2017 برنامج واعد رغم الظرف المالي الصعب يعد قصر الثقافة والفنون صرحا ثقافيا بامتياز بسكيكدة. احتضن المرفق الهام والمميز من حيث موقعه وهندسته المعمارية، عديد المناسبات والتظاهرات الثقافية، ومن أهم تلك التظاهرات ما يقدمه الفرع الولائي لاتحاد الكتاب من سلسلة دورية لفعالية «توقيعات «، وجلسات شعرية، ومحاضرات وأيام دراسية تنوعت محاورها واستقطبت مختلف شرائح المجتمع.»الشعب» ترصد سنة من الإنجازات والمكاسب الثقافية والتطلع لما يأتي به عام 2017. كان بقصر الثقافة «أماسي سيرتا للشعر» في ضيافة «روسيكادا». وهي أمسية شعرية خليجية في إطار «أماسي سيرتا للشعر» ضمن تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، وعلى مدار أكثر من ساعتين، استمتع الحضور الذي أمّ قاعة العروض، والمشكّل أغلبه من عشّاق الكلمة العربية الراقية، وملتقى الشعر والفن التشكيلي في طبعته الثالثة كان فرصة لتلاقح القصيدة واللوحة. كما كانت المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة وتحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية بتنظيم معرض خاص بمصوري الشرق الجزائري وهذا على هامش «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 «. تمت برمجة المعرض بقصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة بمشاركة زهاء 40 مصورا فوتوغرافيا من كل ربوع الشرق الجزائري، ونظمت كلية الآداب و اللغات بجامعة سكيكدة بالتنسيق مع مديرية الثقافة و قصر الثقافة، و بمناسبة الذكرى 55 ليوم الهجرة الملتقى الوطني الأول حول «الأدب الجزائري المهاجر»، محاور الملتقى تتوزع لتشمل الشعر الجزائري المهاجر، والسرد الجزائري المهاجر، وكذا المسرح الجزائري المهاجر، فضلا عن الأدب الجزائري المهاجر بين المحلية و العالمية، وترجمة الأدب الجزائري المهاجر، إضافة إلى فعاليات الطبعة الرابعة من الملتقى الوطني الشعر والفن التشكيلي، بمشاركة 70 شاعرا وكاتبا قدموا من مختلف ولايات الوطن ومن داخل الولاية . عرف الملتقى في طبعته الرابعة تنظيم معرض للفنون التشكيلية، وتنظيم مسابقة لأحسن قصيدة مقدمة في الملتقى، وجائزة أحسن لوحة معروضة في الملتقى وأيضا توأمة بين الشعراء المشاركين والفنانين التشكيليين، إلى جانب تقديم محاضرات ومداخلات، والملتقى حول المتحف والمجتمع بين الواقع والتأسيس للمستقبل، بمشاركة نخبة كبيرة من الأساتذة والباحثين الجامعيين ومدراء المتاحف من مختلف أنحاء الوطن. كما تدعمت الساحة الثقافية برواق للمعارض الأول من نوعه بشرق البلاد لاحتضان تظاهرة الصالون الوطني الأول للفنون التشكيلية والصورة الفوتوغرافية، الذي أطلق عليه اسم الفنان التشكيلي الراحل عبد العزيز رمضان (1932-2007) ، يعد مكسبا جديدا وإضافة للولاية، ويشكل هذا الرواق، الذي يتربع على مساحة 800 متر مربع وشيد بقصر الثقافة، فضاء دائما لعرض الأعمال الفنية لكبار الرسامين من جهة وبوابة لاكتشاف المواهب الفنية الواعدة في مجالات فنية مختلفة من جهة أخرى . كما سيحتضن هذا الرواق جميع الأعمال الفنية المتنوعة لجميع الفنانين على غرار الرسم والنحت والرسم التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والأعمال الفنية الأخرى وذلك لتمكينهم من فضاء متخصص لعرض منتجاتهم وتطوير مهاراتهم الفنية. شهد قصر الثقافة أيضا عديد النشاطات الثقافية والفنية، الاحتفال بعيد الفرولة، السهرات الرمضانية ومختلف المناسبات الدينية والوطنية، وكان الحدث الأبرز هو نزول جريدة « الشعب»، متمثلة في «منتدى الشعب» ضيفا على قصر الثقافة سكيكدة لتتقاسم احتفاليات هجومات 20 أوت 1955 في معقل الحدث للحفاظ على ذاكرة الوطن وترسيخ مبادئ الثورة المجيدة وهذا ما أكده نور الدين بودماغ مدير قصر الثقافة لسكيكدة وأمينة دباش المديرة العامة لجريدة الشعب في كلمتيهما الافتتاحية لمنتدى الشعب. وجاءت هذه المبادرة تنفيذا للإعلام الجواري الذي اعتمدته أمّ الجرائد وتفتحا على المحيط والمواطن، وكعادتها عمدت الجريدة لتنظيم منتدى حول الذكرى 61 لهجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، بسكيكدة، إيمانا منها بالحفاظ على الذاكرة الوطنية التي صنعها الأجداد ونقل الرسالة إلى الأجيال الصاعدة، لتدرك حجم التضحيات التي بذلها الشهداء من أجل استرجاع السيادة الوطنية وطرد الاحتلال الذي عمّر لأزيد من قرن. وقد أبرزت الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» أمينة دباش، المجهودات التي يبذلها العنوان بكل طاقمه للتعريف بالذاكرة الوطنية، لاسيما وأن اليومية خصصت صفحة أسبوعية منذ سنة 2012، لإظهار أهم المحطات التاريخية من ثورتنا المجيدة ونقل شهادات المجاهدين الذين ما يزالون على قيد الحياة كي لا يبقى تاريخنا في طي النسيان، مضيفة أن الجريدة أصبحت بمثابة أرشيف يوثق للأحداث التاريخية يمكن للباحثين والطلبة والمهتمين بتاريخ الثورة، الاستفادة من المادة التاريخية التي تنشر، وعرف منتدى «الشعب» مداخلات ومحاضرات، من طرف أساتذة وباحثين ومجاهدين عايشوا الحدث. اختتم قصر الثقافة والفنون المشهد الثقافي بإقامة معرض الفنانين التشكليين لسكيكدة، وجعل ديسمبر بالون سكيكدة، طيلة شهر كامل، مع تكريم الفنان الشعبي فنينخ حسين بإقامة حفل متنوع على شرفه، وشهد هذا الأخير تأسيس « مؤسسة مالك شبل للثقافة والمعرفة» ودعوة رئيس المجلس الشعبي الولائي بأن يحمل هذا الصرح اسم الفقيد» مالك شبل»، بعد أن احتضن تأبينيه المرحوم، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه الطاهر، بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي . من جانبها كانت دار الثقافة محمد سراج شعلة هي كذلك في إنارة المشهد الثقافي، حيث عرفت حركية دؤوبة، فقد احتضنت العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية والفنية، ونظمت العديد من التظاهرات وشاركت المسرح الجهوي بالخصوص في إقامة عروض المسرحيات لأن هدا الأخير مغلق لإعادة تأهيله، فدار الثقافة كانت أحسن شريك للمسرح الجهوي بتوفير قاعة العروض الكبرى، لعرض العديد من المسرحيات، واحتضان سهرات ليالي المسرح، وسهرات رمضان، ربيع الطفولة بالتنسيق مع المسرح الجهوي، وأيام مسرح الطفل بالتنسيق مع جمعية حواء الثقافية. دار الثقافة كانت فضاء للعديد من التظاهرات الهامة، كالأيام الوطنية للصورة الفوتوغرافية في طبعتها الثالثة، فعاليات شهر التراث بالتنسيق مع مديرية الثقافة، مهرجان قراءة في احتفال، وكانت للدار لمسة في فعالية أيام زرياب للموسيقى التراثية التي نظمتها جمعية رصد وماية، كما نجحت مؤسسة محمد سراج في تنظيم العديد من الحفلات الفنية بمختلف الطبوع الموسيقية، كان الفن الشعبي والمالوف في المقام الأول، والذي أكده مدير الدار مغلاوي زيدان لجريدة « الشعب» أنها عرفت إقبالا كبيرا، من قبل محبي تلك الطبوع الغنائية، إضافة إلى الجانب التاريخي الدي أخذ القسط الأكبر من التظاهرات، في العديد من المحطات، كندوة حول الشهيد زيغود يوسف بمناسبة الذكرى 60 لاستشهاده، وندوة أخرى حول أحداث 20 أوت 55 ، إحياء الأعياد الوطنية والدينية، وعرض أفلام تاريخية كفيلم الشهيد العقيد لطفي وفيلم البئر. وكان للفن التشكيلي جانبا من الاهتمام، بإقامة المعارض الفردية التي لقيت إقبالا من قبل المهتمين بهذا الفن الراقي، ومر بهذه التظاهرة كل من الفنانين سلوغة مختار، مربعي محمد، بريوة رشيد، وأخيرا احمد خليلي، الطبعة الرابعة عشر للمهرجان الوطني للفنون التشكيلية، واحتضنت المنافسة الثقافية ما بين الثانويات، وندوات القراءة للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بدءا بالروائي لزهر عطية إلى الدكتور محمد كعوان. وكانت دار الثقافة ملاذا للأطفال خلال العطل المدرسية ونهاية الأسبوع، بتقديم العديد من العروض المسرحية، والأنشطة الترفيهية الفنية، وأمسيات خاصة بالأطفال من ألعاب الخفة وعروض بهلوانية وترفيهيه، واستضافة الصالون الأول لكتاب الطفل ببهو الصرح الثقافي. سكيكدة: خالد العيفة