نظم المستشفى الجامعي عبد القادر حساني بسيدي بلعباس، بالتنسيق مع الجمعية الطبية أمال، نهاية الأسبوع الجاري، الأيام الطبية الوطنية الثالثة للطب الداخلي، بمشاركة عدة أطباء وأخصائيين حضروا من مختلف ولايات الوطن كقسنطينة، الجزائر العاصمة، مستغانم، وهران، تلمسان وعنابة، وتندرج هذه الأيام الطبية في إطار التكوين المتواصل للسلك الطبي من أجل تحيين المعلومات والوقوف على المستجدات التي توصلت إليها البحوث في مجال الطب الداخلي. تطرق المشاركون في هذا اللقاء الطبي إلى عدة مواضيع منها مرض السكري، أمراض ضغط الدم وأمراض الجهاز المناعي، حيث قال الدكتور أحمد بابو عضو الهيئة المنظمة وطبيب مختص بأمراض الطب الداخلي بمستشفى جعفر بن يملول ببن باديس، إن اختيار أمراض السكري وأمراض ضغط الدم والطب الداخلي كمواضيع مقترحة للنقاش والبحث خلال الأيام الطبية جاء نتيجة الإنتشار الكبير لهذه الأمراض التي باتت تتطلب دراسات وبحوث علمية مستمرة لمواكبة تطورها، حيث يتم سنويا التوصل إلى نتائج جديدة يتم عرضها بمؤتمرات وملتقيات دولية وهو ما يستلزم نقلها كخبرات والإستفادة منها في تكوينات وطنية ومحلية لفائدة السلك الطبي. ومن جهته، أكد البروفيسور سيد التاج هبري أستاذ في الطب الداخلي أن التكفل الجيد بمرضى السكري وبصفة خاصة لدى فئة الحوامل أو ما يسمى بسكر الحمل يتطلب توعية وتثقيف المريضة حول مرضها ما يرفع من نسب الشفاء بعد إتباعها لتعليمات الطبيب. وأضاف أن المرض عرف ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، حيث بات يهدد حوالي 15٪ من النساء الحوامل في الجزائر، وهي الشريحة التي تكون معرضة للإصابة بهذا الداء الذي قد يتطور بعد الولادة إذا لم تتابع المرأة الحامل وضعها الصحي، وأكد أن أفضل طريقة للوقاية من هذا الداء لدى الحوامل هي مراقبة نسبة السكري في الدم وإجراء فحوصات طبية مستمرة، وهو ما ذهب إليه الدكتور طلحة طبيب مختص في أمراض السكري بالمستشفى الجامعي بسيدي بلعباس، حيث قال في مداخلته إن علاج سكر الحمل يعد من أسهل علاجات أنواع السكري فهو لا يستلزم إجراءات معقدة مثل الحقن بالأنسولين كما في مرضى النوع الأول، لذا فينصح بإتباع نظام غذائي متوازن من خلال تعديل أنواع وكميات الغذاء التي تتناولها المرأة الحامل، وذلك بتقليل النشويات وخاصة الحلويات والسكري وزيادة الإعتماد على الخضروات والمأكولات ذات المحتوى العالي من الألياف والحبوب الكاملة، وتناول الأطعمة التي تحد من أعراض سكر الحمل. وعن علاقة داء السكري بباقي الأمراض قال الدكتور بوترفاس في مداخلته إن مرضى السكري من النوع الثانى يعانون من زيادة الوزن، حيث تؤدي السمنة إلى ارتفاع ضغط الدم بدليل أن هرمون «الانجيوتنسين» المسئول عن ارتفاع ضغط الدم يزيد عند مرضى السكري، كما أن السكري والضغط يسببان أمراض القلب، حيث يمكن اختيار العلاج الذي يتحكم في هذا الهرمون، ولا يعمل على زيادته حتى لا يزيد من ارتفاع ضغط الدم. وأكد أن الأدوية الجديدة قادرة على حماية القلب، موضحا أن الأدوية التي تعمل من خلال الكلى، يؤدي استعمالها إلى ضبط السكري والوزن وحماية القلب، وتقليل نسبة حدوث الجلطات وتجنب الإصابة بفشل عضلة القلب، مشيرا إلى أن الأدوية التي تعمل من خلال الكلى لا تستعمل لكبار السن، وممنوعة لمرضى النوع الأول من السكري لأن هذه الأدوية تعمل على خفض ضغط الدم.