أعلنت الشركة العربية للإنتاج والتوزيع المصرية عن مقاطعتها للمهرجانات الجزائرية ردا على ما اعتبروه اعتداء على الفنانين المصريين، حيث حمل البيان لهجات تهديد ووعيد للجزائريين بمقاطعة كافة المهرجانات السينمائية والفنية وأي تظاهرات ثقافية جزائرية تضامنا مع المصريين الذين تعرضوا للضرب والتهديد والاعتداء، كما يزعمون.. لم تكتف مصر ببيانات، بل عمدت إلى استضافة فنانيها ممن حضروا مقابلة (الجزائر مصر) عبر مختلف قنواتها الفضائية السافرة، حيث أبدعوا في تلفيق التهم الباطلة للجزائريين وصوروا أبناء بلد المليون ونصف المليون شهيد على أنهم مجرمون، كما فتحوا المجال لنعتهم بأبشع الصفات بقولهم ''غير محترمين''، ''غير متحضرين''، ''شعب متعصب'' وغير ذلك من الكلمات التي أظهرت للعالم ضغينة كان يخفيها المصريون للجزائريين ولكل عربي حتى يظهروا مظهر البلد المتحضر والمسالم، متناسين ما قاموا به في مباراة القاهرة من اعتداءات على المنتخب الوطني والأنصار الجزائريين.. فردوس عبد الحميد، أطّلت على العالم من خلال إحدى القنوات الفضائية، شاحبة الوجه ومذعورة وكأنها عادت لتوها من حرب غزة مع إسرائيل، والأكيد أن القائمين على البرنامج تفننوا في وضع ''الماكياج'' المناسب لها حتى تظهر بمظهر المصرية المسكينة التي تعرضت لاعتداء لا يمكن وصفه حسب قولها كما تفننت في آداء دور ''المرأة المرعوبة''، فلا أحد يمكنه الإنكار أنها فنانة بارعة في آداء أدوارها، لهذا السبب استنجدت بها هذه القناة الفضائية حتى تؤدي تمثيليتها ''السخيفة'' على أكمل وجه، لتبدأ معها وعلى المباشر رحلة الاهانة والشتم والسب وتصوير أبناء الجزائر بصفات من يستمع إليها لا يخيل إليه أنها صادرة من لسان عربي مسلم، بل من لسان عدو يكن كل الحقد والعداء للجزائر، ف''برافو'' يا فردوس، فقد أتقنت التمثيلية والتي ربما يكون زوجك محمد فاضل قد أخرجها لك ببراعة تامة. هل نسيت يا إيهاب كرم الجزائريين، نسيت أيها المصري (...) كيف احتضنتك الجزائر بحب، هل نسيت ذلك الكم الهائل للجزائريين وهم يهتفون باسمك ويرددون أغانيك في مهرجانات الجزائر، وكنت تغادر بلد العزة والكرامة وأنت تذرف دموع الفرح، مشيدا بكرم أبناء هذا الوطن، واليوم تدير ظهرك لهم وتذرف دموع التماسيح بسبب مشكلة أنتم صانعوها، وكنتم السباقون إلى اندلاعها، فواحدة بواحدة، أيها الفنان ولا تنس أن فنانينا ومسؤولين كبار أهينوا هم أيضا على أرضكم، كما أهنتم رموز الثورة الجزائرية باعتدائكم على الرايات الوطنية، والتي أعيدت إلى الجزائر مخضبة بدماء أبنائها حتى تكون شاهدة على اعتداءاتكم السافرة يوم 14 نوفمبر ,2009 فكيف تذرفون هذه الدموع الكاذبة وتحاولون قلب الموازين وإلصاق التهمة بنا، فكما يقول المثل المشهور بمصر ''صحيح اللي اختشوا ماتوا''.. فاستحوا من أنفسكم وكفاكم تهما باطلة، واستغلال قنواتكم للظهور بمظهر ''المساكين''، فالجزائر بريئة من ادعاءاتكم، براءة الذئب من دم يوسف. كفاكم أيها الممثلون المصريون بهتانا، فلن تنطبق تمثيلياتكم السخيفة على كل عاقل، فكما أجدتم التمثيل سابقا ها أنتم تتفنون اليوم في كتابة سيناريوهات بذيئة عن بلد المليون ونصف المليون شهيد، وتبدعون في آداء أدوارها الكاذبة أمام العالم وتتسابقون على إبراز قدراتكم الفنية الواحد تلو الآخر، وكأنكم في مسابقة لأحسن دور رجالي ونسائي في مهرجان ''الخزي والعار'' الذي ظهر ضمن مهرجاناتكم فجأة بسبب كرة القدم وهزيمتكم أمام المنتخب الجزائري القوي الذي ظهر إلى الوجود ليطيح بغرور الفراعنة، ويعلن عن مجد كروي جديد في الجزائر، يُحسب له ألف حساب. أيها المصريون انزلوا الستار.. مسرحية ''الأوباش'' قد انتهت في فصلها الأول، فهي لم تعجب جمهور العالم، فلن يصدق أحد كذبتكم التي كذبتموها وصدقتموها، لكن المهم في هذه المسرحية أن الجزائر أضحت تعرف أعداءها من محبيها.. هل يعتقد المصريون أن فرائصنا سترتعد حين يعلنون مقاطعتهم للمهرجانات الثقافية الجزائرية، ويستخدمون أسلوب الوعد والوعيد وينظمون احتجاجات.. لا وألف لا، فالجزائر صنعت تاريخها بأبنائها وليس بأبناء غيرها، وصنعت مجدها الثقافي من خلال خيرة أبنائها ولها تاريخ سينمائي عريق تشهد عليه كل الدول العربية والأوروبية.. الفن السابع في الجزائر خطا خطواته بثبات كبير منذ الاستقلال، فكتب مخرجون جزائريون أسماء لهم من ذهب في سجل السينما العالمية، ونافسوا بانتاجهم الراقي والنبيل والنظيف والبعيد عن المجون أكبر الأفلام الأوروبية، وتمكنوا من افتكاك أولى الجوائز في المحافل الدولية، كما أن الجزائر دخلت منافسة مهرجان القاهرة السينمائي بمجموعة من الأفلام أمام غياب ملحوظ لأفلام مصرية، وهذا دليل قاطع من عقر دياركم أن الانتاج الجزائري لهذه السنة أحسن من انتاجكم، كما أنه على المصريين أن لا ينسوا بأن الجزائر عملت على استضافة أكبر المهرجانات الثقافية الدولية، بفضل حنكة مسؤوليها، وساندت وناصرت بثقافتها قضايا عربية عكس البعض فالثقافة الجزائرية لن تضمحل بمقاطعتكم لها ولن تخسر شيئا، بل ستواصل مسيرتها نحو الأحسن، كما أن برامج التلفزيون الجزائري لن تتوقف بمطالبتكم عدم عرض انتاجكم على قنواتنا وكأننا نستيقظ على فيلم مصري وننام على مسلسل لكم، وكما تتباهون بتكريم فنانين جزائريين ومخرجين، فالجزائر عاملتكم بالمثل وأحسن في عديد المناسبات . اعلموا أيها المصريون أن الجزائر واقفة وشامخة بأبنائها لا بأبنائكم، ولا تخيفها تهديداتكم، وستبقى واقفة رغم ما يحاك ضدها من مكائد.. فالجزائر ستبقى بلد أبناء الثوار، بلد المليون ونصف المليون شهيد، بلد العزة والكرامة ونقول لكم في الأخير يا مصريين ''من حفر حفرة لأخيه وقع فيها..''