انخرط كلّ من "القاعدة" والأرسيدي والصهيوني بيرنارد ليفي، في مسعى إفشال تشريعيات العاشر ماي، والشروع في التشويش عليها من خلال التحريض على مقاطعتها، فالمسمى دروكدال الذي أفتى باستباحة دماء وأعراض المسلمين، تحوّل الآن إلى "سياسي بارع"، وسعدي الذي "أخطأ الشعب" يريد معاقبة نفسه بمقاطعة الانتخابات، والإسرائيلي ليفي مازال يقدّم نفسه عرّابا للثورات العربية، فيما يحرّض "هاربون" على الفوضى لتصفية حسابات شخصية. في تسجيل صوتي من 21 دقيقة، بثه التنظيم الإرهابي "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، عبر موقع شبكة "الأندلس"، تجاهل المدعو عبد المالك دوركدال، الجرائم والمجازر التي اقترفها "مغرر بهم" خلال عشرية حمراء استجابة لفتاوى مستوردة تبيح تقتيل المسلمين في الجزائر، ووجه كلمته لمن كان يسميهم "الطواغيت"، في دعوتهم إلى مقاطعة الانتخابات لإحداث "التغيير" بالفوضى والفتنة! المدعو "أبو مصعب عبد الودود"، التحق بالكوكبة المحرّضة على التدخل الأجنبي، بعد ما لاحق الأبرياء والعزل في المدن والمداشر، بتفجيرات انتحارية وعمليات وحشية لم تفرّق بين الكبير والصغير، وبين الأطفال والنساء، ومع ذلك، فإنه يتحدث عن الإصلاحات ويزعم أنها "لن تكون مفيدة للبلاد، لأن الوضع بلغ درجة من التعفن والفساد، صار معها عصيا على الإصلاح"! ومثلما كان أيمن الظواهري قد حرّض على استنساخ "التجربة الليبية" في الجزائر، أثناء الاقتتال الذي كان دائرا في الجارة ليبيا تحت الرعاية السامية لقوات الناتو، يتوهم زعيم التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية"، أن الوضع في الجزائر "يحتاج إلى ثورة شاملة تحدث انقلابا جذريا على الأوضاع"(..)، متناسيا أن الأغلبية الساحقة من الجزائريين، ثارت ضد الإرهاب لعدة سنوات، إمّا بالسلاح والمقاومة، وإمّا بكفاح الكلمة والتوعية وتوضيح الصورة الحقيقية للرأي العام الدولي تحديدا، بعد ما تعرض للتغليط والتضليل. المدعو دروكدال، أمير التنظيم الإرهابي الذي قال أيمن الظواهري، في وقت سابق أنه سيكون "شوكة في حلق الصليبيين"، قال أن التشريعيات القادمة "جزء من الإصلاحات التي لن يرجى منها خير"، حيث حاول "عبد الودود" الذي فقد أقرب مقربيه ورجال ثقته، مغازلة المواطنين بالقول بأن التشريعيات "ستكون مناسبة لتعرية الأحزاب واكتشاف دجلها وفضح شعاراتها". وعاد دروكدال إلى النبش في جراح المأساة الوطنية، محاولا دغدغة عواطف التيار الإسلامي، حيث قال: "أن التيار الإسلامي في العالم العربي كان هو المستفيد الأول من الثورات، فمن المتوقع أن يعود مشروع -الإسلام هو الحل- إلى الواجهة من جديد ليُطرح كبديل". وبلغة الحاقد الباحث عن التحريض على الفتنة، يقول دروكدال: "ينتظر أن يعود الصراع كما كان في سنوات التسعينيات محتدما بين التيار الإسلامي والتيار العلماني المتفرنس"، متجاهلا بذلك، التعايش السلمي الذي حدث بين مختلف التيارات والإيديولوجيات السياسية، داخل البرلمان والحكومة والمجالس المحلية، وتحالفه أيضا عندما تعلق الأمر بمحاربة الإرهاب واستعادة أمن واستقرار البلاد والحفاظ على وحدتها. دروكدال الذي سبق له أن "كفّر" الأحزاب الإسلامية التي شاركت في الانتخابات السابقة، وأعلن "الجهاد" على رموزها وقياداتها، حاول هذه المرّة كسب ودّها من خلال حديثه عما أسماه "اللجوء إلى التزوير للحدّ من طموح الإسلاميين وحرمانهم من الانفراد بالسلطة"(..)!. وهاجم أمير "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ما أسماه "تناغم الخطاب الديني بالمساجد مع الخطاب السياسي"، محذرا الأئمة والعلماء والمرشدين بقوله: "اتقوا الله يا علماء الأمة ودوروا مع الحق أينما دار"، متناسيا أن هؤلاء العلماء الذين يخاطبهم هم نفسهم الذين أفتوا ببطلان "الجهاد" في حقّ المسلمين الآمنين، وشاركوا في إظهار الحقّ بإقناع آلاف المسلحين بوضع السلاح مقابل الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة، الذي زكته الأغلبية المطلقة من الجزائريين في استفتاء شعبي كمخرج للمأساة الوطنية. وأطلق دروكدال كعادته فتوى على المقاس فقال: "الواجب على كل مسلم تفويت الفرصة بمقاطعة الانتخابات.. عليكم بالثورة لإحداث التغيير بمقاطعة الانتخابات وتحرير الجزائر"(..)، وأطلق "أبو مصعب" على ما حصل في ليبيا فتوى "الجهاد"، دون أن ينتقد "الناتو" أو الاستنجاد بقوات الإحتلال الذي يبدو أنه "جاهد" أيضا لتقسيم وتفتيت أرض عمر المختار بعد تقاتل الأشقاء الفرقاء!