لب الصراع إذن كما يقول الكثير من المراقبين السياسيين هو السلطة، شرذمة من الحوثيين المتمردين تسعى الى إعادة أمجاد الحكم الامامي الزيدي، وفي المقابل نظام يسعى من جهته للحفاظ على الوحدة اليمنية، وحمايتها من الذين يحملون معاول الهدم في الشمال والجنوب. وفي دوامة الحرب هذه هناك مدنيون يقتلون ويشردون ويعانون الويلات، ومن وراء المشهد الحالك هناك أيادٍ تصب الزيت على النار، وتؤجج الصراع لتمرير مشروعها في اليمن وفي كل المنطقة، قصد إحداث انفجار اقليمي وخلق أزمات الأقليات والمذهبية والطائفية والعرقية كما يحدث في العراق ولبنان وفلسطين ... وتجزم أوساط سياسية يمنية ومنها مسؤولين في الدولة صراحة، بأن إيران هي من تحرك التمرد الحوثي وتدعمه ماديا ومعنويا وإعلاميا. وتقول هذه الأوساط بأن المتتبع لأحداث صعدة لا يجد بالغ العناء في اكتشاف التواطؤ الايراني وسعي الدولة الفارسية إلى زعزعة المنطقة ككل وليس اليمن فقط، تماما كما فعلت و تفعل في العراق. الذين يوجهون أصابع الاتهام لإيران يجزمون بأن الصراع الجاري في اليمن ماهو إلا مخطط شيعي يرعاه نظام الملالي، ويدخل في إطار المد الشيعي.. بكل الوسائل في البلدان العربية والاسلامية، حتى أن المذهب الاثنى عشرية الصفوي بدأ كما يضيف هؤلاء يزاحم المذهب الزيدي في اليمن .. ويقول هؤلاء بأن إيران متورطة بشكل أو بآخر في الحرب اليمنية ضد الحوثيين، لأنها معروفة كما يقولون بتصنيع وتصدير المشاكل الطائفية ليسهل عليها التغلغل وبسط نفوذها وتمرير مشروعها للهيمنة على المنطقة. لكن إيران تنفي هذه التهمة الخطيرة جملة وتفصيلا وتعتبر تمرد الحوثيين شأنا داخليا لا يعني سوى اليمن، ولإظهار براءتها وحسن نواياها، قد عرضت المساعدة لايجاد حل ينهى هذه الحرب ويعيد الأمن والاستقرار في المنطقة.