كشفت الأمطار المتساقطة بكميات معتبرة في اليومين الأخيرين بولاية غرداية عيوب العديد من الطرقات والأرصفة، وفضحت "بريكولاج" بعض المشاريع التنموية، خاصة الحديثة منها على مستوى عدة بلديات. وقد أدى تساقط الأمطار الغزيرة إلى انسداد البالوعات في العديد من الطرقات المحورية، لاسيما في مفترق الطرق مرغوب بعاصمة الولاية، مما تحول من نقطة عبور مركزية إلى مسبح عمومي، بعد أن أفرزت البالوعات مياه الصرف الصحي، فتجمعت في محيط مفترق الطرق، حيث وصل مستوى الماء إلى حوالي 30 سم، الأمر الذي أدى إلى دخول المياه القذرة إلى عدد من المتاجر. وقد سارعت الوحدتان الرئيسية والثانوية للحماية المدنية للتدخل من أجل إيجاد مخرج للمياه، ولم تجد طريقة سوى صرفها نحو مجرى وادي مزاب المحاذي للطريق، الذي تم غلقه لمدة تتجاوز أربع ساعات لإتمام الأشغال، مما أسفر عنه اختناقا مروريا رهيبا وسط غرداية، وحسب مصدر مسؤول فإن سبب انسداد البالوعات يرجع إلى عدم استكمال الشطر الثاني من مشروع تهيئة قناة مياه الصرف الصحي في طريق أول ماي، على أمل أن يتم إنجاز ذلك خلال الأيام القادمة. ومن جهتهم، يعاني سكان حي تارجا في إغوزة ببلغنم من تدفق للمياه القذرة من البالوعات بكميات كبيرة، أين صار الحي يسبح في بحيرة من المياه القذرة، كما استيقظ حي كركورة على وقع فضائح مشروع تعبيد الطريق، الذي لم تمر بعد 30 يوما على دخوله حيز الخدمة، وهذا عقب أشهر طويلة من المعاناة وانتظار نتائجه المرجوة، إلا أن مياه الأمطار كشفت عن الإنجاز المغشوش للمشروع، مما خلف حالة من الاستياء والتذمر لدى سكان الحي، ومستعملي الطريق الحيوي، مطالبين السلطات المحلية والمنتخبين بمحاسبة المقاولين ومكاتب الدراسات عن سوء الإنجاز للمشاريع التي لا تطابق المعايير المعمول بها. وتحولت عدة أحياء سكنية خالية من التهيئة الحضرية في عدة بلديات من الولاية إلى مستنقعات مائية مثلما عليه الحال في حي الشيخ عامر ببلدية بريان، وحي ختالة ببلدية بنورة، وأحياء أجماضين، لبدوعات، وكذا باحيو موسى ببلدية العطف. وتعالت أصوات المواطنين مطالبة السلطات المحلية بتعزيز مشاريع التهيئة الحضرية بالرغم من استفادة البلديات مؤخرا من أغلفة مالية معتبرة لهذا الشأن، إلا أن دار لقمان باقية على حالها. هذا وقد عرفت مجاري وديان بلديات ولاية غرداية انتعاشا كبيرا، وسط فرحة المواطنين والفلاحين بقدوم الوديان، وارتواء المحاصيل الزراعية، إلا أنه بالمقابل أدى سيلان الوديان إلى غلق عدة طرقات رئيسية على غرار الطريق الولائي رقم 33 الرابط بين بلديتي بريان والقرارة، والذي تعطلت فيه حركة النقل مساء أول أمس لمدة ثلاث ساعات تقريبا، على مستوى منخفض واد العجوز. ودعا المواطنون إلى ضرورة إنجاز جسر، وإعادة تهيئة الطريق المقطوعة في الكثير من النقاط، حتى تتمكّن المركبات من المرور في مثل هذه الظروف.