أدانت محكمة الوادي في جلستها العلنية صباح الأحد، الشيخ جميل الصلوي البالغ من العمر 46 سنة وهو أحد مشائخ التيار السلفي بدولة اليمن والمدرس بمعهد الدماج الذي يقصده سنويا العشرات من الجزائريين للتعلم في أصول الفقه على المذهب السلفي بعقوبة الحبس غير النافذ لمدة 6 اشهر وغرامة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم والحرمان من دخول الأراضي الجزائرية لمدة 10 سنوات. وتميزت جلسة النطق بالحكم كسابقتها في المحكمة بحضور مكثف لأتباع وتلاميذ الشيخ السلفي من سلفيي ولاية الوادي وعدد من ولايات الوطن المجاورة كتبسة وبسكرة وخنشلة الذين قصدوا الوادي لهذا الغرض ومتابعة أطوار المحاكمة والنطق بالحكم عن شيخهم، وقد ظهرت على ملامحهم علامات الفرح والابتهاج بخروج شيخهم من المؤسسة العقابية بعد الحكم المذكور أعلاه، كون العقوبة غير نافذة. وتوبع الشيخ جميل الصلوي بتهمة التحريض على مقاطعة الانتخابات التشريعية بالجزائر التي جرت يوم 10 ماي الجاري بإطلاقه فتوى تحرم الممارسة الانتخابية بشكل عام، وهي الفتوى التي أثارت جدلا واسعا باعتبار أن الصلوي لم يقصد بها حسبه انتخابات الجزائر الأخيرة، بل الانتخابات بشكل عام بعد أن تلقى سؤالا في الموضوع من أحد الحضور في جلسات دروسه التي كان ينشطها بأحد المساكن المؤجرة في قرية تسمى بنت لمكوشر بإقليم بلدية أمية ونسة ولاية الوادي، وأكد أن منهج السلف الصالح والسنة النبوية لا تؤمن بالانتخاب، وتعوض ذلك بالشورى والبيعة في اختيار خليفة المسلمين وولاة الأمور وفقا لمعيار تقوى الله وأتباع منهج السلف الصالح. وكان الشيخ قد دخل الأراضي الجزائرية بدعوة من أحد تلاميذه يوم 4 أفريل الماضي لإلقاء دروس في المنهج السلفي ولبى الدعوة وكان ينشط بأحد المساكن بالقرية المذكورة يلقي دروسا ويجيب عن تساؤلات، خاصة ان التيار السلفي أصبح له أتباع كثيرون بولاية الوادي منذ عودة نحو 40 طالبا تلقوا دروسا في معهد الدماج الذي يدرس به المتهم. وتم توقيفه اثر الفتوى المذكورة اعلاه قبل نحو ثلاثة أسابيع وإيداعه الحبس المؤقت، ثم محاكمته وصدور الحكم في شأنه هذا الأحد بالعقوبة المشار إليها أعلاه. وقد أصدرت إدارة معهد الدماج بيانا دعت فيه السلطات الجزائرية للإفراج الفوري واللامشروط عن الشيخ المذكور والاعتذار إليه، كونه من المشايخ الذين يرفضون منهج الخروج عن الحاكم ويحترم ولاة الأمور، ودعوته ارشادية توجيهية لا علاقة لها بالسياسة. كما أن الحضور المكثف لأتباع التيار السلفي بمحكمة الوادي وهم يكبرون بعد النطق بالحكم، أثار عدة تساؤلات عن سر التضامن مع اليمني الذي كان ضيفا على البلد، وهي تمر بمرحلة حساسة، ثم أصدر فتواه المذكورة التي زادت الزيت على النار، وساهمت في نسبة المقاطعة، خاصة بولاية الوادي التي لم تتجاوز فيها نسبة المشاركة ال41 بالمائة، وببلدية الوادي 31 بالمائة فقط. الصلوي ترك الفتنة في اليمن وينشر دعوته في الجزائر تساءل العديد من أهل الوادي، عن سر تواجد الشيخ الصلوي اليمني، أصلا في المنطقة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد، ثم يفتي بتحريم الانتخابات في وقت البلاد كانت مقبلة فيه على موعد حاسم يترقبه الجزائريون والخارج بنفس المستوى بالنظر للظروف الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية. فالشيخ الصلوي، الذي لم يحاضر خارج معهد الدكاج باليمن وجد من الفضاء الجزائري في القرى والمداشر بولاية الوادي، مكانا ملائما لنشر دعوته وأفكاره وأطروحاته السلفية، والتي يقول عنها أنها تدعو للأخوة والخير، في حين اليمن يعيش أجواء الفتن بعد سقوط نظام صالح، كان الأولى به أن يحاضر هناك ويساعد اليمنيين على التسامح والأخوة، ويترك الشأن الجزائري للجزائريين لأنهم أدرى بشؤونهم منه، ورغم أن تياره يقول أنه ضد الخروج عن الحاكم، وضد الربيع العربي، إلا أن تفاصيل دعوته تتضمن خلاف ذلك من الناحية العملية، كدعوته لتحريم الانتخابات التي اعتمدها الجزائريون لتحقيق التغيير.