيث عكف حزب الأفلان عشية يوم الأحد تحت رئاسة أمينه العام عبد العزيز بلخادم على إجراء دراسة مستفيضة تم فيها تحليل وضعية المنتخبين على مستوى كامل ولايات الوطن، وتحدد على ضوء ذلك رؤية واضحة كما أكد المكلف بالإعلام للحزب السعيد بوحجة في إتصال هاتفي أجرته معه ''الشعب''. وكشف بوحجة في سياق متصل أن هذا يأتي تحضيرا لإجتماع قيادة الحزب غدا الأربعاء لإتخاذ التدابير والحسم في الأمر. وأوضح بوحجة أن الحزب سيجري انتخابات أولية، والتي اعتبرها قاعدة يدور عليها التوافق بين جميع المنتخبين، كي يلتف بعد ذلك المنتخبين حول المنتخب المرشح . وتحدث العضو القيادي في حزب الأفلان عن الشروط الصارمة التي تم تحديدها في المترشح، يتصدرها عضويته الفاعلة ونشاطه وكفاءته. وبخصوص مشروع التحالفات قال بوحجة ..تركنا السلطة التقديرية للمسؤولين المحليين في الولايات، ولم يخف أنه في في المواقع التي يكون الأرندي ضعيفا فيها فالأولوية في التحالف معه والعكس صحيح، حيث المواقع التي يكون الأفلان ضعيفا فيها تعطى الأولوية في التحالف للأرندي، أما عندما يكون مرشحي هذه الأحزاب أقوياء يبحث التحالف مع منتخبي تشكيلات سياسية أخرى. من جهته ميلود شرفي الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أفاد أن عملا مكثفا يجري في الوقت الحالي محليا تجسيدا للتعليمة التي أرسلها الأمين العام للحزب أحمد أويحيى، والمتمثلة في الشروع في إجراء الإنتخابات الأولية وأُسندت المهمة حسب شرفي إلى الأمناء الولائيين، حيث أعطيت لهم صلاحيات واسعة بالتنسيق مع المكتب الولائي والقيادة المحلية للإشراف على العملية. وأكد ميلود شرفي في اتصال هاتفي أجرته معه »الشعب« أن الأرندي سيكتسح جميع الولايات وهو معني بها . ومن بين التوصيات التي تضمنتها تعليمة أويحيى وتحدث عنها شرفي نظافة الإنتخابات والإحتكام للصندوق. وفي رده على التحالفات اعتبر شرفي أن كل ولاية لديها خصوصية، والسلطة التقديرية مسندة للأمين الولائي . وخلص شرفي إلى القول أن هدف الحزب من هذه الإنتخابات هو المحافظة على مكانة الحزب ومقاعده التي يتربع عليها في الوقت الحالي . أما موسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية فكشف ل ''الشعب'' أن الإنتخابات الأولية التي ستتم على مستوى الحزب سوف تنطلق بداية الأسبوع المقبل . وتحدث تواتي في إتصال هاتفي أجرته معه ''الشعب'' عن سهر الحزب في الوقت الحالي على فرض الإنضباط الحزبي، حيث خاض حملة مكثفة من التحسيس وسط المنتخين المحليين عبر 22 ولاية . واستبعد تواتي أن يجري منتخبو حزبه أي تحالفات مع تشكيلات سياسية أخرى. وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم عبد العزيز بلقايد أن إمكانية الدخول في تحالفات مع تشكيلات سياسية أخرى يحددها الميدان، وأوضح أنه تقرر ترشيح على مستوى ولايته (الشلف) رئيس المكتب الولائي للحركة . وحسم حزب العمال على لسان العضو القيادي جلول جودي في عدم تقديم حزبه لمترشحين لهذا السباق الإنتخابي على اعتبار أن حزب العمال غير موافق لنظام الغرفتين، إلى جانب أنه في الوقت الراهن لديه أقليات من المنتخبين على مستوى الولايات، و لن يخوض غمار هذه الأخيرة، غير أنه لم يستبعد إجراء اتفاقات سياسية مع تشكيلات سياسية أخرى .