أكد، المدير العام للوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية ''الجاكس'' محمد بنيني، أن اقتصاد المعرفة في الجزائر لم ينطلق بالوتيرة اللازمة بالرغم من أهميته في بناء شبكة وطنية قوية متناسقة تنتج الثروة اعتماد على الجهد البشري وليس الريع البترولي. وقال، بنيني، في تصريح ليومية ''الشعب'' على هامش اليوم الإعلامي حول الذكاء الاقتصادي الذي بات أقوى الخيارات والبدائل الإنمائية في العالم، أن هناك مشاكل تواجه هذا النهج، وهي مشاكل في الاستثمار بشكله العمومي والخاص تستدعي مزيدا من الجهد في علاجها من الأساس تزيل الاكراهات وتحسس المتعاملين بجدوى توظيف الرساميل وانجاز المشاريع دون تردد. وأضاف، بنيني، لنا في الملتقى الذي نظمته وزارة الصناعة في بحر الأسبوع بمقر وكالة ترقية الصادرات، عرفت فيه الجوانب الإستراتيجية للذكاء الاقتصادي في إطار تطبيق برنامج الانتعاش، أن أشياء كثيرة متراكمة حالت دون دخول الاستثمار المنتج للجزائر، وهي أشياء متراكمة منذ موجة الإرهاب، والقوانين وحسابات المتعاملين المتحفظين على توظيف الرساميل وينتظرون المزيد من التسهيلات والإغراءات. وابرز مدير ''الجاكس'' مسائل أخرى تخص المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين الذين لم يتجاوبوا بالشكل الكافي والوافي مع برنامج تأهيل المؤسسات الذي لم يصل إلى المستوى المطلوب الذي يجعل منتوج ''صنع جزائري'' تنافسيا في تلبية الاحتياجات في الداخل والتصدير في زمن العالم الواحد الموحد الذي سقطت فيه حواجز الجغرافيا وقربت المسافات، ولم تبق في الوجود عدا حواجز النوعية والتأهيل. وأعاب، بنيني، على هياكل الدعم الصناعي والتجاري التي لم تلعب الدور المنوط بها ولازالت بعيدة عن مرافقة المنتوج الوطني في التصدير وتسويق صورته في الفضاءات الخارجية المفتوحة التي لم تقحمها الجزائر وتأخذ حصتها فيها، استفادة من ما تمنحه الاتفاقات الموقعة منها على الخصوص اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وعلى هذا الأساس لا بد أن تصحح الوضعية بإسناد دور موسع اكبر لوكالة ترقية التجارة الخارجية ''الجاكس''، وغرف التجارة والصناعة ''كاسي''، والمؤسسات الأخرى، وهي مؤسسات لها مهمة حيوية في حماية المنتوج الوطني وتسويق صورته إلى الخارج. وقال، بنيني، في هذا المقام: ''أن مهمة الترويج للمنتوج الجزائري لم تكن في المستوى والتطلع بسبب تنظيم (الجاكس) وصندوق الصادرات''. وهو ما أدى بالهيئات المعنية بالقطاع إلى البحث عن مخرج، وهي جهود تتولاها وزارات الصناعة والتجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لسد الفجوة. وعن سبب غياب المؤسسات الجزائرية من المعارض الدولية ذات القوة والصيت للتعريف بمنتوجها ومد علاقات شراكة وتعاون مع الأجانب، ذكر مدير ''الجاكس'' بأهمية الجمعية الوطنية لمتابعة الملف، وهي جمعية نظمتها وزارة التجارة يوم 19 أكتوبر الجاري وحضرتها غرفة التجارة والصناعة و''الجاكس'' والمؤسسات المهنية بغرض تقييم المشاركة الجزائرية في المعارض. واتخذت في اللقاء التدابير الكفيلة من اجل المشاركة الفعلية الفاعلة في المعارض الدولية القادمة في صدارتها معرض كوبا في نوفمبر القادم بعيدا عن ''الحضور من اجل الحضور''.