أفادت مصادر أمنية قريبة من التحقيقات في الجهات التي تقف وراء الإنذارات الكاذبة بوجود قنابل تقليدية، أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي حولت تسميتها إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، تعتمد استراتيجية جديدة لخرق المخطط الأمني، تتمثل في توظيف مراهقين لا تتجاوز أعمارهم 17 عاما، بطالين أوكلت لهم مهمة إطلاق إشاعات شفهية بوجود قنابل ووضع أشياء مشبوهة في أماكن مدروسة، مقابل مبالغ مالية تصل إلى 5 آلاف دج للعملية الواحدة أحيانا. ولاحظت مصادرنا أن الهدف ليس إرباك المواطنين وإثارة الهلع، بقدر ما يسعى نشطاء هذا التنظيم الذي يسعى إلى تنفيذ عمليات استعراضية بالعاصمة وضواحيها تعيده إلى واجهة الأحداث، إلى اختراق الإجراءات الأمنية من خلال الثغرات المسجلة وأيضا تأكيد وجوده في مناطق نشاطه ومعاقل "الجيا" بعد تسجيل سلسلة من الإنذارات الكاذبة غرب البلاد . وأوضحت مصالح الأمن أنها لن تقوم بمتابعة المواطنين الذين اتصلوا بمصالحها للإبلاغ عن وجود شيء مشبوه يتبين بعد ذلك عدم وجود قنبلة "لأن ذلك نابع عن حس مدني". فتحت مصالح الأمن على مستوى عدة مناطق من البلاد، تحقيقات قضائية لتحديد هوية الأشخاص والجهات التي تقف وراء الإنذارات الكاذبة المقصودة بوجود قنابل تقليدية بعد أن فرضت الرقابة على الاتصالات الهاتفية المجهولة، حيث تتوفر أجهزة الأمن حاليا، على تجهيزات متطورة يمكنها تحديد صوت الشخص المتصل ومكان تواجده وحتى الطابق الذي قد يكون متواجدا فيه في أية عمارة، من خلال إهمال أشياء مشبوهة تلفت انتباه المواطنين أو مصالح الأمن التي لجأت إلى تفجيرها كإجراءات وقائية وهو ما دفع المواطنين للتأكيد على "اكتشاف" قنبلة حقيقية. وقالت مصادر أمنية قريبة من التحقيق ل "الشروق اليومي" إن التحريات الأولية كشفت هوية بعض المتورطين وهم مراهقون قاموا بذلك من باب المزاح، ولصوص للإستيلاء على ممتلكات المواطنين والتجار عند فرارهم، لكن المحققين لا يستبعدون توظيف الجماعات الإرهابية لهذه الإنذارات الكاذبة لجس النبض ومعاينة مخطط تدخل أفراد الأمن ومحاولة تحويل الضغط عنها في أماكن معينة لتنفيذ عمليات إجرامية في أماكن أخرى أو تكون محاولة أخرى لإثارة الرعب والتوتر والبلبلة وخلق اللااستقرار وسط المواطنين من وجود غير حقيقي للإرهابيين بالعاصمة مثلا، خاصة وأن اللافت هو الحديث عن وجود قنابل في أماكن لا تعرف حركة واسعة، حيث يجري التحقيق حاليا، مع مراهقين وقصر لا تتجاوز أعمارهم 16 و17 عاما غير مبحوث عنهم، تم توقيفهم لوجودهم المشبوه ساعة الوقائع، لكن مما تسرب من هذه التحقيقات ل "الشروق"، أن التحقيقات امتدت أيضا، إلى أوساط بعض المفرج عنهم في إطار تطبيق ميثاق السلم، بعد أن توفرت معلومات لدى مصالح الأمن حول قيام بعضهم من قدماء "الجيا" الموقوفين الذين لم يسلموا أنفسهم، للانضمام إلى شبكات دعم الجماعة السلفية بعد انضمامها إلى القاعدة. وتأتي هذه التحقيقات موازاة مع الحملة التي تشنها أجهزة الأمن وقوات الجيش ضد الشبكات الإرهابية وخلايا دعم وإسناد، وأيضا أمام عودة إشاعات الموت في أماكن محددة مثل الثانويات، كما حدث بولاية البليدة بثانوية عمر بن الخطاب، وتزامن ذلك مع إجراء امتحانات الفصل الثاني وسبق أن تدخلت مصالح الأمن على مستوى هذه الثانوية بعد إنذار بوجود قنبلة تقليدية داخل دورة المياه، واكتشف هؤلاء علبة كرتونية مكتوبا عليها عبارتا "قنبلة "و"الله أكبر" وبداخلها ساعة منزلية دائرية واضطر أفراد الشرطة العلمية إلى تفجيرها كإجراء وقائي، ويجري التحقيق وسط التلاميذ المتسربين أو المشاغبين. ويكون هؤلاء الذين يطلقون الإشاعات، قد وظفوا ورقة الأشياء المشبوهة لإثارة مخاوف المواطنين، تتمثل في كيس قمامة، قارورة غاز، براد صغير. وأكد مسؤول أمني على علاقة بالملف، أن مصالح الأمن تدرج هؤلاء ضمن أفراد شبكة دعم وإسناد الجماعات الإرهابية ولاتزال التحقيقات جارية لإحباط أي مخطط إرهابي. وسبق لمحافظ الشرطة خاوة سمير أن أكد في تصريح سابق ل"الشروق"، أنه لم تسجل أية قنبلة على مستوى العاصمة منذ تفجيرات درڤانة وبومرداس. نائلة. ب : [email protected]