نزل قرار إبعاد الناخب الوطني رابح سعدان، لقائد تشكيلته يزيد منصوري، من التشكيلة الأساسية ردود أفعال متباينة لدى الجمهور الرياضي الجزائري، الذي وإن كان جله ينتظر أن يحول هذا الأخير على كرسي الاحتياط في مباريات المونديال، نتيجة تراجع مستواه من جهة وبروز بعض العناصر الأخرى في المنتخب على غرار مهدي لحسن، ڤديورة وحسان يبدة، الذي يبقى المرشح الأول لأخذ مكانته من جهة أخرى، إلا أنهم أكد هؤلاء الأنصار الذين استجوبناهم في هذا الشأن بأنهم لم يقصدوا الإساءة لمنصوري بهذا وإنما يرون أنه من الأفضل له أن يتقبل هذا القرار دون أن يفكر في بعض الأمور والتي منها زنه لعب كامل مباريات التصفيات رفقة الخضر، وساهم بقسط كبير في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، مذكرا أنه لعب للمنتخب لأكثر من عشر سنوات ضحى فيها وأعطى الكثير، لأن مصلحة المنتخب الوطني فوق كل اعتبار، دون أن يخفي هؤلاء إدانتهم الشديدة للذي تعرض له قائد المنتخب في ملعب نورمبرغ بألمانيا بمناسبة المباراة الودية التي جمعته بمنتخب الإمارات، أين صفر عليه الجميع عند خروجه من الميدان تعبيرا منهم على عدم رضاهم بالمستوى الذي بات يقدمه. منصوري صاحب فضل على المنتخب ونحن لا ننكر جميله يقول محمد، صاحب بيتزيريا بحيدرة "نحن لا ننكر أبدا أن منصوري قدم للمنتخب الجزائري من خلال السنوات العشر التي لعبها في صفوفه، نعلم أنه كان وراء استجابة العديد من اللاعبين لنداء المنتخب، ونعلم أنه لم يرفض يوما دعوة الجزائر، لكن الحقيقة هي أنه عليه تقبل الوضع كما هو مفروض عليه في ترك مكانه ليفسح المجال للشبان القادرين على تقديم الإضافة اللازمة للمنتخب في المونديال، ويضيف نبيل من براقي "أنا مع سعدان في إبقائه منصوري في دكة البدلاء، كان على سعدان فعل ذلك منذ مدة، لأن مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، ولا يجب أن نخلط الأمور ونلعب بالعواطف لأنه بذلك سيكون المنتخب الوطني هو الخاسر الأكبر". لم نكن نتمنى خروجه بالتصفير وبكل ذلك الجحود وكانت كلمة الذين التقيناهم واحدة وهي أنه ليس من الحق التصفير بشدة على لاعب أعطى الكثير للمنتخب الوطني، فذلك جحود منهم، وحتى إن كان هؤلاء غير راضين على ما قدمه منصوري في هذا اللقاء، فما كان عليهم أن يتعرضوا له بكل تلك القسوة التي أدانوها بشدة. قرار سعدان احترافي ونحن معه كما أبدى محبو "محاربي الصحراء" الذين استجوبناهم، على غرار محمد من السحاولة وعبد النور من الجزائر الوسطى، مشاطرتهم للتغييرات التي أجراها الناخب الوطني رابح سعدان بإبعاده منصوري، سيما بعد كل الذي تعرض له لأنهم يرون أن منصوري تلقى صدمة وهو ليس في أحسن أحواله، في وقت كشفوا فيه أيضا أنهم مع فكرة إبقاء غزال في دكة الاحتياط، لأنه كذلك عجز عن بلوغ الهدف في أكثر من مرة. الكل استشهد بتصريحات ليبي بعد إبعاده لڤروسو، ديلبيرو وتوتي وتبقى تصريحات المدرب الإيطالي مارتشيلو لبيني، بشأن عدم استدعائه لبعض العناصر التي كانت مرشحة بقوة لأخذ مكانتها في التشكيلة المعنية بالدفاع عن لقب كأس العالم، الذي توجوا به في الدورة الأخيرة بألمانيا، أنه لم يستدع ڤروسو، الظهير الأيسر لنادي جوفنتوس، الذي رغم فضله الكبير في تتويج الآزوري باللقب بعد تسجيله لهدف الدور نصف نهائي أمام منتخب ألمانيا، إضافة إلى زميله في النادي العجوز ألكسندرو دلبيرو، الذي لم يكن أقل فضلا من ڤروسو، وكذا فرانسيسكو توتي، نجم روما، تؤكد بأنه يبحث عن لاعبين يقدمون للمنتخب وليس عن اللاعبين الذين قدموا للمنتخب. منصوري ضحية المنافسة و10 سنوات "بركات" وأجمع الذين تحدثنا معهم، أن منصوري ضحية المنافسة الشديدة التي لقيها في المدة الأخيرة، بعد قدوم عناصر شابة تحمل الكثير من الطموح والإمكانات الكبيرة التي كشفت عنها بعدما كان المنتخب يفتقد للاعبين ينشطون في الوسط من قبل، وبعد مضي عشر سنوات كاملة منذ التحاقه بالمنتخب وهو يلعب كأساسي، يراها الأنصار كافية، على غرار ما قاله مصطفى من القبة، في أن 10 سنوات كافية، وعلى منصوري أن يفهم ذلك لأنه كان هناك لاعبون أكفاء مروا على المنتخب وقدموا ما قدموا واعتزلوا الكرة ولم يتجاوز عمرهم ال29 سنة. يستحق أن يخرج بطريقة جيدة ومن الباب الواسع ويرى كل من عبد المالك، طالب بمعهد العلوم والاتصال بالجزائر العاصمة، وزميله في نفس المعهد، أنه الآن وأكثر من أي وقت مضى يجب على منصوري أن لا يعتزل في هذا المونديال، كما لمح إليه من قبل، لأنه بذلك قد يخرج من الباب الضيق عقب الذي تعرض له في من قبل الجمهور الذي حضر ملعب نورمبرغ، وهو الجمهور الذي قال فيه هذين الطالبين أنه لا يمثل كامل الجمهور الجزائري، لذا يجب على صاحب 35 سنة، أن يكون حاضرا في المباريات التصفوية القادمة التي سيحتضنها ملعب 5 جويلية، حتى يكرم من قبل المسؤولين وأمام أنظار الجمهور الجزائري، ليوفوا هذا القائد المثالي حقه ويخرج تحت التصفيقات تقديرا منهم وعرفانا لكل ما قدمه. وحتى دزيري ضحى ولم يُرحم .. وعادت الذاكرة إلى أذهان الكثير من الجمهور الجزائري، بمناسبة هذه القضية، إلى اللاعب السابق للمنتخب الوطني ولاتحاد الجزائر بلال دزيري، الذي كان يدخل ويخرج تحت تصفيرات الأنصار وانتقاداتهم، رغم الذي قدمه هذا الأخير للخضر وللكرة الجزائرية ككل، وهو ما لا يمكن لأحد أن ينكره، ورغم ذلك إلا أن دزيري لم يصدر منه أي رد فعل سلبي ولم يرد على الأنصار، لأنه يعرف أن كرة القدم ترفعك يوما وتجعل منك بطلا وتنزلك إلى الحضيض يوما آخرا.