وضع فريق برشلونة قدمًا في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا بفوز ثمين ومستحق خارج أرضه على مانشستر سيتي بهدفين لهدف في مباراة مثيرة على ملعب "الإتحاد" ضمن منافسات ذهاب دور ال16. تلاعب البارصا بمنافسه الإنجليزي في الشوط الأول، ولكنه اكتفى بتسجيل هدفين سجلهما مهاجمه الأوروغوياني لويس سواريز في الدقيقتين 16 و30، إلّا أن بطل "البريميير ليغ" انتفض ليقلص الفارق بهدف سيرخيو أغويرو في الدقيقة 69، وأضاع ميسي ركلة جزاء في الدقيقة 94، ليكرر البارصا تفوقه على الفريق الإنجليزي بملعبه للعام الثاني على التوالي. فعل برشلونة كل شيء في الكرة أول 45 دقيقة، كان دفاعه سدًا منيعاً وأغلق كل الطرق أمام مرمى حارسه أندري تير شتيغن، لدرجة أن مانشستر سيتي سدد أول كرة على المرمى في الوقت بدل الضائع عبر لاعب وسطه جيمس ميلنر، إلّا أنّ تير شتيغن أخرجها إلى ركنية. وعلى المستوى الهجومي .. تحرّك ميسي بحرية في كل أرجاء الملعب، وأفلت من رقيبه جيمس ميلنر كثيرًا .. وواصل هوايته في مراوغة كل من يقابله .. ساهم في هدفي البارصا الّذين سجلهم لويس سواريز، ولكن الفريق الكتالوني أضاع على نفسه فرصة الخروج متقدماً بأربعة أهداف في الشوط الأول. بدأ سواريز مسلسل الفرص الضائعة بتسديدة بجوار القائم الأيمن، قبل أن يستغل خطأ فادح من فنسنت كومباني في تشتيت كرة عالية لعبها ميسي، ليسددها المهاجم الأوروغوياني بيسراه مباشرة في الزاوية اليمنى، بعدها أضاع سواريز انفرادًا تامًا بالمرمى، مسددًا الكرة في جسد جو هارت. إستسلم فريق مانشستر سيتي مبكرًا، ووصلت نسبة إستحواذ البارصا إلى 65%، ميسي ينطلق بالكرة، ويمرر إلى خوردي ألبا الّذي لعبها عرضية إلى سواريز ليقابلها الأخير بقدمه في القائم الأيسر قبل أن تدخل الشباك دون رقابة من دفاع السيتي الضعيف. جماهير "السيتيزن" تصرخ في المدرجات .. أين الدفاع؟ ماذا يفعل كومباني وديميكيليس في القلب وكليشي وزاباليتا على الأطراف، لماذا هرب سمير نصري وسيلفا وفيرناندو وميلنر من صد الهجوم الكتالوني الكاسح؟ .. استمر نجوم البارصا في إضاعة الفرص السهلة من انفرادين لنيمار ثم ميسي والحارس المسكين جو هارت يتصدى للمحاولات بمفرده، بعدها تتكفل العارضة عنه بصد كرة انحرفت عن مسارها من دانييل ألفيس. قدم لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة أفضل 45 دقيقة له هذا الموسم، بينما اختفى نجوم السيتي أغويرو ودجيكو واستسلموا لرقابة بيكي وماسكيرانو، لتنكسر هيبة الفريق الإنجليزي على ملعبه ووسط جماهيره وسط قلق و حيرة لمدربه مانويل بيلغريني. انتفض السيتي وظهر بأداء مغاير تمامًا في الشوط الثاني، ضغط منذ البداية، واستغل رعونة واستهتار لاعبي برشلونة، حصل الفريق الإنجليزي على أكثر من ست ركلات ركنية، وكاد دجيكو أن يقلص الفارق بعد مرور ثلاث دقائق، ولكنّه وضع الكرة برأسه سهلة في يد الحارس رغم أنّه خال تمامًا من الرقابة. أغويرو كان شعلة نشاط والخطر الأكبر على البارصا، سدد كرة في القائم الأيسر، قبل أن يرمي بيليغريني بكل أوراقه الرابحة على مقاعد البدلاء، حيث أشرك فرناندينيو مكان سمير نصري ثمّ الوافد الجديد ويلفريد بوني مكان دجيكو، وأثمرت هذه الصحوة الهجومية للسيتي في تسجيله هدفًا، حيث تباطأ ميسي في استلام الكرة لتضيع منه، وتذهب إلى دافيد سيلفا الّذي مهد الكرة بلمسة سحرية بكعبه إلى أغويرو الّذي مرّ من الدفاع وسدد بقوة في الشباك محرزًا الهدف السادس له في دوري الأبطال. ولكن الفريق الإنجليزي تلقى ضربة فنية موجعة، حيث نال جيل كليشي البطاقة الحمراء في الدقيقة 74 بعد تدخل عنيف ضد ألفيس، ليجبر مدربه بيلجريني على خسارة تغييره الثالث حيث أشرك باكاري سانيا مكان دافيد سيلفا لسد الثغرة الدفاعية. تحرك إنريكي أيضًا بتبديلات لتأمين دفاعاته حيث أشرك جيريمي ماثيو مكان راكيتيتش ثمّ أدريانو مكان دانييل ألفيس، وكاد ميسي أن يهز الشباك من هجمة مرتدة إلّا أنّه سدد في الدفاع لتخرج إلى ضربة ركنية بعدها يدخل بيدرو رودريغيز مكان نيمار. اللحظات الأخيرة للمواجهة كانت مثيرة، ففي الدقيقة 90 سجل ميسي هدفًا في شباك جو هارت، إلّا أنّه كان في وضع تسلل، بعدها يحصل النجم الأرجنتيني على ركلة جزاء بعد عرقلة من مواطنه زاباليتا، ولكن جو هارت واصل تألقه وصدّها قبل أن ترتد الكرة إلى ميسي ليضعها برأسه خارج المرمى بغرابة في الدقيقة 94 قبل صافرة النهاية.