اهتزت طائرة البوينع 737 التابعة للخطوط الجوية الجزائرية في رحلتها من العاصمة إلى الخرطوم على هتافات الأنصار بحياة الجزائر والفريق الوطني الذي يخوض معركة حاسمة صد مصر للتأهل إلى المونديال. ولم تتوقف الهتافات طيلة الرحلة الجوية التي قادت فريقا صحفيا لتغطية الحدث الذي يصنع في السودان ويتابعه بتلهف الجزائريون بلا استثناء يرون في المقابلة ضد مصر مقابلة ثأرية نتيجة لما لاحقهم من معاملات مشينة يشمأز لها واعتداءات غير مسبوقة. لم تتوقف الهتافات رغم طلب طاقم الطائرة أكثر من مرة بوجوب الجلوس في المقاعد بسبب اضطرابات جوية تمر بها طائرة البوينغ، وكان الحماس على درجة من القوة سقطت أمامه الممنوعات وقوانين الملاحة الجوية، فالأمر يخص الخضراء.. ويخص الجزائر. وكانت الهتافات اكثر برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أعطى تعليمات لتسهيل تنقل الجزائريين إلى الخرطوم لمؤازرة الخضر، وهي التسهيلات التي سمحت بمد الخط الجوي من الجزائر العاصمة إلى الخرطوم في الجهة الشرقية الشمالية من القارة السمراء، ونوه أكثر من صحفي بهذه المبادرة التي أعلنها الرئيس تجاه شريحة الشباب، وهي ليست الأولى بطبيعة الحال، ولن تكون الأخيرة نظرا لما يشكله الشباب من موقع مهم في المعادلة السياسية الوطنية. وقال، سامي نور الدين، المختص في الرياضة لنا في هذا المقام: ''ان الجزائري موجود في كل مكان يناصر في اكبر تحد لهم في طريق المونديال بجنوب إفريقيا، وقد أعطى الشباب من خلال هذا الحضور الحار المتميز لمناصرة الفريق الوطني قوة واعتبارا وجعلته يخوض مباراة بروح قتالية ومهارة لا تقبل الاستخفاف''. وأضاف المتحدث في إعطائه بعدا للتلاحم بين الشباب الجزائري وفريقه الذي أعاد كرة القدم الجزائرية من بعيد، أن هذه المعادلة اكبر من فهمها الرئيس بوتفليقة الذي اتخذ على الفور مبادرة إقامة الجسر الجوي بين الجزائروالخرطوم للوقوف إلى جانب الخضراء التي شرف لاعبوها الرياضة الوطنية والكرة المستديرة تحديدا. وطالب، سامي نور الدين، من المسؤولين في أي موقع، التمعن في رسالة رئيس الجمهورية تجاه الشباب وفهم ما يريد أكثر من إلصاقه بتهم وأكليشيهات، لان هذا الشباب هو الذي نراه يخرج في الميدان ويرافق الفريق الوطني في مسار انتزاع تأشيرة التأهل لمونديال .2010 وذكر، نورالدين، أن الشباب الجزائري يكشف من خرجته هذه والخرجات الأخرى كلما كان الوطن في الواجهة انه متمسك ببلاده ويحمل أملا للمستقبل. ومن جهته، قال بن عامر عبد العزيز صحفي من يومية ''الفجر'' أن مبادرة الرئيس بوتفليقة مهمة للغاية لأنه يدرك بوضوح ما يمثله الشباب من ورقة في المعركة الوطنية والانتماء، وما يحمله من قوة في مؤازرة فريق يحتاج إلى الجميع في هذا الظرف الاستثنائي من الحركة الرياضية في الجزائر. وذكر الصحفي أنه على الفريق الوطني إظهار مدى قدرته على التحدي ورفع راية الجزائر عالية في المونديال الذي هو قاب قوسين أو أدنى منه. وعلى نفس المنوال أكد شودار زهار وهو مناصر للخضر انه يذهب إلى الخرطوم لمساندة الخضراء التي تحتاج إلى الجميع للتأهل من أم درمان إلى بريتوريا مرفوعة الهامة والشأن وإظهار للمصريين أنهم اكبر من أن يتعرضوا للاعتداء والممارسة المشينة بالقاهرة. وذهب علاوة حاجي من يومية ''الفجر'' إلى الأبعد، وقال أن الذهاب إلى الخرطوم لتغطية مقابلة الجزائر ومصر تضيف له وتغني التجارب السابقة في الممارسة الإعلامية. وأضاف أن ما يشد الانتباه في هذه الرحلة من مطار هواري بومدين تلك الحماسية والتعلق الشديدين بالرايات الوطنية من قبل شبابنا العازمين كل العزم على التأكيد بان الجزائريين قادرين على الفوز والتأهل للمونديال وتجاوز ما وقع في القاهرة من تجاوزات واعتداءات تنافي الرياضة وتناقضها إلى يوم الدين. وهذا الحماس يلمس عشية مبارة الفصل في ملعب أم درمان التي يخوضها أبناء سعدان بعزيمة إضافية لا تدعو للشك.