أجواء غير عادية تعيشها مدينة الورود في الساعات الأخيرة تحسبا للمواجهة المقبلة التي سيخوضها رفقاء المهاجم المتألق جمعوني، والمرتقبة عشية يوم غد أمام فريق وفاق سطيف القوي، حيث يعوّل السلفادور على غزو مدرجات تشاكر منذ الساعات الأولى للصبيحة قصد تشجيع تشكيلتهم المعشوقة ودعمها في مهمة البحث عن النقاط الثلاث أمام تشكيلة النسر الأسود رغم صعوبة المهمة أمام فريق مكون من خيرة نجوم البطولة الوطنية. السلفادور استعادوا الأمل بعد تعادل عنابة ويبدو أن التعادل الأخير الذي عاد بها أشبال المسؤول الأول عن العارضة الفنية البليدية عساس، كان بمثابة نقطة التحول للتشكيلة هذا الموسم، باعتباره جاء أمام منافس قوي في حجم إتحاد عنابة وفي مباراة لعب خارج الديار وكانت فيها الأفضلية للمنافس الذي كان مدعوما بعاملي الأرض والجمهور، وهو ما زاد من حلاوة التعادل وجعل النقطة التي عادت بها التشكيلة أكثر من ثمينة في مشوار الفريق خلال الموسم الحالي، خاصة أن الإتحاد كان منهزما إلى غاية الدقيقة الأخيرة قبل أن يتمكن المهاجم جمعوني من مباغتة الجميع وتحرير أبناء مدينة الورود بهدفه الجميل. يعوّلون على غزو مدرجات تشاكر غدا وبقدر ما كانت النقطة الثمينة التي عاد بها أشبال المدرب عساس، ثمينة جدا في مشوار الفريق ومهمة من الناحية المعنوية للاعبين الذين استعادوا الثقة بقدراتهم بقدر ما كانت هذه النتيجة مهمة لأبناء مدينة الورود والجمهور البليدي على وجه الخصوص، وهو الذي استعاد الثقة في قدرات تشكيلته بعد الانطلاقة المخيّبة للفريق في بطولة الموسم الحالي والتعثرات التي سجلتها التشكيلة، الأمر الذي أسعد كل الأنصار الذين أكدوا أنهم لن يستغنوا عن تشكيلتهم بعد كل ما حصل، بدليل التحضيرات التي يقومون بها والتي هي على قدم وساق تحسبا لموعد يوم غد، والذي يعوّل عليه السلفادور من أجل تجديد العهد مع الانتصارات وإنعاش علاقتهم بلاعبيهم من خلال غزو مدرجات ملعب تشاكر واحتلالها كلية. استحسنوا خرجة زعيم ووعدوا برد الجميل ولم تكن وقفة الجمهور البليدي وقرارهم بالرجوع إلى رشدهم وتدعيم التشكيلة بسبب النتيجة الإيجابية التي حققتها في عنابة على حساب الإتحاد المحلي القوي فحسب، وإنما أيضا بسبب وقفة رئيس الفريق إلى جانبهم، حيث أكد العديد من الأنصار ممن خاضوا التنقل إلى عنابة أنهم تأثروا لخرجة رئيسهم زعيم، الذي كان شهما ووقف إلى جانب الأنصار، كما ساعدهم ماديا وتحمل بنفسه تكاليف مبيت وإفطار الكثيرين منهم قبل أن يطمئن على سلامتهم ويتأكد شخصيا من عودتهم إلى الديار، فضلا عن قيامه بالدفاع عنهم من اعتداءات وتحرشات أنصار الإتحاد العنابي الذين لم يهضموا التعادل المفروض عليهم، وهو ما رفع أسهم الرئيس زعيم في الأوساط البليدية وساهم في عودة علاقته الطيبة مع السلفادور الذين حيوه مطولا على وقفته الرجولية. اتفقوا على مساندة الفريق وسيتصدّون للمعارضين وقد أجمع كل الجمهور البليدي الذي التقته "الشباك" عقب مواجهة عنابة وفي الساعات الأخيرة، أنهم قرروا الوقوف بجانب التشكيلة فيما تبقى من مباريات ودعمها بجميع المقاييس، بعدما استعادوا الأمل في التركيبة البشرية الحالية للفريق، كما أكد أنصار البليدة أنهم قرروا التجند جميعا لدعم الرئيس الحالي زعيم، الذي كان رجلا معهم، حيث أكد كل البليديين الذين تحدثوا مع "الشباك" أنهم سيتجندون جميعا وكرجل واحد من أجل مساندة التشكيلة والإدارة الحالية وأيضا التصدي لكل المعارضين مهما كانوا، من خلال الحيلولة دون شتم زعيم والتغني باسمه اعترافا بالمجهودات التي يبذلها وخرجته الرجولية معهم. أدركوا أن المشكل ليس في الطاقم الفني ويبدو أن عشاق الكرة في مدينة الورود وأنصار الإتحاد أدركوا أخيرا أن المشكل الذي يعاني منه الفريق لا يكمن في العارضة الفنية والإدارة، وهو ما أكده الكثيرون الذي قالوا إن المسؤول الأول عن العارضة الفنية حاليا عساس، لا يملك عصا سحرية أو خاتم سليمان لكي يقود الإتحاد لتحقيق الانتصارات ولعب الأدوار الأولى بالنظر إلى التركيبة البشرية الحالية، والتي تبقى بحاجة للكثير من الوقت من أجل التأقلم والوصول إلى أعلى درجات الاستعداد والتنسيق بين الخطوط الثلاثة بعد التغييرات الكثيرة التي طرأت على التشكيلة، وهو ما فهمه الأنصار الذين أجمعوا على ضرورة التجند والوقوف إلى جانب الفريق في هذه الظروف الصعبة. لم يفقدوا الأمل في عودة إيزيشال وفي المقابل لا زال أبناء مدينة الورود لم ينسوا مدللهم السابق إيزيشال الذي يبقى مقاطِعا للتشكيلة ولم يعد إلى الجزائر، حيث أكد السلفادور أنهم لا زالوا لم يفقدوا الأمل في رؤية مهاجم المنتخب التشادي وهدافهم يحمل ألوان البليدة من جديد في المباريات القادمة، مبدين رغبتهم في أن تتمكن الإدارة من تسوية الخلاف القائم مع اللاعب من خلال منحه مستحقاتهم وإقناعه بالعودة، خاصة وأن وجوده في التشكيلة يبقى مفيدا ويعطي للإتحاد دفعا معنويا كبيرا لكل اللاعبين، فضلا عن الإضافة التي سيقدمها لطريقة لعب الفريق فوق الميدان، خاصة أن إيزيشال يتمتع بإمكانات فنية وبدنية خارقة للعادة ويعتبر مهما بشهادة الجميع. سئموا تكرار نفس السيناريو كل موسم من جهة أخرى أكد الجمهور البليدي أنه اشتاق للأيام الزاهية لمدينة الورود والتي كان فيها الإتحاد يلعب الأدوار الأولى في البطولة الوطنية على غرار ما حدث مطلع الألفية الجديدة، حيث أكد السلفادور أنهم كرهوا من السيناريو الذي يعيشونه في كل موسم وخاصة في السنوات الأخيرة التي كانت فيها التشكيلة تلعب على تفادي السقوط وتنتظر دائما إلى غاية الجولة الأخيرة من أجل الاطمئنان على مصيرها وضمان بقائها ضمن حظيرة الكبار، وهو الأمر الذي كرهه البليديون ويتمنون عدم حدوثه هذا الموسم، خاصة أنهم سيقفون بجانب التشكيلة في السراء والضراء حتى يجنبوا اللاعبين الضغط ويضمنوا لهم أفضل الظروف النفسية. سطيف ما تخلعناش وقادرين عليها وبعيدا عن ذلك فإن التحضيرات جارية على قدم وساق بين عشاق مدينة الورود تحسبا لاحتضان القمة الكروية التي ستجمعهم عشية غد بالتشكيلة القوية لوفاق سطيف، وهو الموعد الذي يعوّل عليه أبناء السلفادور كثيرا من أجل تدعيم رصيدهم من النقاط وتسجيل انطلاقتهم الفعلية هذا الموسم من خلال الإطاحة بنجوم المنافس رغم صعوبة المهمة، وهو ما يدركه البليديون الذين أكدوا أن ثقتهم في تشكيلتهم كبيرة ولا حدود لها، مشيرين إلى أن القلب والحرارة سيصنعان الفارق في مواجهة يوم غد، لأن كرة القدم لا تعترف بمنطق الفوارق بين الفرق وكثيرا ما حملت العديد من المفاجآت من الأندية الصغيرة التي أطاحت بالكبيرة، كما أكد أبناء مدينة الورود أنه يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتق فريقهم ولا يشكّون في قدرة تشكيلتهم رغم أن المهمة صعبة أمام الوفاق، إلا أن الأمر يبدو أنه لم يزد السلفادور إلا إصرارا على تحقيق الفوز وأكدوا أن السطايفية ما يخّلعوهمش. مردود بعض الشبان أراحهم ولعل ما زاد من تفاؤل الأسرة البليدية بقدرة أشبال المدرب عساس على الإطاحة بنجوم الوفاق في مواجهة غد، هو المردود الباهر الذي قدمته التشكيلة في المواجهة الأخيرة أمام إتحاد عنابة خاصة الوجه الذي ظهر به بعض الشبان، حيث أكد كل من حضر المواجهة أن البليدة تملك تشكيلة شابة ويلزمها بعض الوقت فقط حتى تنافس الكبار، مثلما حدث في عنابة عندما أبهر شبان الإتحاد منافسيهم ووقفوا الند للند في وجهه رغم دعم أنصاره، وهو ما أراح السلفادور. يعوّلون على خبرة الحارس ڤاواوي واستفاقة الأسماء في المقابل يعوّل الجمهور البليدي كثيرا على خبرة حارسهم الدولي لوناس ڤاواوي، الذي فرح الجميع بخبر إمضائه في البليدة واعتبر الجميع أن التعاقد معه كان أكبر حدث في مدينة الورود وصفقة الموسم بالنسبة للرئيس زعيم، خاصة أن إمكانات ڤاواوي لا ينكرها إلا حاقد، كما أن الخبرة الدولية الكبيرة التي اكتسبها ڤاواوي طيلة خرجاته القارية والدولية سواء مع المنتخب الوطني الذي ساهم في تأهيله للمونديال الأخير أو مع الفرق التي لعب في صفوفها على غرار شبيبة القبائل من شأنها أن تساعد التشكيلة وتؤطر شبان الفريق، وهو ما يعوّل عليه الجمهور البليدي الذي لا زال في المقابل ينتظر استفاقة الأسماء التي تعاقدت معها الإدارة هذا الموسم في صورة المهاجم الهداف بن طيب، الذي لم يجد معالمه بعد في الإتحاد رغم أن الجميع كان يعوّل عليه من أجل قيادة التشكيلة لتحقيق الانتصارات وتقديم الدفع اللازم لخط الهجوم، رفقة زميله بيطام الذي يملك هو الآخر إمكانات في المستوى وكان صفقة رابحة نظرا لكل ما قدمه في فريقه السابق أهلي البرج في انتظار استفاقته مع الألوان البليدية. الكواليس وألاعيب سرار تُخيف السلفادور ويبقى الأمر الذي يُخيف الأسرة البليدية والنقطة السوداء الوحيدة التي قد تعكر فرحتهم، هي لعبة الكواليس التي تحسن الإدارة السطايفية وعلى رأسها الرئيس سرار القيام بها، حيث يخشى البليديون أن يتكرر سيناريو الموسم الفارط عندما نجح النسر الأسود في تحقيق الفوز بملعب تشاكر على الإتحاد في مباراة لعب فيها الحكم دورا كبيرا في تحديد نتيجتها النهائية، وقد اتهمت الإدارة البليدية حينها الرئيس سرار بترتيب الأمر مع الحكم الذي كان يومها منحازا بطريقة مفضوحة لصالح فريقه، وهو ما يخشى السلفادور تكراره هذه المرة وحذروا رئيسهم زعيم منه كثيرا. الإتحاد أصبح على كل لسان في مدينة الورود والجميع متفائل ومهما يكن فإن كل الظروف أصبحت مواتية وفي صالح أشبال المدرب عساس، من أجل تأدية مواجهة كبيرة عشية يوم غد والإطاحة بالنسر الأسود، وهذا بالنظر للمعنويات المرتفعة التي تسود التعداد والوقفة الرائعة للجمهور الذي سيكون رائعا دون شك غدا، ويغزو المدرجات لتشجيع رفقاء بن طيب في رحلة البحث عن النقاط الثلاث التي أصبحت أولويات الأسرة البليدية، هذه الأخيرة أصبحت لا تتحدث سوى عن الإتحاد الذي أضحى محور حديث الجمهور في المقاهي، المحلات، الأحياء وفي كل مكان على أمل أن يتمكن شبان البليدة من رفع التحدي في مباراة يوم غد وقول كلمتهم. رؤوف. ب