أشاد فغولي عبد الكريم بمسرة رفيقه المجاهد الراحل بن حدو بوحجر، المدعو العقيد عثمان وتحكمه في قيادة الولاية الخامسة في فترة 1960 - 1962. جاء هذا خلال مشاركته في ندوة تاريخية بجريدة «الجمهورية» بالتنسيق مع «مشعل الشهيد». قدّم بلحاج أستاذ بجامعة بلعباس شهادة حية عن الشهيد، مؤكّدا أنه وجد اسمه مذكورا في دفتر منظمة «لواس» إضافة إلى 47 شخصا، منهم 10 بعين تموشنت وعلى رأسهم العقيد عثمان القائد الفذ. من جانبه تطرّق الدكتور لحسن زغيدي إلى حياة المجاهد الذي قال إنه «ينتمي إلى نوع خاص من الشباب الجزائري الذي لم تلد الجزائر لا قبله ولا بعده، جيل خلق لتولي القيادة والزعامة، فهو لم يعرف للمراهقة معنى تولى مسؤولية إعالة أسرته وهو صغير، حبه للوطن ورفضه للمستعمر دفعه للإقدام على حرق 76 مزرعة للمعمرين في عين تموشنت». أجمع المحاضرون على أهمية تنظيم مثل هذه المنتديات التاريخية التي تخلد مجد من صنعوا الملحمة النوفمبرية في عقول الناشئة بما يساهم في نشر الوعي لدى الشباب وربط جيل الأمس بجيل اليوم مع تفنيد المغالطات المسمومة ليتم في الأخير تكريم عائلة الشهيد بهدية رمزية. الندوة التاريخية حضرتها عائلة الفقيد ممثلة في ابنه بن حدو عبد المومن، كما حضرها المفتش العام للولاية وكذا رئيس المجلس الشعبي الولائي إلى جانب الأسرة الثورية ومثقفين وأساتذة وبعض رفقاء الشهيد. مع العلم أنّ المجاهد من واليد نوفمبر 1927 بعين تموشنت ناضل منذ صغره في صفوف حزب الشعب وحركة أحباب البيان ثم حركة انتصار الحركات الديمقراطية ليصبح فيما بعد عضوا في المنظمة الخاصة ويلتقي بالعربي بن مهيدي ورابح بيطاط. اعتقل في ماي 1950 من طرف منظمة «لوس « وسجن بوهران 3 سنوات وهناك تعرف على احمد زبانة وحمو بوتليليس، ثمّ حوّل إلى الجزائر قبل أن يفرج عنه بعد تدهور حالته الصحية سنة 1950، ويكلّف بعدها بجمع الأسلحة من المغرب تحضيرا لبداية الثورة. يعد «العقيد عثمان» من مفجري الثورة في الجهة الغربية وأشرف في سنة 1956 على عمليات فدائية كبرى، أبرزها حرق مزارع المعمرين، من ثمّ ترقيته إلى رتبة نقيب بعد مؤتمر الصومام قائدا للمنطقة الثالثة من الولاية الخامسة. التحق سنة 1958 بمركز القيادة بوجدة والتقى هناك بالعقيد هواري بومدين والعقيد عبد الحفيظ بوصوف. وفي 1958 رقي إلى رتبة رائد وأصبح عضوا في المجلس الوطني للثورة بعد استشهاد العقيد لطفي سنة 1960. عين قائدا للولاية الخامسة برتبة عقيد وبقي في منصبه لغاية الاستقلال، كما شارك في مؤتمر طرابلس بليبيا إلى جانب هواري بومدين وبعد الاستقلال شغل وظيفة منسق الحزب لمنطقة الغرب وأصبح عضوا في مجلس الثورة وواصل مسيرته النضالية إلى أن وافته المنيّة في أوت 1977 بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة بعد صراع طويل مع المرض.