افتتحت، أمس، بدار الثقافة «أبي رأس الناصري»، بمدينة معسكر، فعاليات الطبعة الرابعة للأيام المحلية لفن القناوي في أجواء احتفالية فاترة غاب عنها الجمهور و السلطات المحلية التي تخلت عن تشجيع مثل هذه التظاهرات التي تنفض الغبار عن تراث المنطقة وإرثها الثقافي وتحرك قليلا الفعل الثقافي المشلول، حيث لم يعرف افتتاح التظاهرة إقبالا كبيرا، مثلما كان متوقعا له، خاصة وأن إدارة دار الثقافة «أبي رأس الناصري» وجمعيات الفن القناوي قد استعدت جيدا لتنظيم الطبعة الرابعة لهذا الطابع الفني التقليدي التي حملت شعار «فن القناوي تراث وأصالة». يشارك في فعاليات الأيام المحلية لفن القناوي 4 فرق فلكلورية، منها فرقة جمعية الراشدية لرجال قناوة و فرقتي سيدي بلال لمعسكر و المحمدية و فرقة جمعية بيت محلة لعين السلطان، التي حاولت تقديم إضافات للتظاهرة بتنظيم معارض للألبسة و الأدوات التي يستعملها رجال قناوة في عروضهم الفلكلورية التي تضرب في جذور تاريخ الفنون الشعبية الإفريقية، إضافة لمعارض للصور التي تذكر بمشاركات الفرق المحلية المعروفة بالمهرجانات الدولية و الوطنية . على أمل أن تشهد، أمسية اليوم، تفاعلا كبيرا من طرف الجمهور الواسع للفن القناوي، بدار الثقافة «أبي رأس الناصري»، يتوقع المشرفون على جمعية الراشدية لرجال قناوة أن يلقوا الدعم و التشجيع الكافي لتأسيس مدرسة فنية لتعليم أصول هذا الطابع الفني ضمانا لتداوله بين الأجيال بما يتناسب مع مساعي السلطات الوصية على قطاع الثقافة، للحفاظ على التراث الوطني المادي واللامادي، فحسب رئيس جمعية الراشدية لرجال قناوة السيد علي حصاب، فإن الدعم اللازم للفرق الفلكلورية المهتمة بالفن القناوي صار شحيحا، بل حتى صار يلجأ لها فقط في المناسبات، بينما يتمثل وجود هذه الفرق كعصب يصل بين الأجيال التي توارثت الطابع الفني فحافظت عليه من الزوال وشرّفت المنطقة في عدة محافل وطنية ودولية، مؤكدا أن جميع فرق القناوي لم تعد تعتمد في نشاطها الفني على الإعانات التي تقدمها السلطات المحلية والتي تراجعت كثيرا، بحسب المتحدث، إنما صارت تعتمد في تنقلاتها للمشاركة في التظاهرات الوطنية والجهوية على مداخيلها الناتجة عن إحياء الأعراس والحفلات، الأمر الذي أثقل كاهل الفرق الفنية وحدّ من جهودها لتأسيس مدرسة لتعليم الفن القناوي والمحافظة عليه .