أشرف قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء حبيب شنتوف، أمس الأول، بالبليدة، على مراسم تسمية مركز الإعلام الإقليمي باسم الشهيد محمد مادي المدعو سي محمد بن صالح، بحضور عائلة الشهيد والسلطات العسكرية والمدنية للولاية. تأتي هذه العملية، التي تزامنت مع الاحتفالات بالذكرى 27 لليوم الوطني للشهيد، تطبيقا لتعليمات الفريق نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي القاضية بتسمية المباني والمواقع التابعة لوزارة الدفاع الوطني بأسماء الشهداء ومجاهدي ثورة أول نوفمبر 1954 وفاء لقيم الثورة المجيدة. وبالمناسبة، تم إلقاء كلمة من طرف المدير الجهوي للإعلام والاتصال والتوجيه للناحية العسكرية الأولى العقيد علي بن سلايم، عدّد فيها التضحيات الجسام التي قدمها الشهداء في سبيل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة، إلى جانب سرد الحياة النضالية للشهيد محمد مادي. كما تم عرض شريط مصور تطرق إلى مختلف محطات حياة الشهيد محمد مادي منذ ميلاده إلى غاية انخراطه في العمل السري بعد مجازر 8 ماي 1945 وسقوطه في ميدان الشرف في 1957. واختتمت مراسم التسمية بتكريم عائلة الشهيد والتوقيع على السجل الذهبي للمركز من طرف اللواء قائد الناحية العسكرية الأولى. الشهيد محمد مادي من مواليد بلدية مفتاح بتاريخ 16 أوت 1927، نشأ في عائلة محافظة تمارس الفلاحة، حيث ساهمت الظروف القاسية التي كان يعاني منها الشعب الجزائري خلال تلك الفترة من بلورة وعيه وشخصيته. انخرط الشهيد في العمل السري بعد مجازر 8 ماي 1945، حيث كان مناضلا نشطا ينظم الصفوف ويعقد الاجتماعات بالإضافة إلى قيادته لعملية جمع الأموال تحضيرا لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة. في سنة 1955 إلتحق الشهيد بصفوف الثورة التحريرية وفي سنة 1956 أصبح مسؤولا سياسيا وعسكريا مكلفا بتنظيم الشعب وتنصيب اللجان لدعم الثورة بالمال والسلاح والمؤونة بكل من مفتاح والشراربة والكاليتوس وبراقي وغيرها من مناطق سهل متيجة. خاض الشهيد عدة معارك، منها معركة جبال حمام ملوان ومعركة جبل بوزقزة بالأخضرية، لتشاء الأقدار أن يتوفى القائد محمد مادي بتاريخ 13 سبتمبر 1957 إثر هجوم مدفعي عسكري. ...وإطلاق إسم الشهيد مولود تواتي على مؤسسة تجديد عتاد السيارات تم، أمس الأول، إطلاق إسم الشهيد مولود تواتي على مؤسسة تجديد عتاد السيارات بالدار البيضاء التابعة للجيش الوطني الشعبي (الناحية العسكرية الأولى). وقد أشرف على مراسم التسمية، اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى، بحضور ضباط سامين في الجيش وأفراد من عائلة الشهيد. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أشاد مدير المؤسسة، العميد عزوز عبد النور، بالعناية التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لمختلف الوحدات والتي سيكون لها - كما قال - “الأثر الإيجابي والعزم والتحفيز القوي على مواصلة الجهود لإنجاح مساعي تطوير القدرات الإنتاجية والارتقاء إلى مراتب الريادة في مجال تجديد وعصرنة العتاد”. وأضاف، أن كل هذا سيسمح بتعزيز “قدرات الجيش الوطني الشعبي لكسب الاحترافية والتحديث اللذين تراهن عليهما القيادة العليا للجيش في كل مناسبة”. للإشارة، ولد الشهيد مولود تواتي في 24 أوت 1929 ببرج الكيفان، وهو ينحدر من أسرة فقيرة. وقد التحق بالثورة التحريرية فور اندلاعها في أول نوفمبر 1954 قبل أن يصبح في 1956 رئيسا لفوج من الفدائيين، حيث نفذ بعض العمليات الفدائية الناجحة ببرج الكيفان وضواحيها. وقد اعتقل الشهيد بعد إرضراب الثمانية أيام (27 جانفي 1957). وبعد إطلاق سراحه، إلتحق، بأمر من قيادة جبهة التحرير الوطني، بصفوف الكومندوس ليستشهد سنة 1959 بمنطقة مكشوفة بجبال الونشريس بالولاية التاريخية الرابعة. تدشين معرض للصور والوثائق التاريخية بالمتحف المركزي للجيش تم، أمس الأول، بالمتحف المركزي للجيش، تدشين معرض للصور والوثائق التاريخية وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لليوم الوطني للشهيد. وقد احتضن المتحف بالمناسبة، برنامجا متنوعا لتمكين أجيال الاستقلال، لاسيما فئة الشباب، من التعرف على مآثر الثورة التحريرية وصانعي أمجادها. وقد حضر هذه الاحتفالية مجاهدون وطلبة وممثلون عن المجتمع المدني، حيث تم عرض فيلم وثائقي، تطرق إلى ظروف اندلاع الثورة التحريرية ومختلف المراحل التي مرّت بها. وتم في هذا الإطار، تنظيم ندوة تاريخية نشطها الأستاذ نايت قاسي إلياس، رئيس قسم التاريخ بالمدرسة العليا للأساتذة، دعا من خلالها الشباب إلى الاقتداء بتضحيات جيل نوفمبر والاستلهام من قيم شهداء الثورة التحريرية في بناء مستقبل الجزائر.