حصل سعيد سعدي مرة أخرى على إجماع المؤتمرين للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية لعهدة أخرى على رأس هياكل جديدة تحسبا لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة، حيث حصل على ثقة المؤتمر الثالث للحزب، المنعقد يومي 8 و9 فيفري الجاري، بالقاعة البيضاوية بمركب 5 جويلية، علما أن الحزب لم يعقد مؤتمرا له منذ 81 سنة بالضبط. ومن خلال الخطاب التوجيهي الذي وجهه رئيس الحزب للمؤتمرين قبل إعادة انتخابه، في افتتاح أشغال المؤتمر الثالث للتجمع يوم الخميس، عرض سعيد سعدي حصيلة ''سوداء مظلمة'' لتسيير شؤون البلاد على مدى السنوات الماضية، مؤكدا أن الجزائر أصبحت تصنف من قبل المنظمات العالمية والهيئات، بين أكثر الدول التي تنتشر الرشوة في دواليبها، وتغيب فيها الديمقراطية، بل قال سعيد سعدي إن 75 بالمئة من المؤسسات التي تتعامل مع الدولة اعترفت أنها تخصص 6 بالمئة من رقم أعمالها لدفع الرشوة. وبلغة الأرقام تحدث سعدي عن الأمور المالية لحزبه، حيث ظهر من خلال أرقام ميزانية الحزب لسنوات 1998 إلى 2006 أن أمور الأرسيدي لا تسير على ما يرام، خاصة وأن ميزانية الحزب تأتي بالدرجة الأولى من اشتراك المناضلين بنسبة 10 بالمئة من مرتباتهم. وقد أبدت الأرقام أن حزب سعيد سعدي حصل على قرضين سنتي 2005 و2006 لمواجهة العجز في الميزانية وهما السنتين الأخيرتين اللتين غاب فيهما الحزب كليا على الساحة السياسية، مما يفسر التراجع في العمل السياسي للحزب، لكن رئيسه سعدي أوعز ذلك التقهقر إلى انعدام الديمقراطية في البلاد والتضييق على الحريات. أما عن الخط السياسي للحزب، فجدد رئيس الحزب في خطابه التقييمي، مواقف الحزب المعروفة والمتعلقة بالمشاركة الديمقراطية والهوية واللغة الأمازيغية، إضافة إلى تمكين جميع الجزائريين من الاستفادة من ''خيرات البترول''. وفي هذا الصدد تحدث عن هؤلاء المسؤولين الذين يخفقون في مسارهم ويرتكبون الأخطاء الجسيمة، ورغم النقد يحتفظ بهم في مناصبهم. وقال بخصوص فضيحة الخليفة ''يريدون إقناعنا بأن المسؤولين الكبار لم يكونوا على علم بما يقوم به الخليفة، وهو كان يقوم بكل ذلك أمام الملأ؟؟''. وذهب خطاب المؤتمر كله، سواء من تدخلوا من الأعضاء بصفتهم ممثلين لشرائح أو جهات من الوطن أو في إطار اللجان، على مدى يومين، في نفس خط السعيد سعدي في المسائل المتعلقة بالديمقراطية والحريات والحقوق والهوية واللغة الأمازيغية، محملا مسؤولية كل ما يحدث بالبلاد للنظام الحاكم، وهو موقف ليس جديدا على حزب السعيد سعدي، الذي اختار موعد عقد مؤتمره أشهرا قليلة قبل الاستحقاقات المقبلة، مما يعني أن الارسيدي يهدف إلى استرجاع بعد المواقع التي أصبح يخسرها حتى في منطقة القبائل. غنية قمراوي: [email protected]