أكّد ميسي مجدّدا تفوّقه في "حرب النجوم"، على رونالدو الذي غاب عن حفل توزيع الجوائز لانشغاله بمباراة التي ستجمع الملكي بنظيره ملڤا، غدا الأربعاء، في إياب الدور ثمن النهائي من مسابقة كأس إسبانيا، في مواجهة أصبحت "كلاسيكية" وأصبحت تشكل المواد اللازمة لأي مخرج سينمائي بسبب الاختلاف في شخصية كل من اللاعبين. البطل الهادئ يمثل ميسي البطل الهادئ الذي يتمتع بمواهب استثنائية يجيرها لمصلحة المجموعة، ورونالدو البطل المتعجرف الذي يميل إلى الأنانية في طريقة لعبه سعيا خلف المجد الشخصي. القاسم المشترك بين ميسي ورنالدو يتمتع اللاعبان بقاسم مشترك، متمثل بكونهما هدّافين من الطراز الرفيع جدّا وأرقامهما تتحدث عن نفسها، لكن ميسي خرج من الموسم بما هو أثمن بكثير من الإنجازات والأرقام الشخصية، إذ قاد برشلونة للقب الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أوروبا، متنازلا للرونالدو عن جائزة الترضية المتمثلة بالحذاء الذهبي لأفضل هدّاف في البطولات الأوروبية المحلية لموسم 2010-2011. هذا وأنهى رونالدو الدوري الإسباني برصيد 40 هدفا، منفردا بالرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد في تاريخ "لا ليغا"، والذي كان يتقاسمه مع مهاجم أتلتيك بلباو تيلمو زارا الذي حقّق هذا الإنجاز عام 1951، والمكسيكي هوغو سانشيز الذي حقّقه مع ريال مدريد سنة 1990، وتقدم رونالدو بفارق تسعة أهداف على ميسي وتفوّق في 2010-2011 على ما حقّقه مع مانشستر خلال موسم 2007-2008، عندما سجّل 31 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو سجّل أهدافه الأربعين في 34 مباراة في الدوري، رافعا رصيده إلى 66 هدفا في 63 مواجهة خاضها في الدوري الإسباني منذ انضمامه إلى النادي الملكي. النجاح الذي حقّقه "سي آر 7" على الصعيد الشخصي، لم يكتمل على صعيد الجماعي، بعدما خرج فريقه من الدوري المحلي خالي الوفاض، كما الحال في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي ودّعها من نصف النهائي على يد ميسي وزملائه بالذات. ميسي... سرقها العام الماضي واستحقها هذه السنة كان تتويج ميسي ب"الكرة الذهبية" العام الماضي، مفاجأة كبيرة بالنظر إلى فشله مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، والتي ودّعها منتخب التانغو بخسارة مذلة أمام ألمانيا 0-4 في الدور ربع النهائي، كما أنه هو نفسه رشّح زميليه إنييستا وتشافي للفوز بهذه الجائزة، معتبرا أنّ حظوظهما أكبر منه لأنهما فازا بكأس العالم، في حين أنّ النجم الأرجنتيني ودّع العرس الكروي باكرا. هذه المرّة، ميسي استحق وعن جدارة الجائزة المرموقة، في ظل المستوى المذهل الذي قدّمه الموسم الماضي ويواصله في الموسم الحالي أيضا. موهبة تشافي تتهاوى أمام عبقرية ميسي لا أحد ينكر موهبة تشافي المذهلة، رغم فشله في الحصول على الجائزة للعام الثاني على التوالي، لكنه اعترف شخصيا قبيل حفل توزيع الجوائز، بأن زميله ميسي يمثل منافسا غير عادي أبدا في النزال على الكرة الذهبية. وأضاف، بينما كان ينظر إلى ميسي "ستكون منافسة قوية لأنه يجلس إلى جانبي أحد أفضل لاعبي كرة القدم في تاريخ هذه الرياضة. لا يزال صغيرا وأعتقد أنه سيمضي قدما ويحطم كافة الأرقام القياسية. أتعلم كثيرا منه، بالإضافة إلى كافة الأسماء الكبيرة التي ألعب بجانبها مع برشلونة. تمكنت من تطوير نفسي كلاعب بفضلهم، وبفضل ليو على وجه الخصوص". أمّا ميسي، فحافظ كعادته على تواضعه الذي يميّزه عن رونالدو "المتعجرف"، وقال "ما من شك في أنّ الجوائز الشخصية مميّزة، لكن الأمر المهم فعلا هو ما نستطيع إنجازه كفريق. فدون وجود تشافي وغيره، لم تكن لتسنح لي الفرصة بالتواجد هنا. فهو وزملائي جميعا في الفريق مهمون للغاية. هم الذين يسمحون لي باللعب على طريقتي، وجميعنا نساعد بعضنا الآخر. لا أحد له مكانة أهم من الآخر. فإذا فزنا بالجوائز والألقاب، فإن ذلك يعود ببساطة إلى كوننا صفا واحدا حظي بتقدير الناس. على الصعيد الشخصي، فإني فعلا لا أفكر بما حقّقته أو ما سأحققه، كل ما أقوم به هو أنّي أستمتع بكل لحظة". هذا ومن المؤكد أنّ ميسي استمتع في 2011 بكل لحظة مجدّ والأرقام تتحدث عن نفسها، إذ وجد طريقه إلى الشباك في 53 مناسبة من أصل 55 مباراة، ثم واصل تألقه هذا الموسم بتسجيله 31 هدفا في 28 مواجهة ضمن جميع المسابقات، إضافة إلى تحقيقه 24 تمريرة حاسمة الموسم الماضي و14 الموسم الحالي الذي لم يصل حتّى إلى منتصفه.