أشرف قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء حبيب شنتوف، أول أمس، على تسمية مدرسة أشبال الأمة بالبليدة باسم الشهيد زميط حمود. تندرج هذه المبادرة في إطار تجسيد تسمية المباني والمواقع التابعة لوزارة الدفاع الوطني بأسماء الشهداء و مجاهدي الثورة المظفرة وتزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الواحدة والستين لليوم الوطني للطالب 19 ماي 1956. واعتبر مدير المدرسة العقيد مومن سعيد في كلمة ألقاها بالمناسبة أن قرار تسمية هذا الصرح العلمي المتميز باسم أحد شهداء الثورة هو بمثابة «الحفاظ على الرصيد التاريخي الهائل الذي يزخر بقوافل الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار ويدخل ضمن مساعي قيادتنا الرشيدة للحفاظ على الموروث الثقافي والافتخار بالثورة التحريرية المجيدة لاسيما وأن تاريخ التسمية جاء عشية الاحتفال بذكرى تاريخية مميزة لها من الإلهامات والعبر ما يجعلها تتناسب و الغرض من إنشاء هذه المدارس». وأوضح العقيد مومن أن إضراب الطلبة في 19 مايو 1956 عن الدراسة والتحاقهم بالثورة التحريرية المجيدة أعطى دفعا قويا لمواصلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي وساهم بشكل فعال في تدعيم صفوف المجاهدين بالكفاءات العلمية والثقافية التي كان لها الفضل بالتعريف بأهداف الثورة.و أضاف أن إنشاء هذه المدرسة «لم يتأت بمحض الصدفة بل كان نتاج عمل متناسق ومحكم وتعاون بناء بين مختلف هياكل الناحية العسكرية الأولى حتى بلغت هذه المدرسة جاهزيتها تماما لتدشن في أكتوبر 2013 وتستقبل أشبال الجزائر». وجرت مراسم تسمية المدرسة بحضور ممثلين عن السلطات المدنية والعسكرية وأفراد من عائلة الشهيد والأسرة الثورية، كما تم بالمناسبة تكريم عائلة الشهيد بهدايا رمزية. ولد الشهيد زميط حمودفي 19 فبراير 1924 بالأربعاء (شرق البليدة). زاول دراسته بعدة زوايا قرآنية وواصل دراسته وطلب مختلف العلوم منذ بداية الأربعينيات حتى بداية الخمسينيات حتى تمكن من الارتقاء بمستواه العلمي والسياسي. كان في اتصال دائم مع مناضلي الحركة الثورية وبعد اندلاع الثورة ساهم في التأطير السياسي للمواطنين بالتنسيق مع مناضلي جبهة التحرير الوطني آنذاك ولما اكتشفت سلطات الاحتلال نشاطه التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1955، كما أشرف على عدة عمليات عسكرية إلى غاية بداية الستينات حيث ألقي القبض عليه في المكان المسمى غار الكاف بدوار زروالة ببلدية مفتاح إثر معركة دامت 48 ساعة اعتقل خلالها ونقل إلى معتقل تاشت أين تعرض لأبشع أساليب التعذيب لعدة شهور ليعدم بعد ذلك رميا بالرصاص سنة 1960. وفي إطار عملية جمع رفات الشهداء سنة 1984 نقلت رفاته إلى مقبرة الشهداء ببلدية الأربعاء.