يقول أسامة عميروش، إن عائلته تعتبر هذا المصحف هدية من الله عزّ وجل إلى والده الذي توجّه ذات جمعة من العام 79 لأداء أول صلاة في حياته، ومن حينها داوم الوالد صدّيق عميروش الذي لا يزال حيّا على صلاته ولم يتركها إلى اليوم، وعلى هذا الأساس فإنّ هذا المصحف يقول أسامة غير قابل للمساومة أو للبيع ولو في أكبر المزادات العلنية العالمية. المصحف »المجهري«، الذي جاء به أسامة إلى الشروق، لا يتجاوز سمكه 1.5 سنتيمتر، وعرضه سنتيمتران وطوله 2.4 سنتيمتر، وهو في طبعته الثانية من بيروت بين عامي 1969 و1970 ، عثر عليه الوالد كما أشرنا في المقدمة عندما كان في طريقه إلى المسجد ببوزريعة في العاصمة، كان ملفوفا في ورقة عادية، وكان أن داسه السيد صديق برجله دون أن يأبه به، لكنه عاد أدراجه وفتح الورقة ليجد المصحف نائما بداخلها، ولعلّه المصحف كان لأحد المصلين الذين يسلكون تلك الطريق إلى المسجد. ويواصل أسامة الحديث قائلا: »أذكر أنّ الصحافة الوطنية تحدّثت سنة 1995 عن أصغر مصحف في العالم بالجزائر، لكننا لم نهتم بالأمر أيامها، وفي الأيام القليلة الماضية تحدثت صحيفتكم عن مصحف صغير أيضا، لكن الفارق هو أن المصحف الذي بحوزة والدي هو مصحف كامل وغير ناقص كما هو الشأن بالنسبة للمصحف الذي تحدثتم عنه، وهو الأمر الذي دفعنا إلى أن نضع هذا المصحف بين أيديكم لتُطلعوا الناس عليه«. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المصاحف الصغيرة لا يمكن قراءتها بالعين المجرّدة وإنما بالعدسات المكبرة، أما الذي يحاول أن يقرأها بعين مجرّدة فالأكيد أنّه سيضر بصره، وننصحه بأن لا يجرّب ذلك. وزيادة في التوضيح، نقول بأن هذا النوع من المصاحف يُكتب تحت عدسات مكبّرة وبالتالي فإن القراءة لا يمكن أن تكون إلى باستعمال هذه العدسات. ح. هدنه