مازال حفل افتتاح تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية يثير الكثير من ردود الأفعال، وكان أول احتجاج قد سجله شباب أغنية الراي الذين اعتبروا إقصاءهم من الحفل إقصاء لموجة الراي التي حملت الأغنية الجزائرية للعالمية وفرضتها في العالم العربي، حيث قال جميع من تحدثنا إليهم إن القائمين على الحفل نسوا بأن مطربي الراي هم من جُنّدوا أيام العشرية السوداء لتحريك الساحة الفنية والثقافية في الجزائر، حيث كانوا يجازفون بحياتهم من خلال إحياء حفلات في المناطق النائية التي كان الإرهاب فيها سيد الموقف، فأين كان هؤلاء المطربين الذين تختارهم الوزارة اليوم لتمثيل الجزائر. من جهة أخرى، سجلت المطربة فلّة عبابسة معارضتها للفريق الفني الذي عمل على حفل افتتاح "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، حيث لم تهضم فكرة استبعادها من المشاركة في حفل الافتتاح إلى درجة دخولها في حالة انهيار. وقد اتصلنا بها ووجدناها بالفعل مستاءة من القائمين على الحفل وقالت إنها بعثت برسالة "أس أم أس" إلى المشرف الفني على الحفل الموسيقار فريد عوامر قالت له فيها كل شيء بصراحة وبلهجتها المعروفة وأعربت له عن استيائها الشديد من هذا التهميش. فلّة المتواجدة في الجزائر منذ أشهر في حالة شبه استقرار بالعاصمة، قالت ل "الشروق اليومي" إنها لا تفهم على أي أساس تم استبعادها مع أن كل مجريات الحفل وطابعه يجعلانها أول المرشحات للمشاركة، "إذا كان الحفل يركّز على الموروث الشعبي العاصمي فأنا انتمي إلى واحدة من أعرق العائلات الفنية في الجزائر، وإن كان المطلوب الموهبة والصوت فبحوزتي شهادات لعمالقة الفن العربي، وإذا كان الأمر يتعلق بالبعد العربي للتظاهرة فأظنني كنت سأقدّم الكثير وأضيف أكثر للحفل باعتباري مطربة لها حضور وجمهور عربي، لكن للأسف الشديد، الجزائر ورغم كل تراثها الثقافي والشعبي الكبير تحوّلت إلى مقبرة للفنان"، وتساءلت فلّة في الأخير عن سبب تهميش أصوات أخرى مثل زكية محمد وحسيبة عمروش قبل أن تستدرك قائلة إنها ورغم كل شيء مستعدة للمشاركة في أي نشاط خلال فعاليات الجزائر عاصمة الثقافة العربية في حالة ما إذا طلب منها ذلك. تجدر الإشارة إلى أننا سبق وأن طرحنا سؤالا حول طريقة اختيار المطربين المشاركين في الحفل على الموسيقار فريد عوامر الذي قال إنه يتحمّل كامل المسؤولية في ذلك، وإن الحفل لا يخضع إلا لمقاييس الاحترافية بعيدا عن الصداقة والمحاباة. سمير بوجاجة: [email protected]