سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"من يعود بالنقاط من خارج الديار سيحسم تأشيرة التأهل" آلان جيراس: "إذا فقد المنتخب الجزائري الإرادة والحرارة فسيصير فريقا عاد جدا لأنها صنعت الفارق في أكثر من مرة"
في هذا الحوار يحدثنا المدرب الفرنسي آلان جيراس الذي يشرف حاليا على المنتخب المالي وكان يدرب المنتخب الغابوني الذي سيواجهه المنتخب الوطني في 11 أوت القادم، وأكد أنه منتخب قوي، بالإضافة إلى المنتخب المغربي الذي واجهه في التصفيات السابق وفاز عليه في الرباط، وعن المنافسة بين الجزائر والمغرب في المرحلة القادمة، بالإضافة إلى المنتخب الوطني ومختلف القضايا كبقاء سعدان وهوية المساعد القادم، دون نسيان لاعبي المنتخب المالي المحترفة في أكبر النوادي الأوروبية وكان الكلام معه شيقا للغاية. مساء الخير سيد آلان.. هل يمكن أن نطرح عليك بعض الأسئلة؟ تفضل ومن معي؟ صحفي من الجزائر. بكل تأكيد فأنا أحب كثيرا الجزائر وشعبها الطيب والشغوف بكرة القدم.. وصراحة لقد أعجبني منتخبكم في كأس العالم، خاصة المباراة التي خضتموها أمام إنجلترا أظن أنكم قدمتم وجها طيبا، رغم أنكم لم تحققوا نتائج كبيرة. أولا ما رأيك في المنتخب الغابوني الذي سيواجه الجزائر وديا في 11 أوت؟ آه المنتخب الغابوني الذي كنت أشرف عنه في وقت غير بعيد من الآن وأظن أنه لم يتغير كثيرا عن الفريق الذي شارك في كأس أمم إفريقيا السابقة والعناصر التي كنت أستدعيها ما زالت متواجدة في الفريق وهنا يمكنني أن أؤكد لكم أنه منتخب قوي جدا ويملك لاعبين في المستوى وسيشكل صعوبات على فريقكم الذي لن ينجح في الفوز عليه بسهولة رغم أن المباراة ودية إلا أن لاعبي الغابون يملكون ذهنية محترفة ولا يتساهلون وسيختبرون إمكاناتهم أمام فريق مونديالي وأتوقع أن تكون مباراة شيقة. وهل تظن أن الجزائر اختارت منتخبا ملائما خاصة أن منتخبات أوروبية كانت تود اللعب ضدنا؟ أؤكد لك أن المنتخب الغابوني لا بأس به ويملك مستوى، كما أظن أنكم ستواجهون منتخبا إفريقيا بعد شهر من تاريخ هذه المواجهة، لذلك فاللعب أمام تشكيلة من إفريقيا مهم للغاية، أما عن الفرق الأوروبية الكبرى التي تريد مواجهتكم فهذا شيء طبيعي لأن الكرة الجزائرية الآن تمتاز بسمعة لا بأس بها خاصة بعد المشاركة في كأس العالم، لكن مثل هذه المباريات لها وقتها ولديها إيجابياتها وسلبياتها. أنت تذكّرنا بمبارتي البرازيل والأرجنتين لما أقصينا من تصفيات كأس إفريقيا أمام غينيا؟ هل رأيت.. لقد تأكدت من كلامي والمثال موجود عندكم لما أقصيتم أمام غينيا بسبب الغرور الذي انتاب لاعبيكم بعد مباراة جيدة أمام عمالقة الكرة في العالم وأضيف شيء، أظن أن المدربين يركزون في المباريات الودية على التحضير للمواعيد الرسمية، لذلك نبحث عن منتخب يشبه الفريق الذي سنواجهه وخلاصة القول الغابون اختبار جيد لمنتخبكم. ومن هم أبرز لاعبيه؟ إنه يتكون من مجموعة قوية ومتلاحمة ولا أخفي عنك أن هدفي كان الفوز بكأس إفريقيا 2012، لكن لم أكمل المشوار بعد خروجنا من كأس إفريقيا غير المستحق، لأننا أقصينا بالقرعة والحظ ولو تأهلنا لحققنا شيئا ما ولكن لا أريد العودة إلى الوراء، وعلى كل حال أحتفظ بذكريات رائعة في الغابون مع عدة أصدقاء. سنواجه المنتخب التانزاني.. هل تعرفه؟ ليس جيدا، لكن الكرة الإفريقية تطورت كثيرا وهذا المنتخب لعب ضد البرازيل قبل كأس العالم وهو منتخب لا بأس به وسيحاول كذلك التنافس على التأهل إلى كأس إفريقيا ولن يدخل المنافسة بدون طموح رغم صعوبة المهمة بتواجد الجزائر والمغرب المرشحان للظفر بتأشيرة التأهل. ومن تراه أكثر قوة المنتخب الجزائري أو المغربي؟ الحكم ما زال بعيدا ويجب انتظار بداية التصفيات للحكم، كذلك هناك اختلاف في الظروف التي يعيشها المنتخبان، الجزائر عائدة من كأس العالم والمغرب عجز عن التأهل إلى كأس إفريقيا، وهو الإختلاف على الورق، لكن كرة القدم لا تعترف بالمعطيات المسبقة وكل شيء وارد وأظن أن الذي يجلب أكبر عدد من النقاط خارج ميدانه سيحسم التأهل لصالحه لأن التعثر على ميدانكم غير وارد ونفس الشيء للمغرب. بما أنك واجهت المنتخب المغربي في التصفيات السابقة.. كيف تراه؟ لقد مرت فترة طويلة، لكن المنتخب المغربي سيخوض التصفيات بذهنية رد الإعتبار بعد أن أقصوا من كأس إفريقيا ولقد فزت عليهم في الرباط وهو ما مكنني من قطع خطوة كبيرة إلى التأهل للكان، لكن للأسف المنتخب الكاميروني عاد بقوة وحرمنا من التأهل إلى كأس العالم، لكن المنتخب المغربي تغير الآن بانضمام عدة لاعبين وبصراحة يبقى منتخبا قويا ويملك مواهب جيدة والتنافس بين الجزائر والمغرب سيكون في غاية الإثارة. وكيف تعلق عمّا تعيشه الجزائر كرويا؟ إنها فترة حساسة وانتقالية ويجب استغلالها جيدا حتى تتقدموا إلى الأمام وتستغلو ا المونديال الذي لعبتموه والإنتعاش الكروي لترسخوا ثقافة المشاركة في كأس العالم ويصبح أمرا عاديا، كما يجب إعادة النظر في مستوى البطولة عندكم لأن المنتخب محترف كلية وفي مالي سمعت أن اللاعبين يذهبون للإحتراف عندكم قبل الإنتقال إلى أوروبا إذن فهم أقوى من لاعبيكم المحليين وأتمنى أن تستفيدوا من هذه الفترة والتجربة في الرقي بكرة القدم عندكم. وكيف ترى المرحلة القادمة للمنتخب الجزائري؟ إنها فترة حساسة ويجب المحافظة على هذه العناصر، خاصة أنها على ما اعتقد ليست كبيرة في السن ولديكم لاعبين اثنين قررا الإعتزال، أما البقية فبقيت والإستقرار عامل مهم جدا، والإستمرارية عامل مهم في تحقيق النتائج مستقبلا ولاعبيكم ينشطون في أوروبا ومستواهم جيد. لكننا نعاني في الهجوم وبسببه أقصينا من كأس العالم؟ لا يجب رؤية الأمور من هذه الزاوية، فإذا أقصيتم من كأس العالم، فالسبب لا يرجع إلى الهجوم وحده، بل أن الفريق ككل لم يؤد واجبه ولا يجب تحميل الإقصاء إلى جهة معينة، وإذا كان الفريق يعاني في الهجوم، فما عليكم إلا جلب لاعب أو اثنين وإعادة النظر في الخطة والتركيبة الأساسية ومتأكد أن سعدان سيجد الحل عن قريب بالإضافة إلى الكرة الحديثة التي لا تعتمد على لاعب معين للتسجيل ويجب أن يشترك الكل والتنشيط الهجومي مهم جدا، كما أن استقدام لاعبين باستمرار لا يفيد الفريق لأن المدرب سيجد نفسه يبحث عن الإنسجام دائما لأن هذا منتخب وليس فريق ولا يكون اللاعبين مع بعضهم كثيرا عكس النادي، وأظن أن لديكم مجموعة لا بأس بها. ومن اللاعبين الذين يعجبونك في الفريق الوطني؟ لاعبوكم جيدون وحققوا نتائج جيدة ووصلوا إلى المربع الذهبي من كأس إفريقيا وتأهلوا إلى المونديال ويلعبون في أوروبا، أما شخصيا فيعجبني وسط ميدانكم الدفاعي الذي يتكون من يبدة ولحسن اللذان يقومان بعمل جبار، كما أنهما يتحركان باستمرار ويلعبان كرة حديثة. لكنه عانى في كأس العالم؟ لا لقد أدوا دورهم كما ينبغي.. لكن الخلل كان في التنشيط الهجومي، إذ لا يمكن ليبدة و لحسن أن يلعبا دورهم الدفاعي والهجومي مع بعض لأن المنتخبات التي واجهتموها قوية بدنيا وأنت سالتني عن اللاعب الذي يعجبني وأنا قلت لك يبدة ولحسن ولا أريد التدخل في الأمور الأخرى. وهل صحيح أنك كنت مرشح للإشراف على المنتخب الجزائري؟ حتى أنا سمعت هذا الكلام في وسائل الإعلام الفرنسية التي نقلته عن الجرائد الجزائرية التي تحدثت عني، بالإضافة إلى كثير من الأسماء التي كانت موجودة وهذا شيء طبيعي، لكني أؤكد أن لا أحد اتصل بي من الجزائر للإشراف عن منتخبكم ولم يكن أي شيء رسمي، خاصة أني كنت على راس منتخب مالي ولا يمكنني فسخ العقد الذي أبرمته مع الاتحادية المالية حتى ولو تلقيت عرضا من أكبر المنتخبات لأنها مبادئي. لكن في الأخير قرر سعدان البقاء.. ما رأيك؟ إذا قرر سعدان البقاء فهذا يعني أنه يعي جيدا ما يقوم به ولا أحد يمكنه التقرير مكانه لأنه هو الوحيد الذي يعرف إن كان قادرا على تحمل المسؤولية أم لا بالإضافة إلى أنه الشخص الأكثر دراية بأمور منتخبكم الوطني، ويجب احترام قراره وأتمنى أن يوفق في المرحلة القادمة. الإتحادية قررت تدعيم الطاقم بمساعد.. هل ترى أنه قرار صائب؟ الأكيد أن القرار اتخذ بمشاورة سعدان ولا يمكن أن تجلب شخصا ما وتفرضه على أي مدرب في العالم لأن هذا شيء سيء للغاية، وسعدان رأى أنه في حاجة إلى مساعدة وكذلك الإتحادية، فاقترحت عليه وقبل بالأمر وليس هناك أي عيب في هذا الأمر.. ومن عين إلى جانبه؟ الإتحادية لم تفصل بعد بين أجنبي ومحلي.. مارايك؟ سعدان هو الذي سيختار ولست أنا وهو حر في اختياره ولا تهم جنسيته بقدر ما يهم ما يمكن أن يقدمه للمنتخب الجزائري وأنا متأكد أن روراوة وسعدان سيختاران الشخص المناسب. لنتكلم قليلا عن المنتخب المالي الذي لا يحقق نتائج رغم أنه يضم لاعبين كبار؟ صحيح ما تقوله، المنتخب المالي لم يتمكن من التأهل إلى كأس العالم رغم أنه في السنوات القليلة الماضية كان من المرشحين دائما وحتى في دورات كأس إفريقيا يرشحه الأخصائيون بعد أن يروا الأرمادة من اللاعبين التي يضمها، لكن في الواقع شيء آخر وحتى في كأس إفريقيا الأخيرة لما كان مع منتخب بلادكم في نفس المجموعة نجحتم في خطف التأهل رفقة أنغولا وغادرت مالي من الدور الأول وهذه هي الكرة. لكن ألم تجد السبب؟ ما يهمني الآن المرحلة القادمة التي أتمنى أن أوفق في الإنتقال بالفريق إلى مرحلة أخرى وأعوض خيبات الأمل التي تعرض لها الماليون في المرات السابقة ويكون في مستوى الثقة التي وضعت في شخصي، والبداية بالتأهل إلى كأس إفريقيا وبعدها تحقيق شيئا ما. لكن لا يعقل أن تملك مالي كايتا وسيسوكو وكانوتي وتخرج دائما من الدور الأول؟ أنا أعترف أن المنتخب المالي يضم لاعبين كبار في مختلف النوادي الأوروبية، لكن عندما يلتحقون بالمنتخب لا يؤدون بنفس الوتيرة وذلك لعدة اعتبارات ولا أقول أنهم لا يحبون الوطن بل بالعكس هم لاعبون وطنيون وسافروا إلى أدغال إفريقيا من أجل منتخبهم ولكن الظروف والإرادة مفقودة نوعا ما وخاصة التحفيزات، وأريد أن أضيف أن عناصر المنتخب المالي أحسن فرديا من لاعبيكم ولو رأينا أين يلعبون وأين تنشط عناصركم للاحظنا أن هناك فرق فأنتم لا تملكون لاعبا في الريال وآخر في البارصا وفي جوفنتوس. وأين الإختلاف إذن؟ الإرادة والحرارة التي يلعب بها لاعبيكم أحيانا أقول أحيانا لأنها تغيب في بعض المباريات مثلا في مباراة سلوفينيا ومالاوي، لكن هذه الصفة مهمة وتلعب دورا فعالا، وقد أتت ثمارها في مباراة الخرطوم وكذلك أمام كوت ديفوار وغيرها وأتمنى أن يتحلى لاعبو المنتخب المالي بالإرادة والحرارة التي يملكها لاعبو منتخبكم في المواعيد القادمة، وإذا افتقدتموها فمنتخبكم سيصبح عاديا. بما أنك تتحدث عن الفرق التي ينشط فيها لاعبونا.. فبلحاج أمضى للسد القطري؟ أظن أنه اختار الأموال والإغراءات التي تبقى كبيرة هناك وكم من لاعب لاحظنا أنه اختار الخليج بسبب الأموال الكبيرة التي تدفعها النوادي القطرية والإماراتية وهذا قراره ويجب ان نحترمه ولكن أريد أن أشير إلى نقطة واحدة كان على بلحاج أن يفكر في مشواره بعد سنتين على الأقل وأين سيلعب خاصة أنه ليس متقدما في السن. ماذا تقصد؟ أقصد أن بلحاج معرض لنزول مستواه بعد اللعب في البطولة القطرية لأنه لا أحد ينكر أن المستوى هناك منخفض وبعد أن يقضي موسما أو اثنين هناك وإذا قرر مغادرة البطولة القطرية سيجد صعوبة في إيجاد فريق في أوروبا، وعلى العموم اللاعبون الذين يختارون قطر يكونوا في نهاية مشوارهم الكروي ويتوجهون إلى الإعتزال مباشرة لكن بلحاج ما زال شابا. شكرا آلان بماذا تريد أن نختم؟ شكرا لك كذلك وأوجه تحياتي لجمهور كرة القدم في الجزائر وشعبها الطيب وأتمنى لكم التوفيق في مشواركم وحظا سعيدا.