دعا المشاركون في الندوة الخاصة بصورة المرأة في الإعلام، المنظمة بمجلس الأمة، أول أمس، إلى ضرورة تكوين المرأة في مختلف المجالات لتسهيل مهمة تقلدها المسؤوليات وتدرجها في سلم المسؤولية، ومنه مشاركتها في صنع القرار، كما أجمعوا على هشاشة صورتها في وسائل الإعلام بإرادة من السلطة. وصبت مداخلات المشاركات في خانة تقديم الأرقام والإحصائيات الخاصة بالمرأة في مختلف القطاعات، كما هو الشأن بالنسبة للوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، نوارة جعفر، التي حملت في الأخير الأحزاب السياسية مسؤولية عدم إشراك المرأة في صنع القرار من خلال عدم منحها الحيز المناسب داخل الحزب. وتوقعت المتحدثة أن يكون هناك تحسن في أوضاع المرأة بعد الإفراج عن مشروع القانون العضوي الخاص بترقية الحقوق السياسية للمرأة، الموجود حاليا قيد الدراسة على مستوى الأمانة العامة للحكومة. وأعطت الوزيرة أرقاما عن عدد النساء بالمجلس الأمة، حيث يقدر عددهن ب 6.7 بالمائة بكل من مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني. وبينما أشارت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، إلى أن وصول المرأة إلى دوائر القرار يحتاج إلى كفاح ونضال وجهود مستمرة من طرف المناضلات، دعت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي، سعاد بن جاب الله، إلى إنشاء خلية للمتابعة وتحليل كل المقالات والصور التي تصدر عن المرأة في وسائل الإعلام، تكون تحت إشراف أخصائيين ومهنيين، وأضافت أن المرأة ما تزال تحتل مناصب متواضعة في مراكز صنع القرار بما فيها وسائل الإعلام، خاصة الثقيلة منها، رغم أن العنصر النسوي يحتل نسبة كبيرة تفوق 50 بالمائة، من حيث عدد الصحفيين على مستواها. من جهتها، أكدت الأستاذة، اعتدال المجبري، خبيرة لدى مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "الكوثر"، أن تناول المرأة في وسائل الإعلام الجزائرية مختلف، فالتلفزيون يصب اهتمامه أكثر على المرأة المسؤولة بالقطاعات الحكومية، أما الإذاعة فتعطي هامشا أكثر للمرأة الناشطة في السياسية، في حين تركز الصحف على المرأة كعنصر نشط في المجتمع المدني. وأوضحت الخبيرة أن دراسة المحتوى التي أعدها مركز "الكوثر" أكدت أن هناك صورة نمطية للمرأة في الإعلام العربي بصفة عامة، تنحصر في ربطها بالرجل دائما، فتقدم على أساس أنها مثلا أم الشهيد أو أرملة الشهيد، كما هو الشأن بالنسبة للنموذج الفلسطيني، كما يتناول الإعلام العربي أيضا المرأة كجسد من خلال الحصص الدينية، حيث تنصب المواضيع الخاصة بالمرأة على أساس أنها جسد يجب تغطيته، وتتناولها الحصص المخصصة للزينة والموضة من نفس الجانب. في حين ذهبت نائبة حزب العمال، نادية شويتم، إلى أن إقصاء المرأة في الإعلام مدبر، وهو نتيجة لقرارات فوقية، وأضافت أنه سجل تراجعا في الحرية الإعلامية بصفة عامة منذ سنوات التسعينات. ودعت مديرة جريدة "الفجر"، السيدة حدة حزام، إلى تأسيس مرصد لتحرير الصحافة، ومنه تحرير المرأة والرجل، لأجل تأمين مستقبل الصحافة المستقلة والحرية الإعلامية كافة، وأوضحت في إطار النقاش أن مسألة الحقرة والتهميش لا تمس المرأة فقط ، بل الرجل كذلك، مؤكدة أنه يعيش نفس المعاناة، وهذا في كل أقطار العالم وليس الجزائر فقط، وقالت "كم مرة سمعنا برجل تعرض للضرب من زوجته، وغيرها من ظواهر التعنيف التي أصبحت تشكل حلقة من الحلقات اليومية التي يعيشها المواطن"، معتبرة الأمر خطرا يتربص بكل المجتمع الجزائري.