عباس اتخذ إجراءات مؤلمة للدفع بالوحدة كشف سفير دولة فلسطين بالجزائر د.لؤي عيسى، عن انعقاد اجتماع لكافة الفصائل الفسلطينية بالقاهرة، مطلع نوفمبر المقبل، لمناقشة عديد القضايا الجوهرية. وأكد الشروع في ترتيبات توجّه الرئيس أبو مازن لقطاع غزة. وأبدى في الوقت ذاته تفاؤلا بصمود اتفاق المصالحة الموقع مؤخرا بين حركتي فتح وحماس. قال السفير الفلسطيني بالجزائر، أمس، إن جميع الفصائل الفلسطينية ستلتقي في 14 نوفمبر القادم بالقاهرة، لمناقشة مواضيع الانتخابات التشريعية والرئاسية، تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الوحدة الوطنية، مفيدا أن اللقاء سيمهد لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني. وأوضح د.لؤي عيسى، في ندوة صحفية، أن طريق تجسيد المصالحة الفلسطينية، يمر عبر معالجة عدة نقاط تبدو معقدة بحكم 11 سنة من الانقسام وما خلفته من ترسبات وتراكمات، مؤكدا أن الهدف الأساسي يتمثل في تمكين الحكومة الفلسطينية الرسمية من ممارسة مهامها كاملة. ويشكل الجانب الأمني، أهم الورشات التي ستأخذ الحيز الأكبر من النقاش العميق، بحكم منطق الدولة وبنود الاتفاق الذي ينص في بنده الرابع على “إعادة بناء الأجهزة الأمنية”. وأفاد السفير الفلسطيني، في هذه النقطة قائلا: “يجب التفريق بين الأجهزة الأمنية التي تمثل الدولة والسلطة الواحدة وتنفذ القانون الرسمي، وبين المليشيات التي تمثل فصيلا معينا”. وأضاف، أن وفدا من قيادات الأجهزة الرسمية سيتوجه إلى قطاع غزة لبحث إعادة بناء جهاز الأمن، بموجب اتفاق المصالحة. ولم يخف السفير، صعوبة وضع تصور وطني فلسطيني “لجعل السلاح أسلوبا موحدا من أساليب المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني”، وقال إن القضية ستطرح للنقاش للنظر في كيفية تنظيم الأجنحة العسكرية وتوحيدها. وتابع قائلا: “بحث موضوع السلاح لا يعني فقط حركة حماس، وإنما جميع الفصائل ومن بينها حركة فتح”، مؤكدا أن الهدف هو وضع آلية واحدة لتجميع الأسلحة في يد الدولة الفلسطينية”. وشدد المتحدث، أن الفصائل كلها تأسست من أجل فلسطين وعليها أن تقدم كل شيء من أجل فلسطين الدولة المقاومة للاحتلال، مستطردا “كل فصيل سيأخذ حقه، المهم جمع القوى الوطنية والذهاب إلى مجلس وطني وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية”. خطر داهم في سياق التساؤلات حول مدى صمود اتفاق المصالحة الفلسطينية، أبدى السفير لؤي عيسى، تفاؤلا كبيرا بوصول السفينة التي تجمع فرقاء الأمس إلى بر الأمان، مستندا على الاتعاظ من الدروس المرير المستخلصة من سنوات الانقسام، وكذا ضغط الشارع الفلسطيني الذي أنهكته القطيعة ومخلفاتها على الأرض. وربط السفير بين المتغيرات الدولية، خاصة بمنطقة الشرق الأوسط وانعكاساتها على الشأن الداخلي الفلسطيني. ولم يخف أن القضية واجهت خطرا داهما هدد وجودها، بسبب التحالفات الجديدة التي تمخضت عن الحرب على الإرهاب، وقال: “تحالفات الاحتلال الإسرائيلي تحت ذريعة مكافحة الإرهاب بلغت حتى بعض الدول العربية، وأصبحنا نحن الإرهابيين في نظر البعض”. ولفت السفير، إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اضطر لاتخاذ إجراءات شديدة ومؤلمة، للدفع بإنهاء الانقسام، في إشارة إلى إجراء تجميد العائدات المالية المخصصة لقطاع غزة في وقت سابق. وأوضح أن التحولات الدولية في المنطقة، والانقسامات الداخلية وما خلفته من كوارث، عرضت القضية أمام خطر حقيقي تحتم أمامها التحرك من أجل الوحدة والمصالحة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. عباس في غزة اعترض السفير الفلسطيني على مصطلح “زيارة” التي تداولته وسائل الإعلام بخصوص اعتزام الرئيس أبو مازن التوجه لقطاع غزة في غضون شهر، ورأى فيه تكريسا للانقسام لكون الزيارات تكون للدول، على حد تعبيره. وقال د.لؤي عيسى، إن الترتيبات جارية لذهاب عباس لغزة، وأنه “سيذهب إلى مقره هناك”، مستطردا بأن الأمر مرتبط أساسا بمدى التقدم في تنفيذ بنود اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة وفق الأجندة الزمنية المحددة.