كيف عاش الجزائريون اللحظات الأخيرة، أو بالأحرى الساعات والدقائق والثواني الأخيرة قبل انطلاق مباراة مصر الجزائر ، الفاصلة على أرض السودان كيف تفاعل الشارع مع هذه المقابلة، و كيف عاشت العائلات من الطفل الصغير إلى الشيخ الهرم.. إلى من هو على فراش الموت، وكيف استعد الشباب لهذه المباراة التي أطلقوا عليها ''الملحمة'' الجزائرية في أم درمان، كل هذه الأمور وأخرى سنكشفها من خلال هذا الروبورتاج الذي عشنا فيه آخر اللحظات مع الجزائريين وكانت من أجمل اللحظات بدون منازع في تاريخ الجزائر الكروي. مواكب الأعراس بالأعلام وعروس تستبدل ''البرنوس'' بالعلم الوطني لم يحدث هذا من قبل إلا في أعراس هذه الأيام خاصة في اليومين الأخيرين من موعد انطلاق المقابلة، فمواكب الأفراح تزينت بألوان العلم الوطني من أحمر، أخضر وأبيض كل السيارات تحمل راية أو رايتين وطنيتين، مثلما حدث في أعراس باش جراح وحي 17 أكتوبر بجسر قسنطينة أول أمس، أما الظاهرة التي استوقفتنا هو خروج إحدى العرائس بالعلم الوطني عوض الحايك أو البرنوس الذي تخرج به جميع عرائس الجزائر منذ أمد طويل، حيث حدث هذا الأمر في ولاية عنابة، أما أغاني الأعراس فحدث ولا حرج فلا نعيمة الدزيرية و ولا حسيبة عبد الرؤوف، ولا أقوى الأصوات الغنائية في الأعراس نافست الأغاني المناصرة للفريق الوطني معاك يا الخضرة معاك يا الجزائر''. وقد أجل الجزائريون الكثير من الأفراح بسبب تزامنها واللقاء المصيري بالنسبة للخضر إلى مواعيد لاحقة ''تكون بعدها الجزائر قد تأهلت إلى المونديال إن شاء الله ''على حد قول أحد الشباب الذي أجل زواجه إلى الجمعة التي تلي المقابلة الفاصلة أمام المنتخب المصري. ''صنعنا الخفاف حتى يخفاف الماتش على الخضر'' من الظواهر التي انتشرت عند السيدات الجزائريات قبل انطلاق المقابلة هو صنع كميات كبيرة من ''الخفاف'' المعروف عند العائلات الجزائرية، كما هو الحال عند سجية من فوردلو التي أكدت أنها عملت طوال نهار أمس في صنع الخفاف وتوزيعه في ''الحومة'' على جميع المارة وسكان الحي وقالت'' لقد صنعت الخفاف من أجل أن يخفاف الماتش على الجزائريين''، مؤكدة أنها ابتداء من الصباح الباكر قامت بإعداد كميات كبيرة من الخفاف حتى يخفاف الماتش على الفريق الوطني ويكون سهلا ويارب ستكلل مجهوداتي بالنجاح والفرحة العارمة التي ستملأ كل أرجاء الجزائر''. ''التويزة'' ترجع بعيد من أجل الاستعداد للتلوين والتزويق عادت العادات القديمة إلى أحضان المجتمع الجزائري من بعيد بعدما أعادها المنتخب الوطني ، ففي كل حي من أحياء العاصمة خاصة ببروسات اتفق أهالي الأحياء على جمع كميات كبيرة من المال كل على ما استطاع إليه سبيلا ب 200 دج ب 100دج بدينار واحد المهم المشاركة في جمع المال وشراء الأعلام الوطنية الكبيرة الحجم وتلوين جدران المدارس المساكن في الشجر في الحجر وحتى على الحلويات أصبحت النسوة تتفنن في صنعها بألوان الفريق الوطني وبالنجمة والهلال . أما شراء الحلويات وتوزيعها بالمجان على سكان الحي فقد بات في حكمة المؤكد. الى جانب شراء كباش وذبحها مباشرة بعد اللقاء في الجلفة وتحضير الكسكسي وتوزيعه على سكان البلديات. الأئمة يدّخلوا في اللعب ويناصرون على طريقتهم لم يجد إمام إحدى مساجد مدينة شرشال من طريقة للتعبير عن مناصرة الفريق الوطني وتأييده المطلق له سوى الدعاء من على منبر خطبة الجمعة الماضي حيث قال بالحرف الواحد'' الله ينصر فريقنا اللهم وفق فريقنا في المقابلة التي سيخوضها ضد المنتخب المصري'' إلى هنا حسب عمي أحسن الذي حضر شعائر صلاة الجمعة كان كل شيء تقريبا عادي غير أن الإمام حسبه تمادى في المناصرة بعد أن راج في المسجد تمتمات عقب هذا الدعاء لم يجد الإمام غير القول ''واللي ماعجبوش الحال يخبط راسو في الحيط'' هذه عينة من عينات بعض مساجد الجمهورية التي تفاعلت مع هذا الحدث الكروي. الناس أداو ''كونجي'' وتأجيل الأهل إلى مابعد اللقاء استغل الكثير من الجزائريين فرصة اللقاء مع الفراعنة من أجل الحصول على عطلة حتى ولو كانت مرضية من أجل مشاهدة المباراة، والعيش على أفراح التأهل بعدها، كما كان الطلبة في الموعد عندما قرروا عدم السفر الى أهاليهم كما اعتادوا عليهم في كل عطلة نهاية الأسبوع حيث قرروا البقاء في الحي الجامعي من أجل مناصرة ''الخضرة'' على طريقتهم الخاصة خاصة وأن مشاهدة المباراة مع الكم الهائل من الطلبة في الحي الجامعي يشكل فرصة لا تعوض ولا تمحى من ذاكرة الطلبة. 600 متر أكبر علم وطني في المدية دخل العلم الوطني رقم غينس في الجزائر للأرقام القياسية حيث تم صنع أكبر علم وطني في ولاية المدية يصل إلى 600 متر بينما تلتها ولاية يسكرة عندما صنع شبابها راية تصل الى 300 متر. فيما احتلت بوفاريك المرتبة الثالثة بعلم وطني يصل طوله الى 150 متر. كما يجدر الإشارة إليه هنا إلى أن الأعلام الوطنية كانت وجهة التحضيرات الجزائريين لهذه المقابلة فلم يخلو بيت من راية وطنية إلى جانب اقتناء الألبسة بالأخضر والأحمر والأبيض. الخضرة تجمع المولودية بالبلوزداديين والكواسر بالمسامعية لم يعد حديث أنصار البطولة الوطنية هذه الأيام حول الفريق الذي يناصرونه في إطار البطولة الوطنية وتحولت اللقاءات الدورية للفرق باردة خالية من أي مناصرة حتى وان كانت لا تعدو أن تكون في إطار الوفاء للفريق فقط، وقد علق أحد الشباب على هذا الأمر عندما سألناه الخضرة تجمع المولودية بالبلوزداديين والكواسر بالمسامعية، مضيفا أن كل الفرق الوطنية أصبحت تحت شعار واحد ''وان تو تري فيفا لالجيري''. الحجاج الجزائريون يطالبون القادمين بإحضار الأعلام الوطنية تلقت عائلات الحجاج الجزائريين مكالمات هاتفية من الحجاج المتواجدين في البقاع المقدسة تطالبهم فيها بجلب الأعلام الوطنية مع الوفود القادمة قبل المباراة من أجل مناصرة الخضر هناك خاصة وأن حجاجا في السعودية استغلوا الفرصة هناك وحملوا الألوان الوطنية مناصرين الفريق الوطني هناك.