النساء برزن وفرضن وجودهن في أكثر من عنوان كيف هي صورة المرأة في قطاع الإعلام وأي موقع تحتله في ظل المساواة بين الجنسين، المسألة التي تعيرها الأممالمتحدة وتحرص على تجسيدها في الميدان، باعتبارها أحد مؤشرات التنمية المستديمة والتطور. هي مؤشرات احتلت الأولوية في قمة بكين والأجندة الأممية الموضوعة في عام 2015 والتزمت بها الجزائر الرائدة عربيا وإفريقيا في ترقية مشاركة المرأة وتقلدها المناصب القيادية وصنع القرار. زادتها وتيرة وقوة الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ودسترة واجب إشراك المرأة في المجالس المنتخبة بنسبة 30 من المائة وإلزام الأحزاب اعتمادها اليوم وليس غدا في تشريعيات 2017». إنها حقائق وقفت عندها ورشة «تعزيز قيم المساواة في وسائل الإعلام» التي نظمتها وزارة الاتصال بالمركز الدولي للمؤتمرات، بالتنسيق مع الأممالمتحدة وإشراف وزارة الخارجية. حقائق كشفت النقاب عنها دراسة ميدانية عنوانها «الوضعية الاجتماعية والمهنية للمرأة ومكانتها في وسائل الإعلام بالجزائر». أعطى وزير الاتصال حميد ڤرين في افتتاحه الورشة التي سادها نقاش مستفيض، صورة عن وضعية المرأة في الإعلام وتبوّئها مكانة محترمة بفضل سياسة رئيس الجمهورية الرشيدة المرافعة لإقامة مساواة بين الجنسين وعدم ترك الجزائرية في موقع لا يليق بمقامها ومكانتها وهي التي كانت مكافحة إلى جانب أخيها الرجل وحملت الأتعاب وصغرت أمامها الأشياء وكبر الوطن. وقال الوزير وهو يتحدث عن إنجازات ومكاسب المرأة، إن المكانة التي بلغتها الجزائرية جديرة بالتقدير والإشادة عدديا ونوعيا، مذكرا أن قطاع الاتصال يعطي المثل الحي في هذا المسار والاتجاه، موضحا أن القطاعات التي لم تقتحمها المرأة بالقدر الكافي لن تبقى على هامش الصيرورة وأن التحول فيها لصالح المرأة قادم لا ريب فيها، المسألة مسألة وقت لا غير. منسق الأممالمتحدة إريك أوفرسيت، أبرز أهمية الشراكة مع قطاع الاتصال لإنجاز هذه الدراسة، التي تبرز جهود الجزائر في ترسيخ قيم الجندر. مؤكدا أن الورشة المفتوحة، أمس، ستتبع بورشات أخرى في سبيل بلوغ الهدف المرجو المتمثل في تهيئة المناخ للمرأة لبلوغ مركز القرار. ليلى رحيوي، ممثلة الأممالمتحدة لقسم المرأة في المغرب العربي، رافعت من أجل أن يلعب الإعلام دوره في مرافقة مسار ترقية مشاركة المرأة في الحياة السياسية وغيرها باعتبار الإعلام سلطة مؤثرة في صنع الرأي العام وتوجيهه والمساهمة في تغيير الذهنيات المقاومة الرافضة للمساواة بين الجنسين. وعرفت الورشة، التي ناقشت الدراسة الميدانية التي أنجزها الخبير سعيد بن مراد مقدما تقريرا مفصلا يطالب بمزيد من الجهد لفتح المجال واسعا للمرأة لاعتلاء المناصب وعدم الاكتفاء بالعمل الإعلامي البسيط، مداخلات مختلف الحضور المطالبين بإنجازات أكبر لحواء وعدم الاكتفاء بما تحقق لها. وطالب متدخلون بإحداث التساوي في الأجور بين الإعلاميات في العناوين الصحفية الخاصة ونظيراتها في العمومية لترقية المهنة وإعلاء شأنها وتطورها، مادام هناك تشريع واحد يحكمها وآليات وسلطة ضبط تحرص على عدم حصول أي تجاوز وانحراف في تأدية مهنة المتاعب. وتبين من الدراسة التي حظيت باهتمام الحاضرين، أن المرأة الجزائرية اقتحمت ميدان الإعلام وانتزعت موقع الغلبة أحيانا في السمعي البصري، مثلما هو الحال مع «كنال ألجيري» والقناة الإذاعية الثالثة، لتبقى دون المستوى المطلوب من المساواة في بعض عناوين الصحافة المكتوبة. وأكبر المجالات التي يسجل فيها تغيّبا شبه كلي للمرأة هي قطاعا الشؤون الدينية والرياضية، ما يفرض حملات شرح وتعبئة لإقناع ضمائر تعارض تقاسم الوظيفة والقرار مع حواء، متجاهلة عن قصد أو غير قصد مكانتها المفصلية في التغيير والبناء.