اهتدى بشار لعرامي من حي برحال بالمغير في ولاية الوادي، إلى صنع مطرقة كهربائية بطريقة تقليدية وفكرة مُبتكرة، بالرغم من أنه حدّاد بسيط، احترف مهنة الحدادة منذ صغره، وعلاوة عن الظروف القاسية التي يعاني منها، بدءا بالمحل المتواضع الذي أكل عليه الدهر والشرب، تحصل عليه عن طريق أحد جيرانه، وبقي عبارة عن جدران مهترئة وسقف مشقق يفتقد أدنى شروط العمل. وبالرغم من الظروف سالفة الذكر وغيرها، استطاع هذا الحرفي أن يبتكر مطرقته الكهربائية، التي تعمل بواسطة بكرات متصلة بمسننات وسلسله مطاطية دوارة، تتصل في مجملها بمحرك يديرها بطريقة عمودية، حيث تعمل المطرقة الأسطوانية التي تنزلق داخل محور وتنتهي عند سندان حديد تقوم بالطرق بسرعة فائقة يتحكم فيها بواسطة مخفض سرعات، صنعه بطريقة يدوية، ومنه يستطيع زيادة سرعة الطرق. وذكر الحرفي بشار أنه اهتدى إلى هذه المطرقة بحكم، أنه يتقدم في السن ولم تعد صحته قادرة على الطرق، وبما أن الاختراع وليد الاحتياج، فإنه تمكن من صنع هذه المطرقة بالحديد، وأضاف أنه لا يريد من السلطات سوى منحه محلا يمارس فيه هذه الحرفة والالتفات إليه وتحقيق حلمه بإنشاء ورشة حدادة، ليتعلم فيها الشباب حرفة صناعة المنجل والقرداشة وغيرها من الأدوات التقليدية التي كانت تستعمل في جني محصول التمور والنسيج وبعض الحرف التقليدية. كما أصاف أن الحرفة تنفع صاحبها، لكن ما باليد حيله فوضعه الاجتماعي والفقر والعوز، حال دون تحقيق هذا الحلم. وفي ذات السياق، ناشد جيرانه السلطات المحلية من أجل تحقيق حلمه خاصة أنه يحظى بحب السكان وتعاطفهم، حتى الأطفال الصغار لا تجد في الحي متنفسا إلا عند بشار، حيث يوفر لهم الألعاب المصنوعة بيده بواسطة مادة الحديد. فهل يتمكن بشار من الحصول على محل أو رشة ويحقق حلمه الذي ظل يراوده لأزيد من 20 سنة؟