بالرغم من أن تكلفة التنقل إلى جنوب إفريقيا لحضور العرس الكروي العالمي، تعد باهظة مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطن الجزائري، باعتبار أن أدنى سعر مقرر هو 27 مليون سنتيم، إلا أن الإقبال على التسجيلات كان مميزا بالنسبة لأنصار المنتخب الوطني، الذين لا يرغبون في تفويت فرصة مشاهدة الخضر في المونديال بعد 24 سنة من الغياب عن هذا المحفل الدولي، وفضلا عن ذلك لم يقتصر التسجيل للتنقل إلى بلاد مانديلا على العنصر الرجالي فقط، بل فاق كل التوقعات حسب ما أكده المسؤولين على الوكالات السياحية، الذين قالوا إن عائلات بأكملها قامت بعملية الحجز، وبالتالي بات من المؤكد أن الحضور الجزائري في أول مونديال تحتضنه القارة السمراء سيكون مميزا، وستزين مدرجات الملاعب التي تحتضن مباريات الخضر بألوان الراية الوطنية، ما من شأنه أن يضفي على الأجواء جمالا ورونقا منقطع النظير، باعتبار أن المناصر الجزائري معروف بطريقته المميزة في تشجيع منتخب بلاده، والتي ستصبح لا محالة بمثابة علامة مسجلة، وارتأينا من خلال خرجتنا الميدانية، أن نوضح الأمور أكثر للأنصار الذين يرغبون في تسجيل حضورهم، مادام أن بعض الأماكن مازالت شاغرة قبل أقل من شهرين عن موعد انطلاق المونديال. نقص الدعاية الإعلامية أثّر على الإقبال في البداية أكد القائمون على الوكالات السياحية أن نقص الإشهار والدعاية الإعلامية المروجة لتنقل الخضر إلى جنوب إفريقيا، شكل عائقا بالنسبة لهم في البداية وجعل الإقبال محتشما، ولكن بمرور الوقت تحسنت الأوضاع وعرف الإقبال نوعا من الإنتعاش، وقال المسؤولون عن هذه العملية، إن كل الأنصار الذين سجلوا أنفسهم وجهوا لهم انتقادات لعدم الترويج لهذه العملية، باعتبارهم تلقوا الخبر من أقاربهم أو أشخاص سبقوهم في تسجيل أنفسهم، وأعربوا أيضا على تخوفهم من تزايد الطلبات مع اقتراب موعد المونديال، خشية عدم قدتهم على تلبيتها مادام أن العرض محدود. شباب كهول وحتى الجنس اللطيف سيكون حاضرا ولعل ما يؤكد هوس أنصار المنتخب الوطني بحب الخضر وكرة القدم، أن الإقبال هذه المرة وعكس الرحلات الجماعية التي نظمت في السابق لم يقتصر على العنصر الرجالي والشباب فقط، بل تعداه إلى أبعد الحدود، حيث أكد المسؤولون أنهم سجلوا عائلات بأكملها ترغب في التنقل لمساندة الخضر في المونديال، وفي نفس الوقت قضاء عطلتهم السنوية، سيما وأنهم لن يجدوا فرصة أحسن من هذه لزيارة جنوب إفريقيا وبالسعر المقترح الذي تم تخفيضه بدعم الممولين والدولة الجزائرية التي أخذت على عاتقها كامل الأعباء بما في ذلك الخطوط الجوية الجزائرية، التي تقوم بدور رائد في التكفل بنقل الخضر، وكل هذه الأمور من شأنها أن تقدم صورة حضارية عن المناصر الجزائري الذي حاولت بعض الأطراف تلطيخ سمعته. الوكالات السياحية تعِد بخدمات راقية وبعد أن أخفقت الوكالة السياحية التي تكفلت بنقل أنصار الخضر إلى أنغولا في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة والمشاكل الكثيرة التي طفت إلى السطح، تعتزم الوكالات السياحية المخول لها التعامل مع الأنصار للتنقل إلى جنوب إفريقيا، الحرص على تفادي الوقوع في نفس الأخطاء، ناهيك عن المعطيات تختلف، فالأمر يتعلق بكأس العالم وبدولة جد متطورة مقارنة بأنغولا، وتحتوي على منشآت سياحية تسمح بإيواء عدد كبير من الزوار ونقلهم بوسائل نقل مريحة، على غرار الطائرة والقطار، وأكد السيد الطاهر ساحري، المدير العام للنادي السياحي الجزائري، أنه يحرص على تنظيم كل الأمور والحرص على تقديم خدمات في المستوى للأنصار الذين يتكفل بنقلهم طيلة مدة الإقامة في جنوب إفريقيا في الدور الأول والمقدرة ب13 يوما.