طمأنت وزارة التربية الوطنية، في خطوة لإحتواء الوضع قبل أن تنفذ تنسيقية الثانويات التقنية تهديدها بشن إضراب شامل يوم غد الثلاثاء، بأن إعادة تنظيم التعليم التقني لا يمكن أن يكون له أثر على وظيفة أو موقع أو تطور المسيرة المهنية لأساتذة التعليم التقني، وأن لا شيء من هذا سيتغير، بل بالعكس، اعتبر بيان لوزارة التربية، تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه، أن تنظيم التعليم التقني في صورته الجديدة سوف يجعل الطلب على أساتذة التقني يزداد أكثر بالنظر إلى تطوير تشكيلة الشعب التقنية في آفاق 2008. في حين اعتبرت التنسيقية الوطنية للثانويات التقنية والمتاقن قرار اعادة تنظيم القطاع ب"تفكيك الثانويات التقنية" من خلال إلغاء 50 بالمائة من الشعب التقنية وتصدير فائض في الأساتذة بنسبة 80 بالمائة، قال بيان الوزارة بأن الخطوة التي أقبلت عليها إنما كانت بسبب تحديات فرضت نفسها على دول العالم كلها، حيث أثبتت التجارب ان التعليم التقني مثلما كان معمولا به في السنوات الماضية أنتج نسبة كبيرة من التسرب في السنوات الجامعية الأولى، خاصة منها سنوات الجذع المشترك. ومنذ سبتمبر 2005 يكون إصلاح التعليم الثانوي قد دخل سنته الثالثة بإنتاج تعليم ذي طابع عام وآخر ذي طابع تكنولوجي يوفر للطلبة الذين يصلون إليه الإختيار بين 6 شعب، اثنين منها ذات توجه أدبي ( فلسفة-أدب، لغات اجنبية)، إثنين أخريين ذات طابع علمي (العلوم التجريبية، الرياضيات)، واحدة ذات طابع اقتصادي (اقتصا -تسيير) وواحدة ذات طابع تكنولوجي (تقنيات الرياضيات مع 4 اختيارات هندسة ميكانيكية، هندسة كهربائية وهندسة المعطيات). وبهذه الطريقة يكون التعليم الثانوي في الجزائر مثلما هو معمول به في بقية دول العالم لا يضمن تخصصا في وقت مبكر، والذي أثبت انه وراء نسب عالية من التسرب الجامعي. بينما يوفر هذا التعليم (التنظيم الجديد للتعليم الثانوي) للطلبة ما يحتاجونه من المؤهلات الأولية من لغة عربية، لغات اجنبية، رياضيات، فيزياء، كيمياء وإعلام آلي والتي تضمن للطالب الفرصة في النجاح في التخصصات المعمقة من بعد في دراسته الجامعية. أما التخصصات التقنية مثلما كانت مصممة في التنظيم القديم، مثل الصناعة الميكانيكية، الالكترونيك، الالكتروميكانيك، المحاسبة والأشغال العمومية، فلن تكون سائرة بنفس الصورة في التعليم الثانوي، إذ ثبت أنها لم تكن تؤهل الطلبة على أحسن وجه لخوض المسار الجامعي، وقد فشل 80 بالمئة من الطلبة الحاصلين على بكالوريا شعبة تقنية في دراسات الجذع المشترك، لأنهم لم يكونوا يمتلكون المعلومات الكافية من الرياضيات والفيزياء والكيمياء. كما لم تكن هذه التخصصات تضمن الكفاءة اللازمة لدخول عالم التوظيف، بل اعتبرها بيان وزارة بن بوزيد "تسببت في خسارة فعلية". كما برر بيان الوزارة للأساتذة سبب اختيار تنظيم التعليم الثانوي بالطريقة الجديدة، وقد أكد على ضرورة رفع اللبس وعدم الخلط بين الشعب ونوع التعليم، إذ ذكر بعض الشعب التي أنشئت فيما سبق، نهاية الثمانينات، لأسباب محددة وظروف محددة، ثم استغني عنها أو أقفلت، لأنها إما أثبتت فشلها أو لم تعد الحاجة اليها مثل الهندسة والسكرتاريا والتبريد، بينما سيدعم التنظيم الجديد شعبة الرياضيات. غنية قمراوي: [email protected]