يعاني طالبوا الفيزا من الجزائريين صعوبات كبيرة أمام مختلف مقرات السفارات الأجنبية المتواجدة ببلادنا حيث يتعرض المواطنون إلى اهانات كبيرة سواء من أجل دفع الملف أو سحب جوزا السفر،وقد قامت ''الشعب''بجولة استطلاعية لدى بعض السفارات للاطلاع على حالة الجزائريين وهم يصطفون في طوابير من اجل الحصول على المراد في ظروف مأسوية جدا. وتساءل بعض المواطنين الذين التقينا بهم في شارع بوقرة بالأبيار قرب سفارة اليونان التي تدخل في فضاء شنغن عن عجز السفارات الأجنبية عن توفير مكان لائق لطالبي التأشيرة حيث نقف هنا لساعات طويلة وتحت مختلف الظروف الطبيعية الصعبة من أجل دفع ملف الحصول على التأشيرة أو سحب التأشيرة،ويستمر الوضع هنا على مدار سنوات ولم يتغير أي شيء،ويذكر أن ثمن دراسة ملف التأشيرة يصل إلى 6000 دج أو ما يعادل 60 أورو. وينطبق الأمر على السفارة البلجيكية التي تقع في الشارع الذي يربط جنان الميثاق بالأبيار حيث يتميز تواجدها بضيق المقر ومحاذاته للطريق حيث يضطر أصحاب السيارات لتخفيض السرعة تفاديا لإصابة قاصدي السفارة لطلب التأشيرة،وكان المواطنون يتنظمون فيما بينهم حيث الذي يصل الأول إلى السفارة يقوم بإخراج ورقة وتدوين اسمه ويسلمها للتالي لتفادي الفوضى عند الشروع في الدخول إلى مقر السفارة لايداع الملف أو للتصديق على الوثائق. ولا يختلف الوضع عند السفارة الاسبانية المتواجدة قرب محطة باسكال بشارع بوقرة حيث يتخذ المواطن الأرصفة كمقاعد له في انتظار دوره لوضع الملف الخاص بالتأشيرة ويجبر المواطن على دفع 6000 دينار جزائري كثمن لفحص ملفه دون ضمانات بالحصول على التأشيرة،وقد وجدت السفارات الأجنبية في حاجة الجزائريين للفيزا فرصة لرفع ملف معالجة الملفات التي تدر عليهم أموالا طائلة جدا قد تفوق استثماراتهم في مجالات أخرى. وما عدا فرنسا التي اهتدت إلى طريق التسجيل عبر الأنترنت والاستفادة من التكنولوجيات الحديثة لتطوير خدماتها وتحسين ظروف استقبال طالبي التأشيرة ،تستمر مختلف السفارات في غض الطرف عن الظروف المهينة لطالبي التأشيرة من الجزائريين وينطبق الأمر على سفارات كندا وايطاليا وحتى الصين الشعبية حيث يشكل اصطفاف الجزائريين في الطوابير وعلى أرضهم وهو ما يجعلنا نتساءل عن دفاتر الشروط التي يجب أن تنجز لتلك السفارات من أجل احترام نفسها من أجل تحسين ظروف استقبال الجزائريين الذين يدفعون ملايير الدينارات لمختلف السفارات من أجل الحصول على التأشيرات. وتبلغ طلبات التأشيرة للجزائريين نحو الخارج أكثر من 350 ألف تأشيرة معظمها نحو أوروبا وهو ما يجعل الجزائر من أكثر الدول طلبا للتأشيرة في المنطقة بفعل ازدياد مختلف النشاطات تطور العلاقات مع مختلف الدول.