ينتظر الصحافة الورقية مستقبل غامض وصعب في ظل عجز كثير من المؤسسات الإعلامية على الحفاظ على توازنها المالي بسبب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية ونقص الموارد وتكمش عائدات الإشهار الأمر الذي أدى إلى غلق المؤسسات الإعلامية وتسريح العمال والصحافيين. وتعرف المؤسسات الإعلامية في الجزائر أوضاعا مالية واقتصادية صعبة، حيث أوقفت الكثير منها نشاطها وآخرها كانت صحيفة “لاتربيون” التي توقفت عن النشاط لتضاف لعشرات الصحف التي قررت توقيف مسيرتها منذ 2014. وتعاني بعض العناوين التي تنشط حاليا صعوبات مالية جمة حيث قلصت صحف عدد عمالها وصحافييها وهناك من استغنى نهائيا عن المراسلين في صورة تؤكد المستقبل الغامض للصحافة الورقية التي ارتفعت تكاليفها حيث تراجعت الإعلانات، ومنه اختلال الميزانيات. وكشف الخبير في علوم الاعلام والاتصال فضيل دليو في تصريحات ل«الشعب” أن الصحافة الورقية مهددة بالزوال إذا لم يتم مساعدتها ماليا عبر قوانين المالية فالبرلمان يجب أن يتفطن لدورها خاصة في الدول التي مازالت نسب الارتباط بالأنترنت ضعيفة جدا، فالحق في الإعلام يجب أن يحظى بالدعم وأن يجسد ميدانيا من خلال تمكين المواطنين ومن مختلف الفئات من الاطلاع على المعلومات. وتجد الصحافة المكتوبة حاليا منافسة شرسة من القنوات الفضائية والإعلام الإلكتروني الذي خلق ما يسمى الصحافي المواطن حيث بات كل فرد بإمكانه بث ونشر الأخبار وفي حينها مرفوقة بصور وفيديوهات. ولتجاوز هذه الأزمة ينصح الخبراء المؤسسات الإعلامية المكتوبة بتنويع موارد الإشهار وعدم الاتكال فقط على الإشهار العمومي وتنويع النشاطات والخدمات من خلال فتح مراكز التكوين، وفتح رؤوس أموال المؤسسات للمستثمرين والمهتمين بعلوم الإعلام والاتصال وتشجيع الصحافيين على اقتحام الإعلام الإلكتروني الذي يرى فيه الجميع المستقبل. ودعا براهيم براهيمي في حديث ل«الشعب” إلى ضرورة إعادة بعث صندوق دعم الصحافة الذي يمكن أن يكون منفذا للكثير من الصحف لكن شريطة اعتماد معايير الاحترافية.