حجز الفريق الجزائري مكانا في المربع الذهبي، بالآداء والنتيجة أمام الفريق الايفواري الذي لعب في ثوب المرشح، حيث أهدى »الخضر« تأهلا غاليا للملايين من الجزائريين الذين أصبح حلمهم الآن أكثر من اجتياز الأدوار، أي التتويج بالكأس، بعدما شهدوا أرقى عرض في هذه المنافسة، بفضل لاعبين أكدوا قدراتهم وفنياتهم العالية، وأثبتوا أن التأهل الى المونديال جاء منطقيا وكون الفريق الجزائري أحسن بكثير من المنافسين الذين واجههم في الأشهر الأخيرة. فعبقرية سعدان كانت في الموعد وباعتراف الكل، حيث أبدع في تقديم تشكيلة متوازنة فوق أرضية ميدان ملعب كابيندا، والتمركز الجيد للاعبين هو الذي أعطى الأسبقية ل »الخضر« على »الفيلة«، الذين بالرغم من الأسماء اللامعة التي تشكله، على غرار دروغبا وتوري وكيتا.. إلا أنها اصطدمت بالفريق الجزائري الذي مزج بين الفنيات والتكتيك والرغبة الملحة لفعل شيء في هذه الدورة. والأمر الذي زاد في قوة الفريق الجزائري، هو التحضير البسيكولوجي الذي سبق المباراة، حيث ظهر جليا أن زملاء زياني لم يتأثروا بتلقيهم الهدف الأول.. وواصلوا اللعب بكل هدوء ونظموا صفوفهم تدريجيا، وبدؤوا يصلون إلى المرمى الإيفواري.. قبل أن يفتح مطمور الباب للبقية ... والظرف الثاني الذي يؤكد أن للجزائر فريق كبير هو بعد تلقيه الهدف الثاني قبل دقيقة واحدة من نهاية اللقاء..!! أغلبية الفرق تنهار أو تستسلم للأمر.. لكن المستحيل ليس جزائريا وأثبت ذلك »مجيك« بوڤرة الذي أدهش الجميع بتعديل النتيجة في الوقت البدل الضائع..، أين ضاع حلم المدرب هاليلوزيتش، الذي لم يفهم شيئا !! سعدان درس كل شيء عن المنافس وأكثر من ذلك، فإن مدرب منتخب كوت ديفوار نجح في تعويض أحد مهاجميه وادخال كيش الذي وقع الهدف الثاني، لكن سعدان فعل أحسن بكثير عندما أدخل بومعزة صاحب هدف التأهل، بعد دقيقتين من دخوله الى أرضية الميدان.. إنه درس إضافي من سعدان لعشاق الكرة والعارفين بخبايا المقابلات الفاصلة، سعدان الذي رأيناه أنه يسجل أشياء قبل نهاية الشوط الأول والتي كانت مفاتيح فتح أبواب الفوز والتأهل. كما أشن أداء بعض اللاعبين في وسط الميدان، أمثال مڤني وزياني ويبدة أعطى الأسبقية ل ''الخضر'' في معركة الوسط، أين صال لاعبونا وجالوا لفترة كبيرة من اللقاء ووصلوا إلى مبتغاهم، ألا وهو التأكيد على قوتهم وإزاحة الفيلة من الطريق وينتظرون الدور القادم لحجز مكان في النهائي وهو حلم كل الجزائريين الآن، وهو التتويج بالكأس، لأننا اقتربنا منها فعلا هذه المرة ...