تعطى، أمسية اليوم، بمقر المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيبازة، إشارة انطلاق الطبعة الثامنة لتظاهرة «قراءة في احتفال» تحت شعار «فلنفتح كتاب»، بحيث يتم تنظيمها هذه السنة بصفة رسمية من طرف المكتبة الرئيسية بدلا من مديرية الثقافة التي رافقت الحدث على مدار السنوات الفارطة. أشارت مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية السيّدة سعدية سباح إلى أنّ الفاعل الرئيسي في التظاهرة يبقى عبارة عن الكتاب الذي تتوفر عليه المكتبة بكل أصنافه وأطيافه ونماذجه بمعية عدّة وسائل بيداغوجية أخرى تقتضيها التظاهرة الموجهة في أساسها لفئة الأطفال بنسبة كبيرة، كما ستشهد التظاهرة على مدار سبعة أيام متتالية عملية عرض وبيع مختلف الكتب ل 5 دور نشر تمّ انتقاؤها وفق حسابات تقنية دقيقة تعنى بالدرجة الأولى بالعلاقة المتميّزة التي تربطها بالمكتبة على مدار السنة، الأمر الذي سيسمح للوافدين إلى المكتبة من مختلف الفئات العمرية باقتناء كتب متنوعة بأسعار مخفضة وفقا للاتفاق المبرم بين الجهة المنظمة و العارضين. كما يتضمن المحور الثاني والأهم في ذات التظاهرة 7 ورشات مهمة موجهة لفئة الأطفال وتحمل في طياتها رسائل مشفرة لهذه الفئة تدعوها للاستئناس بالكتاب على مدار السنة بخلفية التعلم واكتساب المعارف، وتعنى الورشة الأولى بالحكاية التي تعتمد على سرد حكايات عالمية وأخرى شفهية ترتبط ارتباطا وثيقا بحكايات الأمهات والجدات وبالتراث الشفهي لبلادنا فيما تعنى الورشة الثانية بالمكتبة الساحرة التي تعتبر في أساسها مكتبة نموذجية قائمة خارج الأسوار بفضاء ثقافي مليئ بالبهجة مع توجيه مباشر من مؤطر متخصص، وتعنى ورشة الكتابة التي تشرف عليها الفنانة العريقة صليحة إمكراز بتمكين الطفل من التعبير عما يختلج بذهنه ويجول بخاطره من خلال استغلال التقنيات المعتمدة وتشرف مسؤولة الفن التشكيلي بالمكتبة على ورشة الرسم التي ستتيح للطفل إمكانية التعبير عن مواهبه وقدراته في الفن التشكيلي، مما سيمكن من اكتشاف المواهب المحلية كما ستعرض بورشة الأشغال اليدوية عدّة ألعاب تربوية بوسعها توفير فضاء مناسب للطفل للترفيه والتسلية برفقة الكتاب الذي يبقى في كل الورشات والحالات المرافق الأقرب والأنسب للطفل في هكذا تظاهرات. وتعتبر ورشة الاكتشافات التي تعرض بتقنيات السمعي البصري من بين أهم الورشات المعتمدة بالتظاهرة، بحيث سيتم من خلالها التعرّف على عدّة مواضيع هامة تحمل في طياتها رسائل ممزوجة بقصاصات تاريخية ولقطات تربوية وعلاقات اجتماعية وفقرات ثقافية، بحيث أنّه سيتمّ التخلي عن العروض الروتينية بالطريقة التقليدية من خلال استغلال تقنيات السمعي البصري وعرض أفلام قصيرة تتحدّث عن السينما الصماء والفنان محمد علي كلاي والتراث المادي واللامادي للجزائر وآلة الامزاد المصنفة من طرف منظمة اليونسكو وآلة العود، إضافة إلى التركيز على عنصر الماء كعصب أساسي في الحياة وحضارة العرب في الأندلس التي فتحها القائد طارق بن زياد، إلا أنّ الذي يلفت الانتباه في هذه الورشة يكمن في الغوص في أعماق الموضوع من حيث إبراز الأبعاد الثقافية والتاريخية والسياحية والحضارية للجزائر العميقة. كما برمجت محافظة المهرجان عدّة فقرات ثقافية مكملة يتم عرضها بداية من الساعة الثانية زوالا وتتضمن ألعابا سحرية وأخرى بهلوانية وعرائس للقراقوز ومسرحيات تربوية بمشاركة فرق محلية مختصة.