لا زالت الأسرة البلوزدادية لم تهضم لحد الآن الهزيمة التي تلقاها أشبال المدرب الأرجنتيني ڤاموندي أمام اتحاد عنابة، والتي كلفت الفريق التراجع في سلم الترتيب وفقدان المرتبة الثانية التي كان يحتلها مناصفة مع أولمبي الشلف، حيث جاء هذا التعثر ليكشف بعض العيوب والنقائص التي كانت تعاني منها التشكيلة وغطتها النتائج الإيجابية الأخيرة، قبل أن تظهر للملأ في ملعب عنابة. المردود الهزيل أعاد عدة نقاط للسطح ولم يكن عشاق أصحاب الزي الأحمر والأبيض ليتأثروا بالهزيمة التي عاد بها رفقاء هداف البطولة الوطنية بورڤبة من عنابة لولا المردود المخيب الذي ظهر به الفريق، الذي أدى واحدة من أسوأ مواجهاته منذ انطلاق الموسم إن لم نقل أسوأها على الإطلاق، وظهر بوجه هزيل لا يعكس الانتصارات التي حققها في الجولات السابقة والمرتبة الثانية التي كان يحتلها، وهو ما أعاد عدة نقاط إلى السطح في البيت البلوزدادي بعدما كان الجميع قد إلتزم الصمت بالنظر إلى الانطلاقة الجيدة المحققة. بعض اللاعبين يخيبون وأدائهم كان متواضعا كما جاءت مباراة عنابة والهزيمة المسجلة لتعيد إلى الواجهة قضية التركيبة الأساسية التي يعتمد عليها المسؤول الأول عن العارضة الفنية البلوزدادية الأرجنتيني ڤاموندي، الذي حافظ تقريبا على نفس التعداد والأسماء منذ بداية المواسم، خاصة وأن الفريق كان في انطلاقة جيدة وحقق عدة نتائج إيجابية، غير أن الجمهور البلوزدادي الذي تابع المواجهة الأخيرة سواء في الملعب أو عبر الشاشة تفاجأ بالوجه الهزيل الذي ظهر به بعض اللاعبون، الذين كانوا كالأشباح فوق المستطيل الأخضر وكأنهم لم يكونوا معنيين بالمواجهة ونتيجتها النهائية، وهو ما أدهش عشاق الشباب الذين لم يتعرفوا على تشكيلتهم بتاتا. الفوز في 20 أوت لا يكفي وقد سمح النقل المباشر لمواجهة الشباب مع اتحاد عنابة للجمهور البلوزدادي باكتشاف أن التشكيلة البلوزدادية تملك فريقا قويا في ميدانه 20 أوت فقط، بدليل المردود الكبير الذي يقدمه الفريق في "الكوزينة" التي استعاد هيبته فيها وأضحى حديقته المفضلة ومصدر قوته، بدليل أن الشباب فاز بكل مبارياته داخل الديار هذا الموسم ولم يضيع فيه أي نقطة لحد الآن، بعدما تمكن من الإطاحة بالمولوديات الثلاث، العاصمية، العلمية والوهرانية، إضافة إلى أولمبي الشلف، غير أن الانتصار داخل الديار فقط يبقى غير كاف لفريق بحجم الشباب الكبير بتاريخه وأنصاره. التشكيلة مطالبة بالتأكيد خارج الديار تبقى التشكيلة البلوزدادية مطالبة بالإقناع أكثر خارج الديار وإظهار نفس القوة والشراسة في اللعب بعيدا عن "الكوزينة"، لأن الفوز في 20 أوت لا يكفي والشباب مطالب بالانتفاضة خارج ملعبه، كما أن الأمر المقلق هو أن التشكيلة تظهر بوجهين مختلفين وبعض اللاعبين الذين يتألقون في 20 أوت يظهرون دائما بوجه هزيل خارجه وكأنهم يحسنون اللعب في "الكوزينة" فقط، وهو الأمر الذي بدأ يتفطن له البلوزداديون ولن يخدم الفريق بتاتا في رحلة احتلال المراتب الأولى. ليس بهذه الطريقة نلعب الأدوار الأولى ويبقى الأمر المؤكد هو أن أشبال ڤاموندي مطالبون بانتفاضة سريعة وإظهار رد فعل قوي في المواعيد المقبلة لاستدراك النقاط الضائعة وتأكيد قوة الشباب داخل وخارج الديار، وهذا إذا ما أرادوا البقاء على صلة بالرواد ولعب الأدوار الأولى هذا الموسم، لأن المواصلة على هذا المنوال وتضييع النقاط خارج الديار لن يخدم الفريق بتاتا، كيف لا وهو الذي ضيع نقاطا ثمينة أمام البرج التي دشنت انتصاراتها أمام العقيبة، وأمام الخروب التي دشنت رصيدها أمام الشباب كذلك وأمام عنابة وسعيدة، في وقت اكتفى الفريق بانتصار وحيد في البليدة التي لا يمكن اعتبار الفوز عليها إنجازا بالنظر إلى معاناتها وتخبطها في المشاكل. بعض الأطراف تطالب بتغييرات في التشكيلة يحدث هذا في وقت يعيش الشارع البلوزدادي بعض من الشك الذي راوده حول مستقبل الشباب بعد التعثر الأخير والذي تصاحب بمردود مخيب للآمال وفتح جبهة جديدة من المعارضين، حيث تعالت الأصوات في البيت البلوزدادي مطالبة الأرجنتيني ڤاموندي بمنح الفرصة لبعض العناصر التي لم تشارك في المباريات الرسمية إلى حد الآن، وخاصة اللاعبون القدامى للتشكيلة، على غرار لحمر في وسط الميدان، ومعزيز في محور الدفاع، وهذا حتى لا يتكرر سيناريو بوسحابة الذي سيغادر الشباب في الميركاتو نحو وداد تلمسان.