اللاعبين الذين حملوا أغلى قميص في كرة القدم وهو الرقم 10 الخاص بالنادي الملكي، بعدما دخل مسعود أوزيل تاريخ النادي وبات واحداً ممن ارتدوا أبرز هذا القميص الغالي، وقد نال أوزيل هذا الشرف بعد فترة قصيرة فقط عن حمل الفرنسي لاسانا ديارا لهذا الرقم رغم أنه ليس من أشهر لاعبي الفريق الملكي، وسنحاول التعرض لأشهر وأبرز العناصر التي ارتدت هذا الرقم الساحر في تاريخ كرة القدم داخل الميرينغي .
جونتر نيتزر (1973 – 1976) ربما لا يعد نيتزر اسماً شهيراً للكثيرين من مشجعي الميرينغي وخاصة من أبناء الجيل الحالي، لكن قدوم لاعب الوسط الألماني كان رداً من الإدارة الملكية على الصفقة القوية التي قام بها برشلونة الذي جلب يوهان كرويف من أجاكس أمستردام، وبالفعل قدم نيتزر مردوداً جيداً مع النادي الملكي ونجح خلال 3 سنوات في الفوز بلقب البطولة الإسبانية في مناسبتين وكأسين للملك، قبل أن يلتحق به بول برايتنر في العام الموالي امتداداً لسياسة ناجحة بجلب الألمان، وقد خاض نيتزر 85 مباراة بألوان الريال في البطولة الإسبانية وسجل خلالها 9 أهداف. فيسلي شنايدر (2007 – 2009 ومن بين أشهر اللاعبين الذين حملوا القميص رقم 10 في ريال مدريد، هو الدولي الهولندي شنايدر، حيث كان الموسم الأول ناجحاً بكبير للدولي الهولندي الذي كان ثالث هولندي ينضم للفريق في هذا الصيف بعد روبين ودرينثي، حيث احتفظ مع الريال بلقب البطولة الإسبانية لكنه كان يرتدي الرقم "23" في موسمه الأول بعد أن ورثه عن الإنجليزي ديفيد بيكام، لكنه قام على طريقة أوزيل بارتداء الرقم 10 عقب رحيل البرازيلي روبينيو عن الفريق، لكن هذا القميص لم يكن ذا فأل خير كثيراً عليه، بعدما خرجت التشكيلة الملكية بدون ألقاب قبل أن يُجبر على الرحيل إلى الإنتر بعد أن فشل مانويل بيلجريني في إقناع فالدانو وبيريز بالإبقاء عليه، ليكتشف محبو الريال بعد ذلك أنه كان أسوأ قرار ممكن اتخاذه ويندموا عليه كثيرا، وقد خاض شنايدر 52 مواجهة بقميص الريال في البطولة الإسبانية سجل خلالها 11 هدفا. روبينيو (2005 – 2008) ومن بين اللاعبين المشهورين كذلك، نجد النجم البرازيلي روبينيو الذي غادر البلانكوس، ولم ين أحد يدرك لماذا ولا حتى روبينيو نفسه، الذي بدأت تصريحاته تظهر بعد ذلك وتؤكد ندمه لرحيله، بعد موسم عادي للبرازيلي القادم من سانتوس، قبل أن ينجح في تفجير قدراته في الموسمين التاليين ليصبح النجم الأول للفريق، غير أن رامون كالديرون كان يحب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وأراد جلبه بكل ثمن، وهو ما كلفه خسارة الاثنين معا بعدما اقترح رئيس الريال أن يتعاقد مع نجم اليونايتد مقابل الحصول على روبينيو كصفقة تبادلية، وهو ما أثار غضب البرازيلي الذي انفجر غضبا وقرر الرحيل رغم أنه كان بإمكانه التأني بعض الشيء، لينضم بعدها إلى مانشستر سيتي في صفقة قياسية للنادي السماوي وينتهي مشواره مع الملكيين، الذين حمل قميصهم في 101 مباراة بالدولي الإسباني مسجلا 25 هدفا. كلارنس سيدورف (1996 – 1999) ومن بين اللاعبين المشهورين الذين حملوا قميص الريال رقم 10، نجد الدولي الهولندي كلارنس سيدورف، الذي يؤكد الجميع أنه نجح في مسيرته مع الريال والكل يتذكر مساعدته للملكيين على استعادة لقب الدوري، فضلا عن مساهمته الفعالة في التتويج بلقب دوري أبطال أوربا على حساب جوفنتوس، وهو اللقب الذي انتظره عشاق النادي الملكي 32 سنة كاملة، كما أن سيدورف لديه هدف شهير لا ينسى في مرمى أتلتيكو مدريد وقف له الحاضرون من الدهشة، لكنه لم يكن مقدّراً له البقاء في النادي الإسباني بسبب قدوم جوس هيدينك الذي لم يكن يعتمد عليه كثيرا، حيث قرر الرحيل في النهاية للإنتر مقابل ما يوازي 23 مليون يورو، وقد خاض الهولندي ما يقارب 121 مواجهة في الدوري وسجل 15 هدفا. جورج هاجي (1990 – 1992) ولو نعود إلى الوراء بحوالي عقدين من الزمن سنجد اللاعب المتألق جورج هاجي الملقب بالساحر العصبي، حيث كانت له تجربة متوسطة مع ريال مدريد بالنظر إلى المردود المتذبذب، وربما يكون هذا اللاعب أفضل من أنجبتهم الكرة الرومانية لكنه لم يكن أفضل من قدم مسيرة جيدة بالرقم "10" في صفوف الريال، وهو ما جعله يغادر النادي وينتقل إلى بريشيا الإيطالي بعد ذلك، قبل أني عود للبطولة الإسبانية من جديد عبر بوابة البارصا، لكن بشكل عام فإن هاجي يعتبر أسطورة المنتخب الروماني حتى وإن لم ينجح كثيرا مع الأندية، وقد شارك في 64 مواجهة مع التشكيلة الملكية في الدوري الإسباني وسجل 15 هدفا في المجموع. مايكل لاودروب (1994 – 1996) وبالعودة إلى منتصف التسعينات من القرن الماضي نتذكر مقولة مشهورة، وهي "إن أردت الفوز بالليغا عليك بجلب مايكل لاودروب إلى فريقك"، مقولة انتشرت طوال 6 سنوات وكانت حقيقية بالفعل وتأكدت على أرض الواقع، فبعد أن فاز مع البارصا 3 مرات بلقب البطولة الإسبانية مع "فريق الأحلام"، انتقل الدنماركي الموهوب لريال مدريد ليحصد معه نفس اللقب مرتين في 3 سنوات، وهو ما جعل اللاعب يتمتع بشهرة واسعة، حيث ارتبط به الرقم 10 ولم يفارقه، كما أن جميع المتتبعين أكدوا أنه كان يليق به نظرا لما كان يملكه من مهارات ورؤية جيدة فوق الملعب فضلا عن تمريراته السحرية، فكم من لاعبين يمتلكون ذكاء خارقا لكن من دون قدم دقيقة تجسد ما يفكرون فيه، لكن لاودروب كان يمتلك الاثنين استحق بالفعل حمل الرقم 10 مع الريال الذي خاض معه 62 مواجهة في الليغا سجل خلالها 12 هدفا جميلا. لويس فيغو (2000 – 2005) عدد المباريات (الليغا): 165.. عدد الأهداف: 36 ومن منا كذلك لا يتذكر النجم البرتغالي لويس فيغو، صاحب أشهر انتقال بين البرصا والريال الذي أبدع مع الكتلان فذهب للملكيين ليقدم مردود باهر في السنوات ال3 الأولى، قبل أن ينخفض مستواه بعض الشيء بعد ذلك، غير أن لا أحد ينكر أنه بقى متألقاً دائماً بل وتفوق في بعض الأوقات على مردود النجم الفرنسي زين الدين زيدان، وقد تمكن النجم البرتغالي من فرض نفسه كجناح أيمن رغم وصول ديفيد بيكام إلى سانتياغو برنابيو، قبل أن يضطر للانتقال إلى الأنتر بعد أن شعر بأن الإدلارة الملكية لم تعد متحمسة كثيرا للإبقاء عليه، ففضل الرحيل في هدوء للنيراتزوري لكن مروره عبر الريال ظل مرحلة هامة في مشوار الفريق وبقي القميص رقم 10 مرتبطا بهً بعد أن ارتدى قميصا مميزاً آخر مع البرصا هو الرقم 7، وقد خاض فيغو حوالي 165 مواجهة مع الريال في البطولة الإسبانية سجل خلالها 36 هدفا وصنع العشرات منها أيضا. فيرنك بوشكاش (1958 – 1966) ومن بين أبرز النجوم الكروية التي ارتدت هذا الرقم الغالي في ريال مدريد، نجد اللاعب المجري الساحر وأحد الأساطير المظلومة في عالم كرة القدم فيرنك بوشكاش، فرغم أنه كان شهيرا جدا وصاحب إمكانات خارقة، إلا أن الكاميرات ظلمته بعد أن ظلت بعيدة عن عالم الكرة بوضوح حتى منتصف الستينيات، بما أن الاهتمام التليفزيوني الفعلي بالكرة بدأ من كأس العالم 1966، وهو موعد رحيل بوشكاش عن الريال الذي حقق معه إنجازات كبيرة جداً، حيث توج بلقب دوري الأبطال 3 مرات و فاز بالبطولة الإسبانية في خمسة مناسبات أيضا بجانب وصوله لنهائي دوري الأبطال مرتين أيضا، فضلا عن كأس القارات مرة واحدة في عام 1960، ولعل ما يعكس المستوى الخارق لهذا اللاعب هو أنه خاض 182 مواجهة بقميص الريال في الدوري الإسباني سجل خلالها 157 هدفا. مسعود أوزيل (2010 – ؟؟20) عدد المباريات (الليغا): 36 .. عدد الأهداف: 6 وأخيرا نصل إلى النجم الدولي الألماني مسعود أوزيل، الذي أصبح آخر حلقة في مجموعة اللاعبين الذين تقمصوا القميص رقم 10 في التشكيلة الملكية، والجميع يتساءل ما الذي سيقدمه صاحب الأصول التركية الكردية مع الريال؟ بعدما تمكن في الموسم الأول من خطف الأضواء وأسال لعاب الجميع، الذي يرغبون في مشاهدو المزيد من إبداعاته بعد أن خلع القميص رقم 23 وارتدى القميص 10 بنفس طريقة شنايدر، خاصة وأن أوزيل سبق له أن ارتدى هذا القميص مع المنتخب الألماني للشباب، فهل سيقدم ما قدمه من قبله أم أن الرقم سيمر عليه مرور الكرام كسابقه لاسان ديارا؟. إعداد: رؤوف.ب