ولا يختلف فيه حماران، أن للإعلام دور هام وكبير داخل المجتمع.. ذلك أنه يعد بمثابة المرآة العاكسة التي تنقل الحقائق.. ولكن في الجزائر، وخلال اليومين الأخيرين، بدا لي الأمر على العكس تماما.. إلى درجة أنه بات من المسلّم به أن بعض أشباه المسؤولين على الرياضة لا يعترفون بدور الإعلام على الإطلاق، سواء صغر أم كبر.. أو أنهم يرغبون في دور واحد ووحيد لهذا الإعلام، الذي يريدونه منحصرا في الشيتة، والتزمير والتطبيل، والضرب على الدفوف، والنفخ في الغيطة، وتعظيم الأشخاص، لا غير.. أقول هذا الكلام مع علمي المسبق، وعلمكم أيضا، أنه من المتعارف عليه عبر العالم أن الأنظمة السياسية تعتمد ثلاث سلطات: التشريعية، التنفيذية والقضائية.. غير أن بعض خلق اللّه في الأمم المتحضرة أضافوا إلى تلك السلطات سلطة رابعة، واتفقوا على منح هذا اللقب، بكل فخر واعتزاز، ل "الصحافة".. في اليومين الأخيرين تعذّر على صحفيينا ومصورينا العاملين في الميدان، الوصول إلى مصادر الخبر، بسبب تعليمات صادرة من المنظمين.. حدث معنا هذا ومع زملائنا في المهنة خلال دورة الصداقة التي حضرها نجوم منتخب فرنسا لسنة 1998، وعلى رأسهم زيدان، وبالمطار الدولي، سواء عند وصول لاعبينا المحترفين، وعلى رأسهم لحسن، أو وصول منتخب صربيا، وقبلها قدماء لاعبي فرنسا.. اضطررنا في تلك الحالة لاستخدام طرق ملتوية لأخذ صور وتصريحات بعض الأسماء.. وكم كان المنظر "مقلوبا" ومضحكا، عندما لجأ زملاؤنا لاستراق النظر عبر ثقب أحد الأبواب من أجل القيام بعملهم في المطار.. أو تسلّقهم لشجرة تقع على أحد جوانب محيط معسكر الخضر بنادي الجيش.. وحتى أكون منصفا، فإنني أقول أن هذه القاعدة مست حتى إعلاميي وكالة الأنباء الجزائرية، الذين لم يستثنوا في اليوم الأول من العملية، قبل أن يسمح لهم في اليوم الثاني.. تذكّرت بالمناسبة جملة قالها أحد زملائنا في لحظة غضب: الصحافة الرياضية.. زوجة رابعة.. أرجو أن يثبث لي مسؤولو الرياضة عندنا عكس هذه الجملة من خلال تغيير طريقة التعامل مع الصحفيين.. وللحديث بقية.