يعرف سيرك عمار إقبالا كبيرا للعائلات العنابية التي تتوافد إليه بكثرة، لقضاء سهرة من المتعة والفرجة التي يصنعها بعروضه البهلوانية ومغامرات نجومه، ليستقطب اهتمام سكان بونة، والذين غيّر أغلبهم وجهته من الكورنيش وساحة الثورة «الكور» نحو حظيرة مركب 19 ماي الذي يحتضن التظاهرة. «الشعب» تنقل التفاصيل بعين المكان. طوابير لا متناهية من الرجال والنساء والأطفال، الذين يقبلون على سيرك عمار للفرجة والتمتع، حيث لم يمنعهم برمجة العروض ليلا ولا غلاء أسعار التذكرة من الاستماع بالاستعراضات الشيقة، والتي اعتاد سيرك عمار على تقديمها لجمهوره بمختلف ولايات الوطن التي يحطّ بها. منذ أن نصب السيرك خيمته العملاقة، والتي تخفي بداخلها عالما خياليا، لم يتوانَ العنابيون، وحتى القادمين إليها من الولايات المجاورة، من التوافد إليها يوميا، ضاربين سعر التذكرة عرض الحائط، حيث يبلغ سعر تذكرة الصفوف الأولى 1600 دج، في حين أن الجلوس في الصفوف الوسطى والخلفية فيتراوح ما بين 900 و1300 دج، مع العلم أن الإقبال كبير على شراء تذكرة الصفوف الأولى، حيث أنه يحدث في بعض الأحيان تدافع بين زوار الخيمة، فبالنسبة لهم هو الاستمتاع والترفيه عن النفس والتغيير بالدرجة الأولى. الكل يتدافع لحجز مكان له، القاعة ممتلئة عن آخرها حديث من هنا وهناك، ثم صمت يخيم على المكان حين تنطفئ الأضواء وتشتعل الأضواء الكاشفة معلنة عن بداية العروض، لينطلق صوت «طوني» مدير السيرك مرحبا بالحضور ومتمنيا لهم الاستمتاع بسهراتهم، لتنطلق العروض تحت تصفيقات الجمهور، وإعجاب وانبهار الأطفال. فكانت البداية باللعب على الأرجوحة وتقديم عروض أبهرت المتفرجين والتي اختلطت بتصفيقاتهم أحيانا وبالصراخ أحيانا أخرى خوفا من سقوط العارضين الذين أدوا حركات فنية رائعة لا تخلو من المجازفة، إلا أن احترافيتهم مكّنتهم من اختتام العروض على أحسن ما يرام، ليفتح المجال بعدها لعرض الحيوانات المفترسة والأليفة، حيث كما هي العادة جازف مروضها ومدربها كثيرا، لدى دخوله قفص الحيوانات المفترسة على غرار النمور والأسود والتماسيح، وبحركات بسيطة كان يقوم بها، تمكّنت تلك الحيوانات الضخمة من التفاعل مع إشارات صاحبها وامتاع الجمهور. وبرع المروض أكثر في جعل الخيول ترقص، كما أبدع أصحاب السيرك في عروض على الدرجات النارية والحلقات الدائرية، فضلا عن المشي على الحبال المعلقة على علو 08 أمتار تقريبا والتي شدّت أنظار المتفرجين إلى حين انتهاء العرض. من جانب آخر كان العنابيون وعلى وجه الخصوص الأطفال على موعد مع عروض جديدة تقدم شخصيات سينمائية مشهورة على غرار سيبرمان، سبيدر مان، وبات مان وويندر ويمن، التي أثارت وبشدة إعجاب هذه الفئة التي لم تتوان أيضا في أخد صور إلى جانبها، كما لم تخلو العروض من الرقصات الفنية التي أبدع فيها كل من أداها، إلى جانب العروض البهلوانية التي أضحكت كثير زوار سيرك عمار. «الشعب» وخلال تواجدها بالخيمة العملاقة اقتربت من بعض العائلات العنابية، والتي أبانت عن إعجابها بمختلف العروض المقدمة بسيرك عمار، معتبرين ذلك خروجا عن الروتين اليومي والتوجه فقط نحو شاطئ البحر، وهو ما قاله «محمد لامين مسعي» الذي وجدناه رفقة زوجته وأبنائه الأربعة، مؤكدا أنه لم يتوانَ لحظة في زيارة السيرك واصطحاب عائلته الصغيرة معه، وذلك بهدف الاستمتاع بيوم ليس ككل الأيام كما قال والابتعاد عن روتين العمل أو الذهاب إلى الكورنيش. كما اعتبرت السيدة «أمينة. ن» سيرك عمار فرصة لقضاء يوم ممتع، واكتشاف خبايا هذا العالم الغريب، مشيرة إلى أن تذكرة الدخول ليست باهظة الثمن، بل في متناول الجميع، حيث أكدت أنها تفضل الجلوس في الصفوف الأولى للاستمتاع بكل ما يتمّ تقديمه من عروض فنية وبهلوانية، وعلى وجه الخصوص مشاهدة ترويض الحيوانات المفترسة التي تستهويها كثيرا. وستتواصل عروض سيرك عمار إلى غاية 15 جويلية الجاري، حيث يضرب العارضون موعدا للعائلات العنابية بمعدل استعراضين خلال الليلة الواحدة، الأول على الساعة العاشرة ليلا، والثاني بداية من منتصف الليل، وذلك لمدة ساعتين من الاستعراضات المشوقة.