أكد رئيس جمعية "براهيمي محمود"، لمساعدة مرضى السكري بولاية تلمسان، على هامش اليوم التحسيسي والتوعوي الذي نظمته الجمعية بالمكتبة المركزية للمستشفى الجامعي بتلمسان، الدكتور الدمرجي التجاني، والذي أطره أطباء مختصون من المستشفى ومن الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية "كناس"، وأئمة من المساجد ممثلين عن مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، على دور الوقاية من هذا المرض المزمن للسيطرة عليه. وحسب براهيمي فتحي نائب رئيس الجمعية، فإن بعض الإحصائيات تشير إلى أنه يصيب حوالي 5 إلى 6 بالمائة من مرضى السكري النوع الثاني، و7 بالمائة من مرضى السكري فوق سن ال 60 سنة. وغالبا ما يكون التهاب الأعصاب هو السبب الوحيد في 45 إلى 60 بالمائة من القدم السكرية، في حين تكون قصور الدورة الشريانية هي السبب الرئيسي في 10 ٪ من الحالات. من جهتهم، أشار المتحدثون إلى عواقب الأعراض وعوامل الخطر التي قد تنشأ عنه نتيجة عدم التوازن في التغذية، ومنها السمنة، بتر القدم السكري، اضطرابات العين، الالتهابات البكتيرية وارتفاع ضغط الدم، داعين بالمناسبة إلى المنع والرصد اليومي لهذا المرض، من خلال ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة بما في ذلك المشي، وهو أمر ضروري لمتابعة العلاج، والرصد الطبي من قبل الطبيب المعالج، ومراقبة نسبة الجلوكوز في الدم، حيث عرفت الحصيلة السنوية للجمعية انخفاضا محسوسا في عمليات بتر أطراف ساق مرضى السكري التي تقلصت، حسب المتحدث، إلى نسبة 30 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية التي عرفت بتر أزيد من 650 طرفا سفليا لمرضى السكري في ولاية تلمسان، إذ أكد رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي لمدينة تلمسان، البروفسور لونيسي على أن المصلحة تدعمت منذ تنصيبه على رأس المصلحة بعتاد طبي متطور يتكفل بتشخيص مختلف الأمراض الداخلية، بالإضافة إلى فتح قاعة علاج للعناية المركزة والتحاليل الطبية لمختلف الأمراض الداخلية عند مرضى السكري، وقد أشار رئيس الجمعية إلى أن تلمسان تحصي 3500 بطاقة شفاء مجمدة لدى مديرية النشاط الاجتماعي بتلمسان خاصة بكل الأمراض مزمنة، بحجة عدم وجود ميزانية لهذه الفئة، على حدّ تعبيره، إذ أن حوالي 200 مصاب من الأمراض المزمنة توفوا دون تسوية وضعياتهم، مضيفا أن والي ولاية تلمسان راسل مديرية النشاط الاجتماعي قصد تخصيص ميزانية في هذا الشأن وتسوية وضعية الملفات المجمدة، كما طرح رئيس الجمعية مشكل ندرة شرائح قياس نسبة السكر في الدم، خاصة أن المريض يستعملها بمعدل 3 إلى 4 مرات في اليوم، إلى جانب بعض الأدوية وغيابها من الصيدليات رغم حاجة المريض لها، إذ من شأنها تخفيف المرض عن المصابين بالأمراض المزمنة، وفي مقدّمتها داء السكري والضغط الدموي والقلب والشرايين، والجلد والحساسية والربو والصدفية والعيون. وأمام تعذّر على بعض المرضى الحصول على هذه الأدوية، اضطر الكثير منهم الاتصال بالطبيب المعالج قصد تغيير نوعية الدواء، بالموازاة مع ذلك أكد رئيس جمعية "براهيمي محمود" أن تلاميذ مرضى السكري في ولاية تلمسان يعانون من نقص الرعاية اللازمة في الوجبات التي يتناولونها، حيث تتطلب حالتهم المرضية حسب ذنفس الرئيس متابعة مستمرة وحمية غذائية صارمة من أجل تنظيم نسبة السكر في الدم، فهم يواجهون مشكلا يتمثل في عدم تحديد نوعية الغذاء ومحتوى الوجبات المقدمة في المطاعم المدرسية، حيث أكد رئيس الجمعية أن التلاميذ المصابين بداء السكري يتناولون نفس الوجبات التي تقدم للتلاميذ الأصحاء، فهؤلاء التلاميذ المرضى يتناولون على مستوى مطاعم مؤسساتهم أكلات لا تتلاءم وأوضاعهم الصحية الصعبة التي تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة. مضيفا في نفس السياق أنهم لا يستفيدون من وجبات صحية خاصة، مما يعرضهم لتذبذب نسبة السكر في الدم وما يصاحبه من مضاعفات صحية خطيرة، داعين بالمناسبة المسؤولين على المؤسسات التعليمية بالأطوار الثلاثة الابتدائي والمتوسط والثانوي، إلى ضرورة تحضير وجبات خاصة للتلاميذ المصابين بداء السكري، لأن ذلك يمثل جزءا من العلاج لتفادي تفاقم حالتهم الصحية الصعبة من خلال تجنب السكريات والبقول الجافة كالعدس والأرز والفاصوليا والعجائن، وبعض الخضر كالبنجر السكري والجزر ومشتقات الحليب والحلوى. كما يوجه رئيس الجمعية نداء لكل مديري المؤسسات التربوية لاعتبار التعليمات التي سبق ذكرها ومراعاة مصلحة التلميذ، حيث تحصي جمعية "براهيمي محمود" لمرضى السكري بولاية تلمسان، أزيد من 600 إلى 700 تلميذ وتلميذة مصابين بداء السكري على مستوى عدة مؤسسات تربوية، علما أن بعض الأولياء يرفضون التصريح بمرض أبنائهم لدى المؤسسات التعليمية، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على صحة أبنائهم الذين يتعرضون في بعض الأحيان إلى الإغماء وفقدان الوعي في أقسام الدراسة، بسبب هبوط نسبة السكر في الدم، مما يتطلب تخصيص أطباء نفسانيين خاصة في فترة الامتحانات. وعلى هامش ختام اليوم التحسيسي حول الوقاية من داء السكري، تم توزيع أكثر من 100 آلة لقياس نسبة السكر في الدم على المصابين بهذا الداء وأقراص مضغوطة حول التغذية الصحية لمرضى السكري، خاصة أن الجمعية قامت إلى حدّ الآن بتوزيع أكثر من 3500 آلة لقياس نسبة السكر في الدم في ظرف 3 سنوات، مع الاستفادة من 150 جولة سياحية في اتجاه الحمامات المعدنية للتداوي، ومواقع سياحية للترفيه والترويح عن المرضى، بالإضافة إلى توزيع أزيد من 70 ألف وحدة من الأدوية المختلفة، على غرار حقن الأنسولين والأقراص لمرضى السكري النوع واحد واثنين، في المقابل، تم تنشيط أكثر من 10 أيام تحسيسية لمرضى السكري بالولاية من أجل تشخيص داء السكري في مختلف المناطق النائية بالولاية، حيث عرف انتشارا وتناميا واسعا في وسط مختلف الأعمار خلال السنوات الأخيرة، إذ تضم الجمعية أكثر من 1950 منخرطا من بين 28.000 مصاب على مستوى الولاية، من بينها 10.996 نساء و11.956 رجال و5048 من الأطفال المصابين بالداء في تلمسان.