انتقد عضو مجلس الشيوخ الفرنسي فيليب ماريني العزلة الدبلوماسية التي تفرضها دول الإتحاد الأوروبي على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، معتبرا أن الواقعية السياسية تفرض التعاطي بشكل أو بآخر مع هذا الفصيل الفلسطيني الأساسي. واعتبر البرلماني الفرنسي -في تقرير حول آفاق السياسة الخارجية في الشرق الأوسط أعده بتكليف من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورفعه إليه منذ أسبوع- أنه لم يعد من الممكن تثبيت نطاق صحي حول حماس، مشددا على أن هذه الحركة لا يمكن أن تبقى معزولة إلى الأبد. وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، أوضح ماريني -وهو عضو بارز في الاتحاد من أجل حركة شعبية، الحزب الحاكم في فرنسا- أنه لم يدع إلى إجراء اتصالات رسمية فورية بين باريس وحماس، إلا أنه أوصى بضرورة لعب فرنسا دورا أكبر في المساعي الدولية الرامية إلى إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وأردف قائلا: من هذه الزاوية، أعربت عن اعتقادي بأن حماس تمثل سلطة فعلية في قطاع غزة، وأن التعاطي معها ضروري لكل من يريد أن يساهم في المصالحة الفلسطينية التي تعتبر بدورها شرطا لا غنى عنه لأي استئناف جدي لمسار التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورأى السياسي الفرنسي، الذي التقى مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بدمشق في فيفري الماضي، أن فرنسا يمكن أن تضطلع بدور هام في المصالحة الفلسطينية وحدها أو إلى جانب مصر، نظرا للثقة التي نحظى بها لدى قادة حماس. وحث ماريني، الذي يرأس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في مجلس الشيوخ الفرنسي، حكومة بلاده على المساهمة في ما أسماه تحريك الرجل الأخرى لمسار التسوية في الشرق الأوسط المتمثلة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و سوريا. واعتبر، في هذا الصدد، أن باريس يمكن أن تدعم الوساطة التركية أو تقوم بوساطة منفردة بين دمشق وتل أبيب. وعن إمكانية احتضان فرنسا لمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بعد فشل جهود الإدارة الأمريكية في هذا المضمار، أكد البرلماني الفرنسي المعروف بقربه من الرئيس الفرنسي الحالي أن المسألة واردة، لكنها تستلزم تحضيرا دقيقا لأن المنطقة لا تحتاج وربما لم تعد تحتمل فشلا دبلوماسيا جديدا، مضيفا: أن إحلال السلام في فلسطين أهم للسلم والأمن الدوليين من تهدئة الأوضاع في الجبال الأفغانية. ونفى ماريني أن تكون بلاده قد انحازت إلى الموقف الإسرائيلي منذ وصول ساركوزي إلى سدة الرئاسة في ماي ,2007 مشيرا إلى أن فرنسا لم تتوقف عن إدانة الاستيطان في الضفة الغربية وما زالت ترفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم تتنكر لأحكام القانون الدولي ولا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي...!