كل شيء يبتسم لكريم مطمور، متوسط ميدان المنتخب الجزائري الذي يؤدي موسما قويا في البندسليغا مع ناديه بوريسيا منشنڤلادباخ، ومع المنتخب الوطني الذي عاد لمكانته الحقيقية بتأهله لكأس أمم إفريقيا وتسجيل حضوره في كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب. اللاعب السابق لنادي ستراسبورغ الفرنسي، عاد في موقع أفريك.كوم إلى كل هذه المحاور.. ثلاثة أشهر بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010، ما هي الحصيلة التي خرجت بها؟ بعيدا عن النتائج المحققة، ما يمكن قوله بخصوص كأس أمم إفريقيا أنها كانت محطة تحضيرية هامة لكأس العالم، طالما أننا نملك تشكيلة شابة بحاجة ماسة للخبرة والتجربة، خاصة أننا غيّرنا من النهج التكتيكي وبالتالي كان أمامنا بعض التعديلات الواجب القيام بها. لكن المنتخب الجزائري لم يكن في منأى من الانتقادات بخصوص طريقة اللعب.. الناس لا يحتفظون إلا بالنتائج، لكن بالنسبة لنا الأمر كان يتعلق بامتحان في غاية الأهمية.. أكيد أنه لو كان بإمكاننا الفوز والتتويج لكنا فعلنا ذلك والآن ندرك ماذا ينتظرنا، لا أخفي أننا عشنا تحت وطأة الضغط بعد الهزيمة التي سجلناها في أول مباراة أمام مالاوي (3-0)، كان من الصعب تسيير ذلك، إلا أننا قطعنا أشواطا مهمة بعد ذلك. منافسة كأس أمم إفريقيا كانت أول منافسة لك مع الخضر.. نعم، وقد كانت تجربة رائعة وتعلّمت منها الكثير، عليكم أن تعلموا أننا إخوة وقريبون من بعضنا البعض، وهي القرابة التي توطدت أكثر خلال مباراتينا أمام مصر في القاهرة والسودان، وفي هذه النقطة بالذات تكمن قوتنا. تتحدث الصحافة وبإسهاب عن امكانية تدعيم العارضة الفنية التي يقودها رابح سعدان، ما تعليقك؟ هو الأدرى بشؤون العارضة الفنية وبما يحتاجه، من جانبي وكلاعب ليس لديّ ما أقوله، لا أظن أن العارضة الفنية تعرف نقصا حيويا وإنما تحسين بعض الأمور فقط. وهل تؤمن بقدرتك على صنع المفاجأة في كأس العالم؟ أنا لست مدربا وسعدان هو من يقرر.. صحيح أن الأمور تسير بشكل جيد بالنسبة لي في منشنغلادباخ وأنا أقدم كل ما لديّ من إمكانات لأثبت أنه بوسعي مساعدة المنتخب الوطني. ما هو هدف المنتخب الجزائري في كأس العالم؟ يجب أن نكون واقعيين.. وتجاوز الدور الأول سيكون أمرا رائعا طالما أنه لم يسبق للجزائر أن تعدته من قبل في مونديالي 1982-1986، وبالتالي سيكون ذلك نجاحا باهرا، لكن علينا أن نفهم جيدا أنه من الصعب المرور من 0 إلى 100 وسنكون في قمة السعادة لو حدث وأن تمكنا من فعل أكثر من تجاوز الدور الأول. يجب الإعتراف أن مستوى مجموعتكم عالٍ باعتبارها تضم إنجلترا، سلوفينيا وأمريكا، أليس كذلك؟ هذا أمر مفروغ منه، لكن أثق كثيرا في إمكاناتنا، فالجزائر تعد منتخبا يجب أن تتوقع منه كل شيء من الجانب الإيجابي، أضف إلى ذلك أننا في مصاف المنتخبات غير المرشحة وهو يساعدنا كثيرا، طالما أننا نريد أن يستخف بنا منافسونا لنريهم ماذا يمكننا فعله. هل تتحدث عن منافسة كأس العالم مع زميلك في ڤلادباخ، الأمريكي مايكل برادلي؟ لقد تحدثنا في الموضوع في بعض الأحيان، ولمست منه معرفته بكل صغيرة وكبيرة عن المنتخب الجزائري باعتباره إبن مدرب المنتخب الأمريكي، لكنه يحاول دوما معرفة الأكثر.. (يضحك). ما هو المنتخب الذي ترشحه للتويج بكأس العالم؟ صراحة، ينتابني شعور أنه سيحدث شيئا ما ومفاجآت من العيار الثقيل ولن نجد المرشحين في المكانة التي من المفترض أن يتبوؤوها بالنظر إلى الأجواء الإفريقية... هل من الممكن أن يتوج منتخب إفريقي بكأس العالم؟ الوصول إلى النهاية ممكن عدم حدوثه، لكن الذهاب بعيدا فهذا أكيد... كوت ديفوار على الورق تبدو المنتخب الأكثر تسلحا لتحقيق ذلك، لكن يبقى ذلك مرتبطا ببعض المعايير.. وسأقول لكم بعد أول يوم من التربص إلى أي حد يمكننا الوصول. ألا تتخوف من أن تتأثر من الضغط الشعبي الشديد؟ هذا أمر طبيعي.. فالجزائر لم تتأهل للمونديال منذ 24 سنة وهي مدة طويلة بالنسبة لبلد يعشق كرة القدم حد النخاع والعودة للساحة العالمية كان أمرا مهما بالنسبة للجزائريين الذين لا يعرفون كرة القدم وفقط وإنما هم عارفون بشؤونها. صحيح أن الإنتظار لمدة طويلة كان أمرا صعبا، لكن أن نبلل القميص فهذا هو الأهم، وإذا واجهنا منتخبا أقوى منا فلا أظن أن الأنصار سيلوموننا.. وعليكم أن تدركوا جيدا أن مبارياتنا كانت بمثابة التلقيح ضد الضغط. بالحديث عن مصر، المباريات أمام هذا المنتخب كانت مضطربة ومؤسفة للغاية، أليس كذلك؟ بعد مباراتي القاهرة والسودان، فبالنسبة لنا كنا ننتظر حدوث كل شيء، ومن الجيد أن تلعب مثل هذه المباريات، لكن السلبي للغاية هو أن يخرج الضغط عن نطاق أرضية الميدان.