ينشط سوق انتقالات اللاعبين في أوروبا كل موسم بالكثير من الصفقات التي تُبرمها الأندية الأوروبية، بأمل دعم صفوفها لتحسين أدائها ونتائجها، البعض ينجح ويؤتي ثماره والبعض يفشل ويكون ثقلا على الفريق وجماهيره. الموسم الماضي، شهد عديد الصفقات في السوق سواء صيفا أو شهر جانفي، فكان أغلبها ناجحا وأدى المطلوب منه، لكن البعض منها فشل بجدارة كاملة وكان كارثة، حلّت على رأس النادي بداية من الإدارة مُرورا بالمدرب واللاعبين ونهاية بالجماهير. سنستعرض في هذا التقرير الصفقات الأسوأ، علما بأن الاختيار جاء بناءً على عدة عوامل منها قيمة الصفقة المالية؛ حاجة الفريق للاعب ومستواه خلال الموسم بالكامل ومدى تأثر نتائج الفريق بتلك الصفقة الفاشلة حيث كان يُمكن أن تستبدل بصفقة أفضل.
سوكراتيس باباستاثوبولوس.. من جنوة إلى الميلان مقابل 7 ملايين أورو
قال عنه الرئيس بيرلسكوني: "جلبت من أوقف ميسي في كأس العالم". توقع الجميع له مستقبلا مميّزا في الميلان، خاصة أنه يُجيد اللعب في مركزي الظهير وقلب الدفاع وخاض مسيرة جيدة جدا مع جنوة، ظهر خلالها بمستوى طيّب للغاية على الصعيد الدفاعي والهجومي. كل ما قيل كان التوقعات والآمال عند إبرام الصفقة التي لم تلق رواجا كبيرا بين الميلانيستا نظرا لعدم قناعة الكثير منهم بمستوى اللاعب وقدرته على اللعب لفريق كالميلان، والحق كان مع الجماهير لا مع الإدارة حيث ظهر اليوناني بمستوى متواضع للغاية كلما شارك باستثناء ربما مباراة أو اثنتين أدى خلالهما جيّدا لكنهما لا تكفيان لإنقاذ الصفقة من الفشل، والدليل على ذلك إعادته من جانب الميلان لجنوة قبل أسبوعين واسترداد كل ما دُفع في حقه تقريبا.
خورخي مارتينيز.. من كاتانيا إلى جوفنتوس مقابل 12 مليون أورو
مارتينيز القدم الذي اكتشفه كاتانيا وجلبه من ناسيونال الأوروغواياني عام 2007. قدّم في ظرف 3 سنوات أداءً كبيرا خاصة أمام الفرق الكبرى في إيطاليا، فكان اللاعب الذي يُجيد اللعب في عدة مراكز خط الهجوم وأهمها "الجناح"، قادرا على أن يفك شفرة أي دفاع بفضل الأداء الرشيق والقدرة على الحسم أو صناعة الفرص لمهاجمي الفريق الآخرين. لكن انضمام خورخي لجوفنتوس في الصيف الماضي وما صاحبه من ضجة ومبلغ ليس بالقليل، جعل الجميع ينتظر منه أن يقدّم أداءً ليس بأقل مما قدّمه مع كاتانيا، لكن الإصابة أبعدته في عديد من المناسبات المهمة عن جوفنتوس ولفترات ليست بالقصيرة، وحتّى عندما كان يعود ويشارك ظهَر وكأنه نسى كل شيء عن مهامه أو كأنه يلعب لأوّل مرّة بالملاعب الإيطالية.
أدريانو ليتي ريبيرو.. من فلامينغو البرازيلي إلى روما الإيطالي، صفقة مجانية.
الإمبراطور البرازيلي الذي صال وجال في الملاعب الإيطالية، أنهى مشواره مع الإنتر بعد موسم أوّل لجوزيه مورينيو وكان في نهاية الموسم الأوّل للبرتغالي نهاية أيضا لمشوار اللاعب الذي بدأ نجما شابا بقميص النيراتزوري، فعاد للبرازيل وتوهج بقميص فلامينغو. مع فلامينغو أحرز خلال موسم واحد 19 هدفا من أصل 31 مباراة خاضها بالدوري المحلي البرازيلي، فشجع ذلك روما على التوقيع بعقد ينال فيه على 5 ملايين أورو بالموسم الواحد. لكن بعد 7 أشهر فقط من تقديم أدريانو بالتريجوريا بالفانلة رقم ال8 تم فسخ العقد مع أدريانو، ولم يحرز أي هدف ولم يقدم أي مساهمة تُذكر سوى صناعة لهدف لمواطنه سمبليسيو في مباراة كييفو فيرونا، أمّا غير ذلك فكان أدريانو دائما على الهامش بدنيا وفنيا وبطبيعة الحال أيضا على مستوى التشكيلة. وفي الأيام الأخيرة له بالنادي، سافر إلى البرازيل ولم يعد في الوقت المناسب، وإضافة إلى تراكمات سابقة من التأخر في التدريبات وما إلى ذلك قرر روما أن ينهي هذه العلاقة سريعا، وانتهى أدريانو أسوأ نهاية بالملاعب الإيطالية.
رويستون درينثي.. من ريال مدريد إلى إيركوليس عن طريق الإعارة
اسمه رويستون ريكي درينثي، لاعب هولندي من مواليد سنة 1987؛ التحق بنادي إيركوليس قادما من ريال مدريد على سبيل الإعارة. فشل الصفقة يؤدي في العادة إلى بلبلة بين الجماهير وانتقاد لإدارة النادي وخاصة للمدرب إن كان هو صاحب الاختيار؛ هذا ما حدث مع درينثي تماما. اللاعب تشاجر كثيرا مع المدرب ميغال فأجلسه احتياطيا لمدة طويلة، أضف إلى ذلك كثرة إصاباته والانقسامات التي أحدثها في الفريق ما أدى إلى تدهور المستوى ونزولهم إلى الدرجة الثانية بسبب تشتيت تركيزهم لفترة ليست بالقصيرة.
بيدرو ليون.. من خيتافي إلى ريال مدريد مقابل 10 ملايين أورو
اسمه الكامل بيدرو ليون سانشيز خيل؛ لاعب إسباني من مواليد سنة 1986؛ التحق بريال مدريد قادِما من خيتافي بقيمة 10 ملايين أورو. النادي الملكي تعاقد مع بيدرو ليون وكله أمل في أن يكون لاعبا حيويا في الفريق، متعدد الاستعمالات مرنا منضبطا متفاهما مع مدربهم الجديد مورينيو؛ بمجرد بداية الموسم وجدوا أن بيدرو ليون الذي رأوه في بلد الوليد وفي خيتافي قد ولّى ورحل وحلّ محله بيدرو ليون آخر، باهت المستوى قليل العطاء؛ لم تتح له الفرصة كثيرا في المباريات نعم، لكن هذا بسبب عدم قدرته على إقناع المدرب بإعطائه إياها. وما زاد الطين بلة، هي مشاكله مع مورينيو حين أراد بيدرو الخروج إلى تشيلسي غير أن المدرب البرتغالي أبى واستعصم ورفض؛ أمر تحدثت عنه الصحافة مطولا. في النهاية، اللاعب جاء بمبلغ مالي وقد يرحل عن الفريق دون أية فائدة؛ طبعا ريال مدريد قادر على دفع أكثر من 10 ملايين أورو، لكن هذا المبلغ قد يأتي لك بكعب كبير حقا كما هو حال نوري شاهين (حتّى وإن لم تتم تجربته بعد في الريال) وهناك غيره من الأمثلة الكثير. بيدرو ليون لم يشارك سوى في 14 مباراة بالرغم من أنه لم يصب أي إصابة طويلة الأمد.
تياغو مانويل كوريا (بيبي).. من غيماريش إلى مانشيستر يونايتد مقابل 9 ملايين أورو
لاعب غير معروف على الإطلاق كان يلعب منذ عامين في شوارع البرتغال، انضم لصفوف "الشياطين الحُمر" ولم يكن يُصدق عقله، واتضح ذلك من خلال تصريحاته. فكشاف اللاعبين الذين جلب "بيبي" لليونايتد من فيتوريا غيماريش البرتغالي بمبلغ 9 ملايين أورو إسترليني، فيجب عليه مراجعة حساباته أو منعه من العمل مرة أخرى مع المان يونايتد. مع مرور الوقت، تأكد فشل بيبي في العمل مع فيرغسون إذ لعب مباراتين في الدوري ومواجهة في كأس الاتحاد وأخرى في دوري الأبطال، ولم يسجل سوى هدفا واحدا في كأس كارلينغ وصنع هدفا وحيدا بدوري الأبطال. اعتمد عليه المدرب في مركز الجناح الأيمن، فبدا وكأنه غير مُعتاد على هذا المكان فكل عرضياته كانت على هيئة تسديدات ربما عرضيات جوني إيفانز -قلب الدفاع الاحتياطي- قد تكون أفضل من عرضياته.
فيرناندو توريس.. من ليفربول إلى تشيلسي مقابل 65 مليون أورو
المبلغ الذي دُفع في توريس أثناء سوق الانتقالات الشتوية ساعد ليفربول على النهوض، وأكد للعالم أنّ الأهداف لا تُشترى بالمال، فمهما كانت قيمة المهاجم لا يُمكن أن يفعل شيء بمفرده في ظل غياب الدعم من وسط الميدان، وهذا ما عانى منه النينيو، لكن لويس سواريز بدون جيرارد وبعناصر وسط تلعب للمرة الأولى مع بعضها فعل العجب العجاب وكان يُحرز الأهداف ويصنعها. توريس كان صفقة فاشلة بكل المقاييس لتشيلسي الذي كان يحتاج لدعم في منطقة الوسط ومنطقة المهاجم الثاني، لأن أنيلكا ودروڤبا من نوعية المهاجم الصندوق، فكان من باب أولى مفاوضة الشاب البرازيلي نيمار والحصول عليه بأي ثمن، أو سيرخيو أغويرو أو حتى جوسيبي روسي من فياريال، وليس لاعب كتوريس يُحب اللعب منفرداً في الهجوم دون دعم من مهاجم صندوق أو من مهاجم تحته، فقد كان هكذا في ليفربول وحيدا يتم دعمه بالتمريرات الأرضية والطولية من تشابي ألونسو وستيفن جيرارد. النينيو من نوعية المهاجم الذي يُحب أن يكون "الكل في الكل"، لا أحد يشاركه في الهجوم مثلما كان رود فان نستلروي مع مانشيستر يونايتد الذي كان يلقى الدعم الكامل من بيكام، روي كين، غيغز، سكولز ونيكي بات ومن ثم رونالدو والآن سميث.